حصاد الثورات:
2016/04/25م
المقالات
2,561 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
حصاد الثورات:
( وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
تزداد هجمة الكفار هذه الأيام بقيادة الغرب الكافر الحاقد على الإسلام وأهله؛ وذلك للحيلولة دون عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إلى أرض الواقع مرة أخرى، والتي تنشد القضاء على ألوان الشر والفساد ونشر الهدى والنور والرحمة في أرجاء الأرض، وقد برز هذا الأمر في سياسات الغرب وفي أعمالهم وأقوالهم في كل أنحاء المعمورة، وخاصة في بلاد المسلمين، تحت ذريعة (الحرب على الإرهاب ومحاربة التطرف)، وغير ذلك من مسميات كاذبة، ليس لها واقع إلا في حياة الغرب وأعماله ومبدئه الساقط السقيم… فما هي حقيقة ما يقوم به الغرب، للحيلولة دون عودة النور والخير إلى وجه الأرض؟ وهل سيتمكن من هذه الغاية الشريرة؟ وما هو مستقبل العمل الإسلامي في المنظور القريب؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة وأمثالها مما يخطر ويجول في أذهان المسلمين هذه الأيام، سنقف على هذا الموضوع من عدة زوايا:
الأولى: حقيقة هذه الأمة الكريمة (أمة الإسلام )، وحقيقة المبدأ الذي تحمل في عقولها وقلوبها…
الثانية: تاريخ هذه الأمة، والصراع الذي خاضته مع القوى الظالمة الشريرة عبر العصور المتعاقبة…
الثالثة: رعاية المولى عز وجل لهذا الدين ولهذه الأمة الكريمة، ووعده سبحانه بالنصر والتمكين…
الرابعة: المبادئ الكافرة التي تحمل بذور فنائها في نفسها، وليس عندها أي مقومات الاستمرارية ولا البقاء…
الخامسة: واقع أمة الإسلام هذه الأيام، واحتضانها لفكرها ودينها وعضها عليه بالنواجذ…
السادسة: مبدأ الإسلام هو الذي سيسود وجه الأرض، وستسقط كل المبادئ البشرية أمامه، ليكمل الرسالة في الشهادة على البشرية مرة أخرى…
وقبل أن نذكر هذه الزوايا نقول : إن الحرب على أمة الإسلام حرب شرسة، تستهدف دينها وكيانها كأمةٍ عريقة متميزة، وتستهدف غاياتها وأهدافها في إعادة دينها إلى واقع الحياة العملية مرة أخرى… وقد اشتد أوار هذه الحرب وحمي وطيسها بعد مرحلة الثورات التي تعد أنها قامت للتحرر والانعتاق من ربقة المستعمر الكافر وعملائه السياسيين من الحكام في بلاد المسلمين…
إن الكفر يحاول بكل أساليبه ووسائله، وبما أوتي من طاقات وقدرات وأموال، للحيلولة دون نهوض هذه الأمة ووقوفها على أقدامها مرة أخرى، وقد اتبع أساليب ووسائل كثيرة، وخاصة في المرحلة الحالية (مرحلة الثورات). ومن هذه الوسائل والأساليب:
1- الحرب الشرسة المدمرة على بلاد المسلمين، والتي تستهدف مقدرات بلادهم واقتصادها وثرواتها، وجيوشهم العسكرية ومعداتها…
2- تقسيم المقسم من بلاد المسلمين وتجزئة المجزأ، حتى صار البلد الواحد أكثر من كيان سياسي، وما زال الأمر مستمرًا في التقسيم…
3- إثارة النعرات الطائفية والقومية، وإثارة الفتن بين أبنائه، وبث روح العداء والمنازعات بين أبناء المسلمين…
4- دعم العملاء السياسيين من الحكام المتربعين على رقاب المسلمين، ومساندتهم عسكريًا كي لا يسقطوا وتتمكن الشعوب من أخذ زمام المبادرة…
5- استهداف الفكر الإسلامي الصحيح والداعين له في بلاد المسلمين، ونعتهم بالإرهاب والتطرف والتشدد وغير ذلك من أوصاف كاذبة…
6- تضليل الناس عن فكرة (حكم الإسلام)، وذلك بإيجاد جماعات ضالَّة من صنع الاستعمار تحمل فكرة الخلافة، وتدعو لها كذبًا وزورًا وضرارًا…
7- إيجاد الأحلاف والتجمعات العسكرية والسياسية؛ وذلك من أجل ضرب أي حركة يقوم بها المخلصون من أبناء الأمة، تحت ذريعة محاربة الإرهاب…
هذه أهم الأعمال التي يقوم بها الغرب هذه الأيام للحيلولة دون نهضة هذه الأمة الكريمة ووصولها إلى غايتها السامية الجليلة، فهل يستطيع إلى ذلك سبيلًا؟ وهل سيحقق ما تصبو إليه نفسه؟. لقد حاول الكفار في تاريخ هذه الأمة الطويل أن يقضوا عليها كأمة واحدة من دون الناس، لكن أمة الإسلام كانت – في كل مرة – تعود أقوى وأصلب مما كانت، وتقف على أقدامها مرة أخرى…
ففي فترة الحروب الصليبية؛ جاءت جحافل الصليب من دول أوروبا وجثمت فوق صدور الأمة في أرض الشام وما جاورها، واغتصبت المسجد الأقصى المبارك تسعة عقود متتالية (91) عامًا، وظل المسجد الأقصى المبارك وأرضه مغتصبة طيلة هذه المدة؛ لم تقم فيه صلاة أبدًا، واستعمله عباد الصليب مربطًا لخيولهم وإسطبلًا… لكن هذه الأمة سرعان ما عادت إلى معدنها الأصيل؛ في ظل آل زنكي (نور الدين) وصلاح الدين الأيوبي أحد قواده المظفّرين..واستطاعت الأمة أن تحرر كل بلاد الشام بما فيها المسجد الأقصى المبارك، وأن تلقن عباد الصليب درسًا بليغًا، وأن تعرفهم عزة هذه الأمة ورفعتها!.
