سيدي الخليفة
2006/05/31م
المقالات
1,705 زيارة
سيدي الخليفة
وصلت للمجلة مواضيع بقلم الأخ عبد الرحمن عبد الوهاب معنونة: «من أوراق الخلافة العائدة – رسائل إلى الخليفة» و«الوعي» تنشر بعضها لما فيها من خير:
سيدي الخليفة..
تساءلت كثيراً.. أين الفرسان؟! هل رأيتموهم؟! هل سمعتموهم؟! هل اكتحلت عيونكم ولو يوماً برؤيتهم؟!
أذكر يوماً.. كنت ذاهباً إلى الجامعة. سمعت زئيراً مكتوماً يأتي من بعيد.. كانت سيارة.. أشبه بالتابوت تابعة للطاغوت.. وما إن مرت بجواري.. إلا بصيحة (الله أكبر) مجلجلة تخرج من شباك السيارة الخلفي.. رجت جنبات المكان..
اختفت السيارة سريعاً وسط الزحام..
غابت الصيحة.. وارتفع صوت بائعي الجرائد البطاطا…
مازلت أذكر.. ذلك اليوم.. حين سألت أحد الواقفين على المحطة: من هؤلاء؟! هز كتفه في فتور.. وكأن الأمر لا يعنيه.. فلقد كان منهمكاً في تصفح مجلة فنية..
يومها عرفت أين يقبع الفرسان..
إنهم بعيد… بعيد عن شمس الحرية.. تختطفهم تلك السيارة الزرقاء من بيننا وتنقلهم إلى المجهول..
ترى ما هو ذلك المجهول؟!..
سيدي الخليفة كان إلى جانب محطة الحافلات والمزدحم بالمارة والوقوف.. مكب كبير للقمامة تفوح منه رائحة مجد كاذب لحكام العرب..
أواه كم طويل وكم ثقيل أيها الليل…
أناس قضيتهم (الشبكة والموعد وسينما مترو.. ولقاء غرام..).
وأناس قضيتهم إعلاء كلمة الله في الأرض وتطبيق شريعته السمحة… يذبحهم جورج بوش اليوم على نصب الصهيونية العالمية..
سيدي الخليفة
ليلنا طويل
سرق اليهود والصليبيون كل شيء.
سرقوا أرضنا.. سرقوا شرفنا.. سرقوا سيوفنا..
سرقوا كرسي الخلافة وتربع جورج بوش كشهريار.. ينتقي من نسائنا الحِسان بعدما وقع قرار الاعتقال والإعدام… لكل رجالهن.. في كل أرض الإسلام.
سيدي.. من يقول لبيك لصرخات نسائنا الحسان.. في ظل غياب الفرسان؟!..
سيدي الخليفة
ماذا أقول عن فرسانك لقد رأيتهم فاهنأ سيدي…
رأيتهم حين تصفحت الصحف العلمانية في دول الطوق..
وجدت شباباً ملتحياً.. شعثاً غبراً..
يرفع في يده اليمنى مصحفاً..
وفي معصمه الأيسر قيد فولاذي سميك مختوم بنجمة داود السداسية…
سيدي الخليفة
إن بؤس الكون كله في مآقينا..
فمتى تعود لتكسر قيدنا…
واسلم لأمتك يا خليفة…
سيدي الخليفة
هاهم حكامنا العرب بعد خيانة التطبيع والارتماء في أحضان اليهود أصبحوا كروتاً محروقة.. احترقت تلك الكروت وظهرت على حقيقتها. إنهم فضلوا قتال الشعوب بدلاً من قتال اليهود.. إنهم لا يفضلون القتال على جبهتين ففضلوا قتال الشعوب.. كل منهم على استعداد أن يحول المنطقة الجغرافية لبلده إلى قبر جماعي كبير مليء بالجماجم والأشلاء… ويدخل بلده في معمعة من حروب الإبادة ضد الإسلاميين… كل هذا.. كي لا يصدر قراراً بتطبيق الشريعة الإسلامية… إلى أي مدى.. يكره هؤلاؤ الحكام (الله) تعالى… كم يكره هؤلاء (كتاب الله).. كم يكره هؤلاء الحكام (شرع الله)..
وعلى الجانب الآخر… كانت مشكلة الكفر جد كبيرة… إنهم مع ضخامة الحملة فوجئوا بأن هناك من هذا الجيل من ارتفعت أفكارهم إلى مستوى المسؤولية.. وارتفعت تصرفاتهم فوق سن المراهقة… وارتفع نهوضهم الروحي إلى ذروة سنام الإسلام..
وأمام هذا النهوض انطلقت سيارات الصليب الأميركي كالأسد الهائج على مفارق الطرق وبين الحدود… وفي الكومبيوترات وفي كل ترانزيت…
أمسكوا بهم.. عصبوا عيونهم.. حشدوهم في سيارات مظلمة…
بعدها سالت دماء الفرسان من تحت أعتاب القضبان..
سيدي متى تعود لتوقف سيل دماءنا؟!..
واسلم لأمتك يا خليفة..
سيدي الخليفة
بعدما غابت شمي الخلافة تحولت الأرض إلى خراب.
ولكن سيدي سنظل في انتظارك ولن نمل من الانتظار…
فنحن نسمع صهيل خيلك القادم من بعيد من عمق التاريخ وقوافل الفرسان الآتية من رحم الزمان
ستهشم بسنابكها جدران المعتقلات وتحيلها إلى حطام…
سيدي ويوم العودة سنعقد البيعة وسنأنس بلقياك..
وتعقد لنا الرايات السود تقودنا إلى أكناف بيت المقدس.. لينطق الحجر والشجر..
ستغبر قدميك في سبيل الله… ترفع بيمناك لواء الجهاد… وتهتف في ملايين الجموع… وفي ذلك الزحف المقدس وتشير لهم لما خلف الأطلسي.. إما الإسلام وإما الجزية..
ساعتها سيشفي صدور قوم مؤمنين
سنقول لكل قوى الكفر… ها نحن قد عدنا ثانية سادةً للبشرية
سنطبق شرع الله وسنملأ الأرض زهراً وحباً وعدلاً
وفي أزقة وشوارع الخلافة ملصقات كتب تحتها Wanted مطلوب حياً أو ميتاً ومن الأفضل ميتاً.
قد أهدرت رؤوس النفاق والكفر ولو تعلقت بأستار الكعبة…
سيكون أئمة الكفر مربوطين بأذيال الخيل وسيارات الجيب العائدة من ساحات الوغى…
سيدي الخليفة
ها قد آن الأوان لأن يضع كل الكفار حكاماً وشعوباً.. عند قدميك الجزية..
واسلم لأمتك يا خليفة…
عبد الرحمن عبد الوهاب
2006-05-31