رسائل من أماكن التعذيب للسلطات الطاجيكية، شباب حزب التحرير: سجناء أقوى من سجانيهم
2011/02/01م
المقالات
1,788 زيارة
رسائل من أماكن التعذيب للسلطات الطاجيكية
شباب حزب التحرير: سجناء أقوى من سجانيهم
إن خدام الأجهزة الأمنية من لجنة الأمن القومي ووزارة الداخلية، خاصة الشعبة السادسة فيها، يبدؤون عند الاعتقال التحقيق والتعذيب من غير أي استثناء، ويستخدمون أساليب التعذيب المتنوعة. وهذه حقيقة غير قابلة للبحث حتى وإن رفض وقوعها المسؤولون الطاجيكيون من دون استحياء، وإن احتجت المنظمات الدولية بعدم وجود المعلومات عن هذه الأعمال. ولايسلم من هذا التعذيب أحد. أما حملة الدعوة وخاصة شباب حزب التحرير أصبحوا ممن يرتكب خدام هذه الدوائر فى تعذيبهم وحشية فائقة؛ لأن الحكومة الظالمة قد أعطت خدامها الضوء الأخضر لتجاوز الحدود في تعذيب الإسلاميين من حملة الدعوة. والحقيقة أن أعمالهم هذه تعدّ جريمة كبيرة حسب قانون الحكومة نفسها. إلا أنه لم ترفع حتى الآن قضية جنائية بالنسبة لأحد منهم لممارستهم التعذيب عند الاعتقال والتحقيق. وقد رفعت شكاوى كثيرة إلى الجهات المختصة من المظلومين، ولتبقى الشكاوى بلا جواب حتى الآن. فلذلك يواصل خدام الأجهزة الأمنية وحشيتهم، بل ويقولون عند التعذيب بمباهاة: «إنا وإن قتلناكم ههنا فلن يحاسبنا أحد فى ذلك». فلعنة الله على هؤلاء الظالمين! فهل يظن هؤلاء الجلادون الظالمون أنهم لن يعاقبوا على أعمالهم هذه؟ كلا! إن ظنهم هذا مجرد وهم، وإن كل عمل سيلاقي صاحبه جزاءه المناسب. وإن حملة الدعوة الذين يلاقون من الظالمين الحبس والتعذيب ليُطلعوننا دائماً بأوضاع أماكن التعذيب فى الحكومة الطاجيكية وجرائم الظالمين بواسطة رسائل كتبوها على ورق أو قطع قماش. وقد اتخذنا إجراءات لكشف جرائم الحكام الظالمين وجلاديهم وإعداد الحجة عليهم ليوم الانتقام. ومن هذه الإجراءات نشر بعض هذه الرسائل.
نحن نقول لإخواننا المظلومين: ألا إن نصر الله وقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والخليفة الراشد قريب بإذن الله! مصداقاً لقوله تعالى: (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة].
فيوم الانتقام إذن قريب بإذن الله!! ولن ينسى أحد شيئاً مما يحدث. وهؤلاء الجلادون والظالمون قد حكموا على أنفسهم، ولا عفو لهم ولامناص. والملايين من إخوانكم ينتظرون مشتاقين يوم الانتقام وحكم الخليفة فيهم! ويجب القول إن النصر للمسلمين المظلومين والانتقام لهم من الظالمين تعد أولوية عند الخليفة. ويومئذ سينتقم الله للمظلومين بإراقة دماء الظالمين ويشفي صدور المسلمين المظلومين. قال تعالى: (وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة].
وهاكم نموذجان من عذابات شباب حزب التحرير تكشف عن صدق وصبر وإيمان أصحابها:
وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد
1- (طاجيبايوف شوكت جان إنعام جانوفيتش) رجل صدق ما عاهد الله عليه… وهو ينتظر (في السجن) وما بدل تبديلاً
اسمي طاجيبايوف شوكت جان إنعام جانوفيتش، ولدت فى 1/12/1975م وأقيم فى بلدة دوشنبه.
كنت فى 9/03/2010م في الساعة السادسة ونصف تقريباً جالساً فى بيتي، فدقّ الباب. كانت زوجتي عند الباب، فسألت: من تريدون؟ أجاب: أنا ناظر المنطقة، افتحوا الباب. جاءت زوجتي إليّ وأخبرتني بذلك. قلت لها أن تنظر من ثقب الباب لتعلم من يسأل، وأن تقول له: سيحضر إليكم زوجي فى الساعة العاشرة بنفسه. فاقتحم البيت سبعة أو ثمانية رجال. وعندما سمعت الأصوات خرجت، رأيت أربعة أو خمسة رجال فى لباس خدام الداخلية وثلاثة أو أربعة رجال فى لباس المدنيين. وعندما رأوني صرف أحد خدام الأمن الذي كان طويل القامة وذا شعر طويل وشارب أسود وكان يتكلم باللهجة الكُلابية، صرف هذا الرجل وجهي إلى جدار البيت وأمسك بيدي وسألنى عن اسمي ومكان إقامتي وأدخلني إلى غرفة على حدة وأقعدني على الأرض وقيد يدي بالقيد، وكان الكومبيوتر خاصتي ما يزال شاغلاً. وبعد أن أقعدني أخذ ينظر فى الكمبيوتر.