وفي فترة الغزو المغولي؛ فإن الأمة تنكبت وكبت، فوقعت أرضًا أمام جحافل المغول الغزاة المعتدين، فاحتل المغول أرض المسلمين من بغداد حتى أرض الشام، وحرقوا وهدموا وأزالوا عن الوجود قرًى بأكملها وقتلوا أهلها، وأعملوا في المسلمين سيف القتل والتسلط والقهر والجبروت… لكن هذه الأمة نهضت من كبوتها، وقامت على أقدامها في ظل قادة عظام من المماليك (بيبرس وقطز)، فوحدوا مصر والشام، وحاصروا المغول في أرض قاهرة الغزاة (أرض بيت المقدس) وهزموهم هزيمة منكرة، وعلموهم درسًا بليغًا بأن هذه الأمة لا تهزم ولا تهان…
وفي عهد الاستعمار الغربي بعد هدم الخلافة الإسلامية؛ فإن القوى الاستعمارية الغربية جاءت إلى عقر دار المسلمين بعد أن اطمأنوا إلى أن الخلافة (القوة المعنوية) قد هدمت، وأصبح المسلمون بدون دولة، واحتلت هذه القوى الغاشمة الغاصبة أرض المسلمين في كل العالم الإسلامي تقريبًا، باستثناء بعض الدول، وأخذ هذا الاستعمار ينهب ويسفك الدماء ويعيث في الأرض فسادًا وإفسادًا ، عند ذلك تحركت الغيرة والنخوة الإسلامية في عروق أبناء الأمة؛ في ثورة المختار والسنوسي وسليمان الحلبي وعز الدين القسام وعبد القادر الجزائري، وانتفضت الأمة في وجه هذا الاستعمار في ثورات كلفت الأمة الملايين من الشهداء في بعض البلاد كالجزائر، وظلت في ثورات مستمرة حتى تمكنت من إخراج جحافل هذا المستعمر الغاشم الغاصب، ثم ها هي الأمة تعود من جديد تحمل مشعل النور والهداية، في كافة بلاد المسلمين تطالب بحكم الإسلام رغم ما عمله الكفار عبر سنوات طويلة من الغزو الفكري والأخلاقي والتجهيل والتضليل، ورغم سنوات طويلة من القهر والتسلط من قبل عملاء الاستعمار من الحكام، ورغم التضليل الفكري من قبل علماء السلاطين ممن أضلهم الله على علم ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾
فهذه أمة كريمة شهد الله عز وجل لها بالخيرية، قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾ ، وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره»… هذه أمة رسول الله صل الله عليه وسلم، وأبناء القادة العظام: خالد بن الوليد، وأبي عبيدة، وعمر بن العاص، وطارق بن زياد، وقتيبة بن مسلم، وعبد الرحمن الغافقي، وغيرهم الكثير من أبناء هذه الأمة الكريمة… ولا تعدم هذه الأمة أن تلد أمثال هؤلاء القادة العظام…
والأمر الثالث: هو أن الله سبحانه وتعالى هو الراعي لهذه الأمة لأنها تحمل دينه العالي السامي، والله سبحانه يقول وقوله صدق: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾. وقال جلَّ جلاله: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ ، وقال تبارك اسمه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.
