رياض الجنة: أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (9)
2006/05/31م
المقالات
2,014 زيارة
رياض الجنة:
أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (9)
دعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) لضِماد (رضي الله عنه)
– أخرج مسلم والبيهقي والنَسائي والبَغَوي، وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق الواقدي قال: … قال ضماد: قدمت مكة معتمراً، فجلستُ مجلساً فيه أبو جهل وعُتْبَة بن ربيعة وأُمَيَّة بن خَلَف، فقال أبو جهل: هذا الرجل الذي فرّق جماعتنا، وسفّه أحلامنا، وأضلَّ من مات منا، وعاب آلهتنا؛ فقال أمية: الرجل مجنون غير شك. قال ضماد: فوقعت في نفسي كلمتُه وقلت: إني رجل أعالج من الريح، فَقمتُ من ذلك المجلس وأطلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم أصادفه ذلك اليوم حتى كان الغد، فجئته فوجدته جالساً خلف المقام يصلي، فجلست حتى فرغ، ثم جلست إليه فقلت: يا ابن عبد المطلب، فأقبل عليّ فقال: «ما تشاء»؟ فقلت: إني أعالج من الريح، فإن أحببت عالجتك، ولا تُكْبِرَنَّ ما بك فقد عالجت من كان به أشد مما بك فبرأ، وسمعت قومك يذكرون فيك خصالاً سيئة: من تسفيه أحلامهم، وتفريق جماعتهم، وتضليل من مات منهم، وعيب آلهتهم، فقلت: ما فعل هذا إلا رجل به جِنَّة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الحمد لله، أحمده، وأستعينه، وأؤمن به، وأتوكل عليه، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله» قال ضماد: فسمعت كلاماً لم أسمع كلاماً قط أحسن منه، فاستعدته الكلام فأعاد عليّ، فقلت: إلامَ تدعو؟ قال: «إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتخلع الأوثان من رقبتك، وتشهد أني رسول الله» فقلت: فماذا لي إن فعلت؟ قال: «لك الجنة» قلت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأخلع الأوثان من رقبتي وأبرأ منها، وأشهد أنك عبد الله ورسوله.
وفي رواية البيهقي قال ضماد: والله لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، فهلُمَّ يدك أبايعك على الإسلام، فبايعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
يقول ضماد: فأقمت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى عُلِّمتُ سوراً كثيرة من القرآن ثم رجعت إلى قومي. قال عبد الله بن عبد الرحمن العَدَوي: فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في سرية، وأصابوا عشرين بعيراً بموضع واستاقوها، وبلغ علي بن أبي طالب أنهم قوم ضماد فقال: ردوها إليهم، فرُدَّت
2006-05-31