وأدخل كبيرهم -وكان اسمه أوتابيك إن لم أخطئ- زوجتي وبُنيّتي إلى غرفة على حدة واستجوبهما. وبعد قليل جاء إليّ وسألني: من خدعت أمس مع أصدقائك وأخذت جواهره ونقوده؟ قلت: ليس لي صديق فى بلدة دوشنبه، ولم أخرج من البيت منذ أيام. قال: «بلغنا أنك تمارس مع أصدقائك سرقة الأموال فى بلدة دوشنبه، وإن المرأة التى سرقتم مالها تنتظر فى المكتب، وقد أعلمتنا بمكان إقامتك، وإنك تشبه العلامات التى وصفتها». قلت: «لايمكن أن يكون ذلك لأني لم أفعل هذا». ثم أمر أعوانه أن اذهبوا به إذاً إلى تلك المرأة ولْتَرَهُ، فإن لم يكن هو السارق ردوه إلي، وأنا أنتظركم هنا.
وثقت بقوله، وأجلسوني فى السيارة وذهبوا بي. أوقف سيارتهم فى الطريق خادم دائرة الإشراف على السيارات، وأراه الذى كان يقود السيارة أوراق ثبوتية أنه من خدام الأمن. ففهمت بعد ذلك أنهم خدام الأمن. وبعد أن وصلنا إلى بناء لجنة الأمن أدخلونى وقيدوا يدي وأخذوا يضربونني بالأيدي والأرجل. كنت أسأل: من أنتم؟ ولم تضربونني؟ وكان جوابهم واحداً: ألم تشعر بعد بنفسك؟ فلا تتجاهل. فضربوني حوالى 25 دقيقة من دون توقف. ثم أشعل أحدهم سيجارته واتصل بالسائق الذي كان يقود السيارة عند مجيئنا، وكان اسمه (إن لم أخطئ) حكيم، وكان أصفر اللون، قصير القامة ومتكبراً. كان فى يده سوط وخشب من الكرسي. وجاء ضاحكاً وقال: هل بدأت بالتكلم أم أنزع أقوالك من لسانك؟ أجبت: لاأدري عما تتحدثون؟ قال: لاتخُْفِ شيئاً، أُخبرنا بجميع أصدقائك، نحن نعلم من أنت، ألم تعرف بعد من أين أخذنا عنوانك؟
ثم أخذ يضربني بالسوط. وقال الذى كان يدخن له: لنحمله إلى الداخل ونجلسه على الكرسي حتى يتحدث بنفسه. وكانت ترافق هذه الأقوال كلها إساءات قبيحة. وكان خادم المباحث الفورية لايسميني باسمي، بل يلقبني ببوديك، (هذا لقب يحقرون به أهل الشمال). وكانت إساءاته التى يكررها بعد كل كلامه ألفاظ تحتوي التهديد بانتهاك أعراض الأمهات والزوجات والأخوات.
ثم أدخلوني إلى الداخل وأضجعوني على سرير حديدي وقيدوا رجليّ بالسلم ويدي بالقيد، وكنت لاأدري ما هذا. فجاء ذلك الرجل ذو الشارب بالسوط وأخذ يضرب على رجلي. وكان حكيم يضرب بخشب الكرسي على أصابعي مرة وعلى أعضائي التناسلية مرة أخرى. وجاء أوتابيك بعد ساعة. فسألني أولاً عن حالي وشغلي فى بلدة دوشنبه. وبعد قليل أراني من تلفونه صوراً وسألني عن أصحابها.
كانوا يريدون أن يعلموا بواسطتي بعض العناوين. فأجبتهم بأني لاأعرفها. فأشار أوتابيك لحكيم إشارة وقال: ارجع بعد ساعتين أو ثلاث ساعات، ولابد أن تكون العناوين فى يدي، ثم ذهب. وعندما سرحوا قيدي كنت لاأستطيع القيام على رجلي لورمهما. ثم ذهبوا بى ونزعوا ثيابي وقيدوني من جديد. وجاؤوا بدلو فيه ماء وأراقوه على رأسي وبدأوا يضربونني. وكان ذلك الطويل الخسيس يضرب بالسوط وحكيم بالخشب على رأسي وأعضائي التناسلية. ولا أذكر كم دام التعذيب. وكان السؤال واحداً: هل تخبرنا أم لا؟
خرجا إلى الخارج للتدخين، وبقيت وحيداً، وكنت لا أحس بأعضاء بدني. وبعد مدة جاء أوتابيك مع ذلك الطويل الخسيس وذهبوا بي إلى الطابق الثالث حيث غرفة التحقيق. فدفعوا لي قلماً وورقا. وبما أن يديّ كانتا قد ورمتا فلم أستطع الكتابة. فقال أوتابيك للطويل الخسيس: أنا أسأل وأنت تكتب. وكان حكيم يقف فوق رأسي وفي يده مسطرة حديدية وكان يضرب على رأسي كلما سكتُّ. بدأ الاستجواب. قال أوتابيك مشيراً إلى الملفات: «ألم تعرف بعد أين أنت؟ هذه بيانات أصدقائك، نحن نعلم كل شيء، والإخفاء غير مجد، فإن كنت تثق بنفسك إلى هذا الحد فأنت بالخيار، إلا أن نصيحتى لك أنك إن جعلت نفسك مقعداً لن يشكر لك أحد على ذلك».
وبعد أن خرج أوتابيك أجلسني ذلك الطويل الخسيس على الكرسي وبدأ يعذبني بالكهرباء ويحقق. وكان يدخل حكيم كل حين ويضربني… وهكذا انتهى ذلك اليوم، وفي الساعة الحادية عشر مساء من ذلك اليوم ذهبوا بي إلى غرفة أخرى. وقال لي في آخر الاستنطاق: زوجتك مع ابنتك فى الشعبة، فإن أردت أن لايصيبهما شيء تذكر هذين العنوانين. قلت له: إن أنت ألقيتني من الطابق الثالث على رأسي لا أستطيع أن أتذكر العنوانين، لأني لا أعرفهما. فانزعج من قولي وضربني وقال: هل تريد أن أجعل زوجتك عريانة أمامك فأبدأ التحقيق؟ ثم أخذ التلفون وتلفن. وبعد خمسة دقائق حضر المناوب. قال للمناوب: فلتبق زوجته اليوم فى الشعبة، فإن لم يتذكر العناوين إلى الصباح سأجري مع زوجته حواراً فى الخلوة. قلت لهم: أطلقوا سراح زوجتي، سأخبركم عن كل ما أعلم. قال خادم المباحث الفورية: نذهب غداً بالسيارة وترينا جميع الأماكن؟ قلت: سأقول كل ما أعرف. وبعد السؤال الأخير أخرجني إلى الدهليز وأجلسني على الأرض وقيدني وقال: لا تنم، وإن نمت فلا تلم إلا نفسك، سأخرج وأطلع على حالك.
ذهب بي ذلك الطويل الخسيس إلى بيت الخلاء وقال: إنى وفيت بوعدي، وإن لم تفِ بوعدك أعرف مكان زوجتك، وليس صعباً علىّ الإتيان بها، فلا تجبرني على ذلك.
جاء أوتابيك فى الساعة التاسعة صباحاً، ثم ركبنا السيارة وتوجهنا نحو سوق «سخاوة». وكان يسوق السيارة رويداً ويقول: إن رأيت عبد الله أخبرني بذلك. ثم توجهنا نحو الحى «46». فأوقف السيارة وقال: هل مكان (دولتيار) ههنا؟ انظر جيداً، إن رأيته أخبرني. فلما لم أجدهم سبوني بسباب قبيح وأعادوني إلى شعبة الأمن. ولما دخلنا الغرفة أقعدوني على الأرض وبدأوا يضربونني بالأرجل. وكان الخادم يقول: لقد أتعبتنا اليوم، ستخبرنا بكل شيء خلال عشرين دقيقة فقط. هكذا كانوا يسألونني عن عناوين وأسماء الحزبيين وأمكنة اجتماعاتهم ومخبأ الكتب وما شاكل ذلك. عرض عليّ صوراً كثيرة وأمرني بفرز من أعرفهم من بينهم. وكان يُريني الصور الباقية ويسمي أسماءهم. فإن قلت لاأعرفهم ضربني.
