العدد 465 -

السنة التاسعة والثلاثون، شوال 1446هـ الموافق نيسان 2025م

الإعلام ودوره في المجتمعات الإنسانية

سلافة شومان – فلسطين

 

قال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}. وقال سبحانه: {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}. وقال عز وجل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}. وقال تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ () لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ () فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}.

هذه الآيات الكريمات تشير إلى أن الإعلام ليس أمرا مستحدثاً، وإنما هو قديم منذ أن وجدت البشرية على وجه هذه البسيطة. ذلك أنللإعلام دوره في إيصال المعلومات، كما له دوره في الدعوة إلى الأفكار والمبادئ عند أولي الأفكار والمبادئ، للتأثير على الناس بهدف تحويلها إلى مفاهيم، ومن ثَم إلى سلوك، فما الإعلام؟ وما تأثيره على الجماعات الإنسانية والأمم عامة، وعلى الأمة الإسلامية خاصة؟ وكذلك ما أثره على عملنا نحن حَمَلة الدعوة الذين أخذنا على عاتقنا إحداث التغيير الجذري الذي ينقذ البشرية من شقاء الرأسمالية؟

الإعلام من الفعل أَعلَمَ أي أخبرَ ونشَرَ، فالإعلام الإخبار، ونشر المعلومات والحقائق بعد جمعها وانتقائها، ويأتي بمعنى الدعوة، أي نشر الدعوة والتبشير بها. ويهدف إلى تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعد على تكوين رأي عام صائب في واقعةٍ أو في مشكلة، معبّراً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم.

والأصل في الإعلام إيجاد العلم عند من لا يعلم على وجه الحقيقة، وإلا كان تضليلاً، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}.ففي الآية إشارة إلى الإعلام من حيث هو أداة من أدوات نقل الأخبار والمعلومات والتدقيق بها وإيجاد رأي عام. وكذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) إشارة إلى الإعلام، وهو نقل الأخبار والمعلومات، كما توجب الآية التثبت من صحة الأخبار وسلامة المعلومات حتى تتكون وجهة نظر صحيحة لا تخالف المبدأ.

والإعلام قديم منذ بدء الخليقة، وله أهمية في التأثير في الرأي العام عند المخاطَبين، وفي التأثير على ثقافتهم، ومن ثم على ميولهم، وإن اختلفت وسائله. وفي زمن الجاهلية كانت وسيلة الإعلام الشعر والخطابة، وهي من وسائل الدعاية والنشر. وقد كان لها أثر في الصد عن دعوة الرسول ﷺ حين اندفعوا للصد عن الدعوة الإسلامية، فانبرى من الشعراء من أخذ على عاتقه القدح بالرسول ﷺ، مثل هبيرة المخزومي وأسيد بن أنس وكعب بن أبي سلمى والحارث بن المغيرة. لقد استخدموا الشعر والدعاية الكاذبة، وكانوا لا يتركون مقيماً أو خادماً أو مسافراً إلا وحذروه من الرسول ﷺ. “قدم الطفيل بن عمر الدوسي مكة، فاجتمع به أشراف قريش، وحذروه من رسول الله ﷺ، ونهوه أن يجتمع به أو يسمع كلامه، قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه، حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا، فَرَقًا من أن يبلغنى شيء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه”. وجميعنا يعرف موقف أبي لهب الذي تولى كبره في الصد عن دعوة الرسول ﷺ،فكان يتبع الرسول ﷺ ويحرض القبائل عليه، حتى نزلت في حقه سورة كاملة.

وفي الذكر الحكيم قال تعالى: (ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ). هذه الآيات نزلت في النضر بن الحارث الذي كان يشتري المغنيات، فلا يظهر أحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى (المغنية)، فيقول أطعميه واسقيه الخمر وغنيه، ويقول هذا خير مما يدعوك إليه محمد.

وفي المقابل كان ﷺ يجابه ذلك بما هو متاح له من وسائل إعلامية، من وقوف على الصفا ودعوة الناس والجهر بالقرآن في أماكن تجمعاتهم. وغشي الناس، ودعاهم في منازلهم في مواسم الحج. وكذلك الظهور بشكل جماعي لافت، ومن ذاك أنه أمر أصحابه أن يخرجوا في صفين من دار الأرقم على مرأى من قريش.

