بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر فيينا: إلحاق الفصائل المعارضة للمؤتمر بلائحة الإرهاب… لضربها
أكد بيان فيينا على ضرورة أن تتفق الدول المشاركة فيه على تحديد الفصائل والجماعات العاملة في سورية والتي ستدرج على قوائم الإرهاب، والخروج بلائحة موحّدة بالتنظيمات الإرهابية التي يجب مواجهتها. في هذا الإطار أوكل إلى الأردن هذه المهمة القذرة، لوضع قائمة بها؛ وذلك بالتنسيق مع ممثلي استخبارات الدول المشاركة؛ ليتم العمل على ضربها قبل انطلاق العملية السياسية. وينبع اختيار الأردن لتلك المهمة من ثقة غربية بوساخة أجهزة الاستخبارات الأردنية، وهي خطوة في غاية الخطورة، وبالغة الأهمية لنجاح مؤتمر فيينا، وبالتالي فرض المشروع الأميركي. وهنا يجدر ذكر أن الدول المشاركة في مؤتمر فيينا ستضغط كل منها باتجاهين: الأول باتجاه إدراج من تراه هي أنه إرهابي في لوائح الإرهاب. والثاني باتجاه منع إدراج من تموله وتدعمه في هذه اللوائح. وهنا يتوقع نشوب خلافات حادة بين الدول المشاركة لاختلاف وجهات النظر لدى هذه الدول. أما التنظيم الذي لن يكون عليه خلاف فهو تنظيم (داعش). أما جبهة النصرة فإنه إن لم يتم إدراجها في لائحة الجماعات الإرهابية ابتداء، ومورست عليها ضغوط الانفكاك عن القاعدة والتخلي عن المقاتلين الآتين من الخارج، فإنه يتوقع لها أن يتم إلحاقها بلائحة الإرهاب فيما بعد، ليتم ضربها.
إن أميركا في سياستها الإجرامية في سوريا تخطت كل الحدود في عدائها للإسلام والمسلمين المخلصين، فهي أعلنت جهاراً نهاراً أنه ممنوع على المسلمين الحكم بالإسلام، وأنه يجب أن يكون الحكم الجديد علمانياً مدنياً كافراً… وأبقت على الأسد وأدخلت إيران وأشركت روسيا في الحل… أما الخطوة الأصعب عليها فهي إيجاد حالة من الاقتتال الداخلي بين الفصائل، وهي قد هيأت لذلك بمؤتمر فيينا لتشرع في ضرب الفصائل التي تعارض سياستها تحت حجة أنها إرهابية. من هنا فهي أمرت العملاء من حكام المسلمين أن يأمروا الفصائل الذين يمنون عليهم بالدعم، وخاصة الإسلامية منها، للمشاركة في مؤتمر فيينا والموافقة على شكل نظام الحكم الديمقراطي الكافر، والموافقة على العملية السلمية التي ينادي بها.
مع هذا التآمر الأميركي الذي يجمع معه دول العالم لمحاربة عودة الإسلام، قد يظن البعض أن موقف أهل سوريا المسلمين المخلصين ضعيف. كلا، فالأمر على عكس ذلك تماماً، فسوريا الشام أصبحت واحة للإخلاص لدين الله ولمشروع دولة الخلافة العظيم، وهو أمر لا يمكن تجاوزه بمثل هذه المؤامرات والمؤتمرات والقرارات والخيانات، فهذه مهما كبرت فالله أكبر منها، وحتى الفصائل التي ذهبت ووقعت فإنها عرضة للتفكك، وستشهد انسحابات فردية وجماعية منها؛ والسكوت على خياناتها خيانة أخرى.
إن من الملاحظ أن العملية السياسية التي تجري بشكل حثيث الآن تأتي بعد انهزام عميل أميركا الأسد والخوف من انفراط جيشه، وبعد فشل عميلة أميركا-إيران وحزبها وميليشياتها في قهر الثورة، وحتى بعد فشل التدخل الروسي العسكري المباشر في أن يوجد واقعاً ميدانياً لمصلحة الأسد… هذا الأمر سرَّع خطوات أميركا السياسية، حتى لا يسبقها المخلصون من المسلمين بجعل الشام عقر دار الإسلام… فالمسلمون في سوريا أقوياء، ويحسب لهم عدوهم ألف حساب.
قال تعالى( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)