كان يأتي بتلفوني ويسألني عن كل رقم فيه: ما اسمه؟ أين يعيش؟ هل هو حزبي أم لا؟ عرض عليّ رقمي صديقيّ وسأل: هل هما من المصلين؟ قلت: إنهما يصليان. ثم سأل: هل هما من أعضاء الحزب؟ قلت: أعرفهما كشريكيّ في العمل فقط. ثم أمرني أن خذ ورقاً واكتب كيف يشاركانك فى العمل، وأين تجرون الحلقات، ومتى أصبحا من أعضاء الحزب، قلت: إنهما من المصلين العاديين فقط وليسا من أعضاء الحزب. قال: اكتب أنت بأنهما من أعضاء الحزب، والباقي لايهمك، نحن نعلم ما نفعل. ولكنني لم أرضَ بذلك.
وبعد التعذيب الطويل وضع يدي فى الآلة التى تستعمل لخيط الملفات وشدها، وبدأ يهمز الإبرة في يدي، ويضرب على رأسي بسلك الكمبيوتر. وعندما يدمي رأسي يطلق يدي لكي أمسح رأسي والأرض من الدم. وأما سبابهم وإساءاتهم لي فحدث عنه ولا حرج.
أدخلونى مساءً إلى المدير الكبير والذى كانت غرفته فى الطابق الأول. قال لي المدير: أنا أعرف الأسطر التى كتبتها ههنا، إنك لم تأتِ لنا بشىء جديد، فهل تريد أن أذكّرك؟ وأخذ من فوق مكتبه خشبة طولها 80 سم تقريباً وأخذ يضربني. ثم قال لخادم المباحث الفوري: أكملوا بيانه وسلموه للمحقق.
كررت أمام المحقق كل ما قلته سابقاً وحملوني مساء ذلك اليوم إلى حبس التحقيق وزجوني فى الزنزانة. ودعوني فى اليوم الرابع أو الخامس من الزنزانة. وعندما دخلت إلى الغرفة رأيت هنا أربعة: أوتابيك وذلك الطويل الخسيس وحكيم ورجل آخر. قالوا: إنا وجدنا فى كمبيوترك كل شىء لازم، يتبين من ذلك أنك كنت تسجل الأشرطة وتطبع الكتب والمنشورات.
وعندما أنكرت ما يقولون بدؤوا يضربونني وأحضروا ورقاً وقالوا: نحن نكتب وأنت توقّع، إنك كنت تطبع منشورات الحزب وتسجل الأشرطة. أنا رفضت ذلك. ثم جاؤوا بالأخت (تشارييوفا) لإجراء اللقاء المواجه ومنعوني من التكلم. وبما أنهم صرفوا وجهي نحو الجدار، لم أرَ كيف كانت حال هذه المرأة.
بقيت فى الزنزانة سبعة عشر يوماً. وبعد الخروج من الزنزانة بثلاثة أيام جاءني المحامي. وعندما رأى حالي عرض علي أن أكتب شكوى عن تعذيب خدام الأمن، ورضيت بذلك. ولكن جاء إليّ بعد يومين ذلك الطويل الخسيس مع مدير حبس التحقيق وعرضني عليه. وقبل مجيء المحامي دعاني المدير وقال مؤكداً: «إن رفعت شكوى فى تعذيب خدام الأمن أو أوجدت مشكلة لي فإني سأضطر فى هذه الحالة أن أوجد مشكلة لك ولأهلك، إنه سيصيبني ضرر من أمرك، إلا أنى سأخلص نفسي بوسيلة ما، لعلهم يحبسون خادم المباحث ذلك، ولكن يجب عليك أن تفكر فى نفسك، فبإمكاني أن أوقفك سنة هنا في الحبس، أو أزجك فى غرفة مع الأشرار، أو أمنع عنك الطعام الذي يأتي به أهلك. ولكن إن رجعت عن عزمك على الشكوى سأعطيك ميزات، مثل مداواة جراحك، والسماح لك بلقاء أهلك والزج بك فى غرفة مع الأخيار». فرضيت بذلك وشاورت المحامي وتخليت عن رفع الشكوى إلى النائب.
كنت ألتقي مع المحقق أحياناً ونكمل الملف. والتقيت مع عدد من إخواننا قبل بدء المحاكمة القضائية. وقبل المحاكمة بيوم واحد جاء ذلك الخادم وأكد لي مرة أخرى بألا أتحدث بشيء عن التعذيب الذى عانيته فى شعبة الأمن وقال: إن تكلمت فى ذلك تبقى فى حبس التحقيق سنة مثل (وهابوف عظمت)، أنت لاتستطيع أن تضر أحداً، لذا لا تقم بأمر غير مجد.
ثم حملوني إلى المحاكمة واتهموني بمواد 170 و189 و307 وحكموا عليّ بالسجن لمدة 6 سنوات.
2- (عبد الوالي يوسفوف) رجل صدق ما عاهد الله عليه، وقضى نحبه وما بدل تبديلاً… تقبله الله تعالى في الشهداء
استشهد، منذ بداية عمل حزب التحرير فى طاجيكستان، العديد من شبابه داخل جدران سجون السلطات الطاجيكية الطاغية. ومن بين هؤلاء العضو النشيط فى الحزب (عبد الوالي يوسفوف) الذى فارق الدنيا فى الثالثة والسبعين من عمره فى أحد سجون السلطات الطاغية. غفر الله له وتغمده برحمته. لقد أوردنا هنا مقالاً يبين لحظات من حياته. وكاتب هذا المقال شاب لاقى فى سبيل الدعوة ظلم الظالمين وتعذيبهم، وقضى مدة من عمره في خدمة رجل الدعوة هذا. وإليكم المقال:
استشهاد عضو في حزب التحرير في السبعين من عمره في سجن الظالمين بسبب اعتصامه بحبل الله
في يوم من الأيام فتح باب غرفة الحبس، ودخل منه شيخ مضيء الوجه، يبلغ من العمر سبعين سنة تقريباً، لحيته بيضاء، على رأسه فروة جميلة، وعليه رداء مخملي طويل، وفي رجليه خفان. فظننت أولاً أن الظالمين قبضوا على مواطن بريء من أوزبكستان بتهمة التجسس وحبسوه. وبعد أن تكلمت معه علمت أنه شيخ من قرية الأنجي ويبلغ من العمر سبعين سنة واعتقل بتهمة العضوية فى حزب التحرير. فحزنا من هذا الخبر من جهة وسررنا من جهة أخرى.
وكل عمل كان يفعله العبد الثابت لله لم يكن ليمر من دون تأثير، بل كان عبرة لنا نحن الشباب. وكان الذين يعرفون الشيخ عبد الوالي يحكون عن نشاطه وفعاليته قبل اعتقاله ما يلي: كان الشيخ عبد الوالي وأهله قبل وصول أفكار الحزب إليهم يلتزمون بأحكام الإسلام، ويتعلمون علوم الإسلام، ويعيشون حسب قوانين الإسلام. وعندما وصلتهم أفكار الحزب التحق به الشيخ عبد الوالي وكان في صفوف السابقين الأولين وبدأ في دراسته، فلما اقتنع بهذه الأفكار لحق بالعمل من دون تخلف. وكان يسبق بعض الشباب النشطاء فى العمل من غير أن يعيقه تقدم سنه، وكان يحضر المكان المحدد للحلقة قبل الآخرين، سواء أكان ماشياً أم راكباً، وسواء أكان الجو بارداً أم حاراً. وفي حلقة شهرية كرر المشرف عبارة «شباب الحزب» مراراً. وفي آخر الحلقة سأل الشيخ عبد الوالي: هل تخص هذه الأمور شباب الحزب فقط، فكيف بالشيوخ إذاً؟! ففرح المشرف من نشاط الشيخ وأجاب قائلاً: يا جدي، أنت أيضاً من شباب الحزب. وعندئذ اطمأن قلب الشيخ وظهر الابتسام على وجهه.
وكان الشيخ عبدالوالي يشارك باختياره فى توزيع المنشورات ليل نهار. وعندما يقول له الشباب: يا جدنا، استرح أنت، هذا الأمر للشباب، يقول: أرجو ألا تحرموني من هذا العمل، ويوزع ما بين 10-20 منشوراً. وكان يقول فى الآخر: أعطوني منشورات حتى أوزعها لمعارفي أيضاً، ويأخذ منشورات بالقدر الذي أخذ فى المرة الأولى.
كان الشيخ عبد الوالي لا يألو جهداً ببذل ماله في سبيل الله، حتى لايبقى لديه مال في آخر الشهر. كان لايخاف لومة لائم، وكان فى المساجد يرفع يده بالدعاء لإقامة الخلافة ويلجئ الأئمة والخطباء أيضاً على ذلك، وكان الأئمة والخطباء بغض النظر عن أوامر السلطات لهم يستحيون منه أن يتحدثوا شيئاً ضد أفكار الحزب.
وعندما جاء خدام دائرة الأمن الوطني لاعتقال الشيخ عبد الوالي قال: كنت أنتظر منذ زمن أن تأتوا إلي وتعتقلوني، لأن دخول السجن والموت فى سبيل الله هو أمنيتي. لقد تحيرت من سماع هذا الكلام وزدت فى الإيمان إيماناً. وبعد سماع هذا الكلام عزمت أن أكون قريناً وخادماً لهذا العبد الحبيب لله! وأصبحت شاهداً على عدة صفات هذا الشيخ والتي لم أرها فى شيوخ آخرين. وكان الشيخ عبد الوالي صاحب تقوى ثابتة وصبر جميل، يؤثر الله ورسوله على كل شيء، وكان مستعداً دائماً لبذل روحه فى سبيل الله، كان يعد الثبات فى الدين مسألة حياة أو موت، ويحث الآخرين أيضاً على هذا الفكر. وكان يشفق جداً على إخوانه في العقيدة. وكان الظالمون يأتون بالإخوان المنهكين نتيجة الظلم والتعذيب ويزجونهم فى المبنى التحتي، ويظهر الدمع في عينيّ الشيخ عبد الوالي من رؤية هذه الحالة، ويسعى لمواساة المظلومين، ويدهن بلسماً على أبدانهم المسودة من ضرب السياط. ثم يصلي ويرفع يده بالدعاء ويدعو لهؤلاء الإخوان. كنت أراه يخدم أكثر مما نخدم نحن الشباب مع تقدم سنه وأتحيّر في ذلك.
دخل يوماً مدير دائرة الأمن الوطني الظالم (نظروف عبد الله) إلى المبنى التحتي وسأل: من الشيخ عبدالوالي؟ هل رجعت عن فكرك يا عم عبد الوالي؟ أشار برأسه إلى أنه لم يرجع عن فكره. فخرج المدير بالسخط والغضب. وبعد مدة تكرر هذا الحادث مرة أخرى. قال المدير في هذه المرة: يا جد، اكتب بأنك رجعت عن فكرك، حتى أُرجعك إلى بيتك. فأجابه الشيخ عبدالوالي قائلاً: لا، إني أخاف الله. فأمر عندئذ المدير نظروف المحقق الملعون (شايوف أكمل) أن يعد ملفه الجنائي للمحاكمة القضائية. وفي اليوم التالي من ذلك اليوم أخرج شايوف الشيخ عبد الوالي للتحقيق. وقد عذبه هذا الظالم بلا هوادة، نزع لحيته وخنقه بالمنشفة إلى أن فقد وعيه، إلا أنه لم يستطع أن يحصل على أية معلومات، واضطر أخيراً إلى إتمام ملفه الجنائي. وعندما جاؤوا بالشيخ إلى الغرفة كان وجهه أزرق، وكان الدم يسيل من أذنيه، وكان منهكاً جداً. فحزنّا من رؤية هذا المنظر. قال الشيخ عندئذ: أبنائي، هل يعذبونكم فقط؟! فليعذبوني أيضاً حتى تقل آثامي. قوله هذا لم يفارق خاطري قط. وبعد قليل جاء حارس اسمه فاضل، وقد كان شديد العداء لشباب الحزب، فأخرج الشيخ وحلق لحيته البيضاء كبياض الثلج والتي أرخاها منذ 27 سنة. إلا أن الشيخ عبد الوالي لم يحزن على التضحية بلحيته فى سبيل الله، بل احتسبها لله تعالى.
وبعد ذلك نقلوني إلى أحد السجون، ونقلوا بعد مدة إلى ذلك السجن الشيخ عبد الوالي بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات. وكان أكبر المسجونين سناً. وكان الجميع يمدحون الشيخ لكونه سجن فى سبيل الله ويكرمونه كثيراً ويستمعون لنصائحه، وكانوا مستعدين دائماً لخدمته. وكان أولاده الذين رباهم أحسن تربية يأتون كثيراً لزيارة أبيهم. وكان الشيخ يرسل الهدايا للمظلومين مما جاء به أولاده، ويعود المرضى. ولم أره قط يأكل الطعام بلا ضيف. كان يطلع على أحداث العالم من خلال الجرائد والإذاعة، ويبلّغها لنا ويسألنا عن ذلك كثيراً. كان ينظر إلى قيام الخلافة بأمل عظيم، ويرفع يده للدعاء بشوق كبير، وينتظر تلك الساعة. ولايشاهد في أقواله ولا في أعماله أثر من اليأس والندم.
قضى الشيخ عبد الوالي ثلاث سنوات فى السجن. وكان قد أصيب بمرض ذات الجنب قبل اعتقاله. وبعد أن سجن زاد هذا المرض عليه من جديد وقضى شيخنا فى السجن بهذا المرض وانتقل إلى الرفيق الأعلى. وبلغنا الخبر المؤلم وكان وقعه مصيبةً على جميع السجناء. وقد قام الكثيرون بالأمر بالمعروف وتلاوة القرآن أمام المسلمين بمناسبة موته. وكان المظلومون لايملكون ضبط أنفسهم من البكاء، ويرفعون بالدعاء للشيخ عبد الوالي ويقولون: «اللهم ألحق عبدك الثابت على الحق الذى قام إلى حاكم جائر وقال الحق ومات في سجون الظالمين، ألحقه بالصديقين والشهداء والصالحين!» اللهم تقبل دعاء المظلومين من صميم قلوبهم فى الشيخ عبد الوالي! آمين! ولم يكن صعباً في هذا الاجتماع أن نعرف من وجوه المظلومين أن كلاً منهم يرجو من الله لنفسه موتاً مشرفاً مثل موت الشيخ عبد الوالي. قدر الله لنا جميعاً موتاً مشرفاً، موتاً صادقاً فى سبيل الله، ونسأله أن يجعلنا من الذين ذكروا فى الآية الكريمة: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب] آمين يا رب العالمين!