أما في الوقت الحالي، ومع هذا التقدم العلمي في عصر التكنولوجيا، فقد تطورت وسائل الإعلام، وتعددت الوسائل إلى المسموعة والمرئية والمقروءة. ووسائل الإعلام مع تنوعها تعدّ أهم أداة من الأدوات التي تستخدمها الدول والحكام والسياسيون، من أجل التأثير على الرأي العام وفرض ثقافتهم وسياستهم. وهي من الوسائل المهمة للأحزاب،وبخاصة الأحزاب السياسية المبدئية التي تسعى لقيادة الناس والجماعات.

وهكذا فإن الدول، وبخاصة الاستعمارية المؤثرة منها كأمريكا، استطاعت أن توظف الإعلام فيما يخدم مصالحها ويساعدها في صراعها الحضاري، وبطبيعة الحال في محاربة الإسلام والمسلمين. ونستطيع أن نلمس ذلك في أمرين:

أمّا الأول: فهو يخص شعوبهم، حيث استطاعوا من خلال إعلامهم القائم على التضليل أن يشبعوا شعوبهم بكراهية الإسلام وتشويهه. وقد ظل ذلك لأمد بعيد. وهذا طبيعي، لأن الإعلام في أي دولة تابع للنظام ومقيد بسياساته. والأمر الطبيعي في الدول الرأسمالية أن توجه الإعلام بما يحقق لها مصالحها، وخاصة في صراعها الحتمي مع الإسلام والمسلمين.

ومن جانب آخر فإن الدولة المهيمنة في العالم أمريكاهي من تحتكر المعلومات، فتهيمن على ٩٠٪؜ من وسائل الإعلام العالمية، حيث تصدر ٩٠٪؜ من الأخبار عن خمس وكالات أنباء فقط هي أمريكية، فتصوغ الأخبار بما يحقق مصالحها الداخلية والخارجية.

اذاً نستطيع أن نقول إن الإعلام في زمننا هذا قائم على التضليل والتعتيم والكذب وعدم الوضوح، على نحو يحقق مصالح الغرب الرأسمالي. قال برجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الأسبق نيكسون قبيل حرب الخليج الأولى: “أنا آخذ فقط ٢٠٪؜ من الأخبار السياسية المنشورة في الجرائد والتلفاز، أما الـ٨٠٪؜ الباقية فإنها كذب وتضليل”.

ويكفي أن نقول: إنه من طريق التضليل الإعلامي لميشوهوا صورة الإسلام في عيون شعوبهم فقط، بل إنهم استطاعوا أن يكسبوا تأييداً من شعوبهم في إعلان الحرب على دول مثل أفغانستان والعراق. كما نجحوا في أن يجعلوا شعوبهم تتعاطف مع كيان يهود وتبرر وجوده في فلسطين،وأن يصوروا العرب والمسلمين معتدين وإرهابيين. وقد استمر ذلك أمداً بعيداً، حتى رد الله مكرهم إلى نحورهم،إذ كان طوفان الأقصى، فانقشع الغيم عن الحقيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة للجميع.

لقد كان لطوفان الأقصى فضل عظيم في دخول كثير من الناس في الغرب في الإسلام، إضافة إلى إيجاد رأي عام في الغرب مؤيد لغزة ولفلسطين ضد الكيان. ومما يدلل على ذلك التظاهرات والوقفات في الشعوب الغربية وفي الجامعات الأمريكية ضد حكوماتهم.