فكما رعى الحق تبارك وتعالى نبيه موسى عليه السلام وهو وليد لا حول له ولا قوة، وجعله يتربَّى في قصر فرعون وهو يبحث عنه ليقتله، حتى كبر واشتد عوده وجاء فرعونَ وخلَّص بني إسرائيل من ظلمه، وأورثه الله عز وجل أرضه ودياره، وأخرج آل فرعون من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم… كما أخرج الحق تبارك وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام من بين حراب كفار مكة وقد أحاطوا ببيته ليقتلوه… فإن الله عز وجل سوف ينصر هذه الأمة ويمكن لها في الأرض لأنها قد نصرت دينه وتحملت في سبيل ذلك كل ألوان العذاب والاضطهاد والقهر والتسلط. قال تعالى: ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾، وقال من لا إله غيره: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ﴾. إن الله عز وجل سينصر دينه، وينصر أمته متى حملت هذه الأمة هذا الدين لتمكنه في الأرض وتنشره رسالة خير وهدى إلى البشرية جميعًا، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ 47 الروم. وقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾.
إن الناظر هذه الأيام لأمة الإسلام يرى رجوعها بشكل قوي وملموس إلى دينها في كل العالم الإسلامي، ويرى كذلك أن الأمة في مشارق الأرض ومغاربها صارت تنادي بتطبيق فكر الإسلام في حياتها، وليس ذلك فحسب، بل إنها تضحي وتتحمل في سبيل ذلك كل ألوان القهر والتسلط من قبل أعدائها، ويرى أن الغالبية العظمى في كل بلاد المسلمين تريد حكم الإسلام، وليس أدل على ذلك من الانتخابات التي حصلت في مصر وتركيا وتونس وباكستان والسودان، وكان الإسلام هو المطلب الأول عند هذه الشعوب في الانتخابات، أي إن الإسلام وحكم الإسلام أصبح رأيًا عامًا كاسحًا في كل بلاد المسلمين دون استثناء.
وإذا نظرنا إلى الجانب المقابل لمبادئ الكفار وخاصة المبدأ الرأسمالي المهترئ المتهاوي؛ فإننا نرى أن الشعوب قد باتت تدرك فساده وبطلانه، وصارت تنادي بالتخلي عن نظمه وأفكاره، كما حصل قبل سنوات عندما خرجت الجموع في ألف مدينة في العالم الغربي تطالب بالتخلي عن النظام الرأسمالي في الاقتصاد بسبب الأزمة المالية التي عصفت بالغرب سنة 2008م، وما زالت حتى يومنا هذا!.
إن دين الإسلام هو الدين الرباني الوحيد على وجه الأرض، والأمة الإسلامية هي صاحبة هذا الدين، دين الاستقامة والعدل لأنه من عند الله العليم الحكيم، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾، وقال جلَّ من قائل: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ . وقال سبحانه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجً ﴾.
بينما المبدأ الرأسمالي (دين الغرب) هو من صنع عقول بشرية قاصرة عاجزة، وهو عبارة عن ردة فعل على ظلم الكنيسة ورجال الدين، وقام على أساس فكرة الحريات الخاطئة السقيمة، وقد ظهر فساده في كل الأمور الحياتية والفكرية، ولا نبالغ إن قلنا إنه متهاوٍ متهدم في حياة الغرب لأن معظم أفكاره الرئيسة قد جرى التخلي عنها.
وفي الختام نقول: إن أمة الإسلام قد حملت بسبب ما أصابها من ويلات وشرور وفتن، وخاصة ضياع أرض بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك حملًا طيبًا هو حزب التحرير، وهو حزب إسلامي مخلص، وقد كبر هذا الحزب على طول فترة الشدة التي تعيشها الأمة، واشتد عوده، وانتشر في كل بلاد المسلمين، بل وعمَّ كل أرجاء الأرض يحمل فكر الإسلام بنقاء وإخلاص، وإن هذا الولد البار لهذه الأمة الأم ليوشك على الإشراف على ميلاد فجر الخلافة القريب، رغم ما تقوم به الدول الكافرة، وعلى رأسها أميركا، لإجهاض هذا الحمل تحت حراب الحرب على الإرهاب التي ابتدعتها وسوقتها في العالم من أجل القضاء على هذا الجنين؛ لكنها رغم هذه الحرب بكافة ألوانها لم تستطع إلى ذلك سبيلًا. وإن هذه الدماء الغزيرة التي تنزف من جسم أمة الإسلام إنما هي علامات قرب هذا الميلاد الذي سيملأ الأرض نورًا وعدلًا واستقامة، ويخلص العالم الإسلامي من ظلم الحكام الرويبضات عملاء الاستعمار، ويخلص البشرية جميعًا من ظلم هذه المبادئ الساقطة السقيمة، وان كل محاولات أميركا ومن سار معها من أحلاف وقوى شريرة لن تستطع أن تجهضه في بطن أمه (أمة الإسلام) لأن الحامي هو الله، وهذا المولود هو موعود الله عز وجل؛ فقد قال جلَّ جلاله: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر» رواه أحمد.
نسأله سبحانه أن يكرم أمة الإسلام بفتح قريب من عنده، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين… وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.q
2016-04-25