ردة فعل على طبع مجلة «صبح الخلافة»
3- طبع مجلة صبح الخلافة
ومما يدل على قوة دعوة الحزب في هذه المنطقة أنه بالرغم من كل الصعوبات والملاحقات والعذابات التي يلاقيها شبابه فقد أنشأ هؤلاء الشباب مجلة للحزب أسموها «صبح الخلافة» وقد قامت ردود فعل عليها، وهاكم بعض منها وبعض من تعليقاتها.
في 1/10/2010م بثت إذاعة «الحرية» أن «حزب التحرير الذى أعلن حظره فى طاجيكستان مع عشر منظمات أخرى منذ سنوات، وسجن مئات حتى اليوم بتهمة العضوية فيه، هذا الحزب يسعى لتكثير أتباعه فى طاجيكستان… وذلك باستخدام وسائل لم تكن تستخدم من قبل، فمثلا، إن حزب التحرير كان يطبع ويوضح المنشورات فحسب، أما اليوم فإنه يطبع المجلات والمنشورات الملونة التي لا يملكها بعض الأحزاب السياسية القانونية في طاجيكستان… «صبح الخلافة» – بهذا العنوان نشر حزب التحرير المحظور مجلته. وهذه المجلة طبعت فى مكان خفي بلسان طاجيكي وبغلاف ملون، وهي عبارة عن 54 صفحة… وقد وردت فى مجلة «صبح الخلافة» حوادث اعتقال أتباع هذا الحزب من قبل خدام الأمن الوطني وتحملهم التعذيب فى السجون.. وينكر هذا الخبر أحد المسؤولين فى لجنة الأمن الوطني فى طاجيكستان (ناظرجان بورييوف) قائلاً: لم يلقَ أحد التعذيب فى السجن… ويرى مدير منظمة INDEM)) (سيم الدين دستوف) أن حزب التحرير في طاجيكستان ازداد نشاطاً فى الأشهر الأخيرة، ويقول: «في وقت يزداد فيه الضغط على المتدينين والشباب المتعلمين في البلاد الإسلامية، يزداد عدد المؤيدين لحزب التحرير…». ويرى مدير مركز البحوث الاستراتيجية لدى رئاسة الجمهورية في طاجيكستان أن حزب التحرير له طرق ووسائل خاصة في نشاطه. وغاية حزب التحرير إقامة دولة الخلافة.
اجتماع قوى الأمن لتعاون الدول المستقلة في طاجيكستان
فى 9-10 كانون الثانى/ يناير عام 2010م انعقد فى بلدة دوشنبه اجتماع 29 لمجلس رؤساء قوى الأمن للدول الأعضاء في منظمة تعاون الدول المستقلة. لقد بحث فى هذا الاجتماع قضية محاربة الإرهاب والتشدد والحرب على تهريب الأسلحة والمخدرات وتهريب الإنسان وقضية توفير الأمن في الحدود. إلا أن الموضوع الرئيسي فيه كان الحرب على الإرهاب والتشدد. وشارك فيه للمرة الأولى وفود من فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وقد علقت «صبح الخلافة» بما يلي: المراد من كلمات «الإرهاب والتشدد» الإسلام الحقيقي المخالف للإسلام المعتدل. وكل من يتبع الإسلام الحقيقي ويرفض اتباع إسلامهم المعتدل سيتهم بالإرهاب والتشدد.
اعتقالات بتهمة العضوية في حزب التحرير
في الأسبوع السابق اعتقلت قوى الأمن في شمال طاجيكستان وفي بلدة دوشنبه عدداً من الشباب بتهمة العضوية في حزب التحرير. والآن يستخدم خدام الشعبة السادسة في رئاسة الأمور الداخلية في ولاية سغد على الذين اعتقلوا فى الشمال ويستخدم خدام الأمن الوطني على الذين اعتقلوا فى العاصمة شتى أساليب الضغط والتعذيب. ومن بين هؤلاء المعتقلين امرأة مسلمة عفيفة. ويجب التذكر أن ستة من المعتقلين أعضاء أسرة واحدة، وكان قبل أشهر اعتقل عضو آخر من هذه الأسرة (حفيظوف يوسفجان). وكذلك (زاهدوف عظيمجان) أحد أقارب هذه الأسرة يعاني في السجن منذ ثلاث سنوات. وهذه أسماء بعض المعتقلين: حفيظوف طاجيباي، حفيظوف عليباي، حفيظوف حافظ، رحمتوفا حبيبة، رحمتوف أمتباي، دادابايوف عليجان، مختاروف ديلشاد، محمدييوف شوكت، عزيزوف عبدالستار، عزيزوف سعيد، صادقوف يعقوب، حامدوف محسن، دولتوف نبيجان، آتشيلوف طالب، منصورجان، محمدجان ونعمانجان. وقد أخبر عن هذه الاعتقالات وسائل إعلامية مثل إذاعة «الحرية» باللغتين الطاجيكية والأوزبكية، وإذاعة «بي بي سي»، وموقع «fergana.ru” وغيرها.
وقد علقت “صبح الخلافة” على هذا الخبر: لم يعتقل ولم يعذب هؤلاء الأبناء المخلصون للأمة إلا لقولهم “ربنا الله”. نحن نرى هذه المصائب التى يصبها الظالمون على رؤوس حاملى الدعوة امتحاناً من الله تعالى لعباده الصالحين، كفارة للذنوب ومدعاة للأجر العظيم والدرجات العلى. وهذا يضاعف من شجاعتنا. ونحن بانتظار يسر من الله، بشر الله به، بعد كل عسر، قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5)إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح].
ولعل اليسر القادم لنا هو نصر الله وقيام دولة الخلافة. إلا أنه يجب القول إنه لا يجوز لأي مسلم أن يختار المحايدة والسكوت أمام جرائم الظالمين، وإلا سيلقى إثماً كبيراً. والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».
تقرير وزارة خارجية الولايات المتحدة
نشر موقع tjknews.com أن وزارة خارجية الولايات المتحدة الأميركية كتبت فى تقريرها عن وضع الحريات الدينية: إن احترام الحكومة الطاجيكية بالنسبة للحرية الدينية تبقى على مستوى وضيع. ويركز الاعتبار الرئيسي فى التقرير على ضغط الحكومة على المتدينين، ومنه تفتيش المساجد ومنع ارتيادها والمحاكمات القضائية ضد المتدينين ومسألة الحجاب.
وقد علقت «صبح الخلافة» على هذا الخبر بالقول: لم يرد فى التقرير شيء عن ملاحقة واعتقال شباب حزب التحرير وظلمهم وتعذيبهم، ولاعجب من ذلك، لأن الكافر المستعمر وعملاءه يصرون على انتهاج سياسة التعتيم الإعلامي، ويحاولون ما استطاعوا أن يكتموا أي خبر عن حزب التحرير ونشاطه. ولكن لن ينفع مكرهم بإذن الله.
مبادرة دورية للرئيس الطاجيكي ضد الإسلام
لقد دعا الرئيس الطاجيكي أثناء رسالته المهنئة بعيد الأضحى إلى أن يقبل الشباب على العلوم المعاصرة. وبعد ذلك أخذ الأئمة والخطباء في المساجد في تلقين الناس كلمات الرئيس ويحرفون ويؤولون. حتى قالوا بأن لا يترك الشباب التعلم للصلاة وخاصة صلاة الجمعة. وكانوا يكررون فضل العلم على العبادة.
وقد علقت «صبح الخلافة» على هذا الخبر بقولها: لم يوجد من بين الأئمة والخطباء أحد يقول: على الحكومة أن تنظم أوقات التعلم آخذاً فى الحساب أوقات الصلاة.
مواظبة أعمال إرجاع الشباب والمراهقين من مدارس البلاد الخارجة
من بداية أعمال استرجاع الطلاب أرجع مئات من الشباب من مدارس باكستان وإيران ومصر وغيرها برغم إرادتهم. وهددوهم بأن يقبض عليهم من جانب شرطة هذه البلاد فى حال امتناعهم عن الرجوع إلى بلادهم. و«استقبلهم» عند الرجوع فى المطار خدام وزارة الداخلية ولجنة الأمن الوطني وفتشوا أمتعتهم بدقة، ثم سجلت أسماء هؤلاء الشباب فى قائمة لجنة الأمن.
هذه هي حياة المسلمين عامة في طاجيكستان، وحياة شباب حزب التحرير مع عائلاتهم خاصة… هذه الحياة الصعبة لا فرج ولا مخرج منها إلا من الله. اللهم أخرج شباب حزب التحرير والمسلمين أجمعين من عنت الحياة وضيق السجون إلى رحاب الإسلام وعدالة الحكم به، اللهم آمين.
2011-02-01