وأما الأمر الثاني: فيتعلق بالأمة الإسلامية في البلاد الإسلامية، وهذا ما يهم في موضوع الإعلام. ذلك أن الإعلام في أي دولة تابع للنظام، ويدور مع النظام حيث دار (الأنظمة الوضعية)، وكما هو معلوم فإن حكام جميع بلاد المسلمين عملاء للغرب المستعمر أو دائرون في فلكه، وضعهم أو استعملهم لتنفيذ مخططاته. وقد وجد الغرب ضالته في وسائل الإعلام ليدير صراعه الحضاري مع الإسلام والمسلمين، لما للإعلام من دور في التأثير على ثقافة الأمم والشعوب،ولا سيما أن الإعلام الغربي من مرئي وسمعي ومقروء حاضر في كل بيت من بيوت المسلمين، وحاضر في كل جزء من أجزاء حياتهم، وبخاصة فيما يتعلق بالإنترنت (وسائل التواصل الاجتماعي). ولا يخفى على عاقل مبصر العمل الدؤوب للإعلام على محاربة الإسلام وتشويهه في عيون أهله. فهو يعمل بطرق وأساليب خبيثة، قد يعجز عنها الشيطان نفسه، للصد عن سبيل الله وتشويه الإسلام،ولغرس مفاهيم تناقض العقيدة الإسلامية، ولتركيز الهجوم على الأحكام الشرعية. كما يروج المفاهيم الإباحية والاختلاط والرذيلة والترفيه، تحت عنوان الفن والبرامج الترفيهية الهابطة عبر برامج ومسلسلات يدعون أنها هادفة، والحق أنها هابطة تعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس. والذي يضاعف خطورة الأمر أن هذه البرامج تشاهدها شريحة كبيرة من الناس.

وفي المقابل يعملون على طمس الحقائق. وأبرز مثال على ذلك إهمال أعمالالأحزاب الإسلامية المخلصة، ولا سيما أعمال حزب التحرير، والتعتيم عليها ومهاجمتها. وكل ذلك من باب توجيه الأمة إلى غير وجهتها الصحيحة وإلهائها عن قضيتها المصيرية، ألا وهيإعادة الخلافة.

نشرت جريدة الشرق الأوسط في ١٤/٢/ ٢٠٠٥ تقريرا أعدته “نيويورك تايمز” يتحدث عن إستراتيجية إعلامية جديدة للإدارة الأمريكية (في ذلك الوقت قبيل ٢٠ سنة)، تقوم على أساس ضرورة نشر الأباطيل، بقصد تضليل العرب والمسلمين، مثل نشر قصص إخبارية واختلاق وثائق مزورة وإنشاء مواقع باللغة العربية عبر الإنترنت، من أجل تقويض تأثير المساجد والمدارس الدينية التي تقدم مواعظ دينية معادية للقيم الأمريكية.

أضف إلى ذلك أنهم من خلال الإعلام يعملون على بث اليأس والهزيمة لدى المسلمين وتحطيم معنوياتهم لتثبيطهم عن العمل والنهوض على أساس الإسلام، وذلك من طريق تصوير الغرب، وخاصة أمريكا، بالقوة العظيمة التي يستحيل الانتصار عليها، مما رسخ لدى العرب والمسلمين فكرة تقوم على استحالة مقارعة أمريكا التي صرح رئيسها الأسبق بوش أن صراعه مع الأمة الإسلامية وحربه معها صليبية. كل ذلك لكسر نفوس المسلمين وهزيمتهم من الداخل، فييأسوا ويستسلموا، قال تعالى: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ). ولكن هيمنة الغرب الكافر على العالم لن تدوم إلى الأبد، فمهما طالت فإن سنة الله في ملكه أن ينتصر الحق ويزهق الباطل. بل هو وعد نبينا ﷺ “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”، وبإذن الله قد أظل زمانها.

لذا لا بد أن نتحدث عن الإعلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية.

جاء في المادة ١٠٣ من مواد مشروع دستور دولة الخلافة الذي أعده حزب التحرير: “جهاز الإعلام دائرة تتولى وضع السياسة الإعلامية للدولة لخدمة مصلحة الإسلام والمسلمين، وتنفيذها، في الداخل لبناء مجتمع إسلامي قوي متماسك، ينفي خبثه وينصع طيبه، وفي الخارج: لعرض الإسلام في السلم والحرب عرضاً يبين عظمة الإسلام وعدله وقوة جنده، ويبين فساد النظام الوضعي وظلمه وهزال جنده”.

وفي المادة 104 “لا تحتاج وسائل الإعلام التي يحمل أصحابها تابعية الدولة إلى ترخيص، بل فقط إلى (علم وخبر) يرسَل إلى دائرة الإعلام، يُعلم الدائرة عن وسيلة الإعلام التي أنشئت. ويكون صاحب وسيلة الإعلام ومحرروها مسئولين عن كل مادة إعلامية ينشرونها ويحاسَبون على أية مخالفة شرعية كأي فرد من أفراد الرعية”.

 

فالإعلام الرسمي في دولة الخلافة ليس مصلحة من مصالح الناس تتبع إدارة مصالح الناس، بل هو مرتبط مباشرة بالخليفة، جهاز مستقل، شأنه شأن أي جهاز آخر من أجهزة الدولة.

إن سياسة الإعلام في دولة الخلافة قائمة على أساس العقيدة الإسلامية، فهي في خدمة المبدأ. وسيكون الإعلام أداة فعالة لحمل الدعوة ونشرها في الخارج،وأسلوبا من أساليب الدعوة.

وستراعى الأحكام الشرعية في كل ما يقال وينشر، قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا). وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

إن الإعلام في الدولة الإسلامية قائم على الصدق والنقاء والصفاء، ولا يتتبع هفوات الناس، وليس وسيلة للتجسس عليهم. لا يكذب، ولا يقوم على التضليل والتعتيم، فهو إعلام يعكس العقيدة الإسلامية، ويبعث في الناس الحياة الإسلامية من خلال تثقيفهم بالأحكام الشرعية، ويعلمهم القيم والفضائل، فلا ينشر الرذائل، ولا يعمد إلى إبراز الفضائح، ولا يشيع الفاحشة بين الناس. يخاطب جميع الناس بصفتهم رعايا في دولة الإسلام بنفس المستوى.

وهو وسيلة لحمل الإسلام للناس كافة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.  وتبعيته هي للمبدأ. وهو مقيد بالأحكام الشرعية، فلا يحتاج ترخيصا، ولكن هناك مسؤولية عن المادة الإعلامية، وخاصة الأخبار ذات المساس بالدولة. فوسائل الإعلام في دولة الخلافة محصورة في خدمة الإسلام والمسلمين،ولرفع شأنهم والحفاظ على سيادتهم وطهارة مجتمعهم. فلا مكان لما يسمى بالترفيه والتسلية لتضييع الوقت، فهو إعلام قائم على الصراحة والصدق والوضوح للوصول للغاية.

بقي أمر آخر، وهو يتعلق بحزب التحرير. فإن الغرب الكافر منذ أن أدرك خطورة عمل الحزب بات يعمل على محاربته والتحريض عليه، للقضاء عليه. ولم يتوانَ في استخدام الإعلام لتشويه الحزب والتعتيم عليه وعلى أعماله وتضليل الأمة وإلهائها عن قضيتها المصيرية.

 وفي المقابل فإنه كما جابه الرسول ﷺ جميع وسائل الكفر التي تصد عن الدعوة الإسلامية بكل وسيلة متاحة له،فكذلك حزب التحرير عمل على مجابهة هذه الحرب، وخاصة الحرب الإعلامية منها، لكسر طوق التعتيم الإعلامي المفروض عليه، وذلك من خلال مكاتبه الإعلامية وناطقيه الرسميين،ومواقعه الإعلامية عبر الإنترنت، مثل الإذاعة الرسمية لحزب التحرير وقناة الواقية وغيرها من المواقع، إضافة إلى الوسائل المقروءة، مثل مجلة الوعي وجريدة الراية. كما أنه لم يتوان عن تنظيم المظاهرات السياسية والوقفات والمسيرات والمؤتمرات السنوية، وما يصدره من بيانات حسب ما تقتضيه الدعوة وما يتطلب الترويج لفكره. وهو على ذلك لا يكل ولا يمل، ويعلم علم اليقين أن أعداءه كلما أوقدوا ناراً أطفأها الله، لا يبتغي من ذلك إلا إعلاء كلمة الله تعالى وابتغاء مرضاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *