العدد 460 - 461 -

السنة التاسعة والثلاثون، جمادى الأولى – جمادى الآخرة 1446هـ الموافق كانون الأول – كانون الثاني 2025م

أخبار المسلمين حول العالم

(إسرائيل) أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية في التاريخ

 

في الحرب العدوانية الوحشية التي تشنها (إسرائيل) على غزة، واصلت الولايات المتَّحدة إغداق المساعدات المالية والعسكرية على حليفتها (إسرائيل) بشكل بدا وكأنها تخوض حربًا بالوكالة عنها في الشرق الأوسط لإعادة ترتيبه وفقًا لما تقتضيه المصالح الأميركية. لقد كانت أرقام المساعدات الأميركية للكيان ضخمة، فبحسب تقرير حديث صادر عن مشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأميركية فإن الولايات المتحدة أنفقت 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية لـ(إسرائيل) خلال عام واحد منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى. وبحسب التقرير الذي نشره موقع «تايمز أوف إسرائيل» مؤخرًا فإن (إسرائيل) أكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية الأميركية في التاريخ؛ إذ حصلت على 251.2 مليار دولار منذ عام 1959م. وكعادته كان معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة التابع لجامعة براون الأميركية سبَّاقًا في إصدار تقرير بعنوان «إنفاق الولايات المتّحدة على العمليات العسكرية (الإسرائيلية) والعمليات الأميركية ذات الصلة في المنطقة خلال الفترة: 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 – 30 سبتمبر/ أيلول 2024» فقد أبرمت إدارة بايدن ما لا يقلّ عن 100 صفقة أسلحة مع (إسرائيل)، كما وصلت تكلفة العمليات الدفاعية والهجومية، التي تقوم بها الولايات المتحدة في اليمن ومنطقة البحر الأحمر ردًّا على هجمات الحوثيين المرتبطة بحرب الإبادة الجماعية في غزة، إلى 4.86 مليارات دولار علاوة على ذلك. أعلن البيت الأبيض في 13 أغسطس/ آب 2024م عن اتِّفاقيات بيع أسلحة إضافية للكيان الصهيوني بقيمة 20.3 مليار دولار ستدخل حيِّز التنفيذ في السنوات المقبلة بعد الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي، وتندرج تلك الاتِّفاقيات ضمن برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية. من المتوقَّع أن تتسلَّم (إسرائيل) بموجب تلك الاتِّفاقيات 50 طائرة مقاتلة من طراز بوينغ F-15 بتكلفة 18.8 مليار دولار. تُعد الولايات المتّحدة أكبر مورِّد للأسلحة لـ(إسرائيل) لأكثر من خمسة عقود وتلتزم بالحفاظ على التفوُّق العسكري النوعي للكيان الصهيوني على دول الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال. وتُعدّ إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك وتستخدم أحدث الطائرات المقاتلة الأميركية مثل طائرة F-35. لا يقف الأمر عند هذا الحدّ فحسب، بل يتجاوزه لكون (إسرائيل) الدولة الوحيدة المسموح لها بتأجيل المدفوعات المتعلِّقة بتسلّم المعدَّات العسكرية الأميركية إلى السنوات القادمة، كما يُسمح لـ(إسرائيل) بإنفاق 25% من المساعدات العسكرية السنوية الروتينية التي تتلقَّاها من الولايات المتّحدة على صناعة الأسلحة الخاصّة بها وتطويرها، ولا تنطبق مثل هذه الاستثناءات على أيّة دولة أخرى في العالم.

الوعي: تدعم الولايات المتّحدة الكيان الصهيوني وتقوم بحمايته باعتباره أداةً لتنفيذ استراتيجياتها في الشرق الأوسط وردع القوى الإقليمية المعادية لسياساتها من ناحية أخرى، وخير دليلٍ على ذلك مقولة الرئيس الأميركي جو بايدن «لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان علينا اختراعها».

يعلون يتمسك باتهامه (إسرائيل) بارتكاب جرائم حرب

 

اتهم وزير الدفاع (الإسرائيلي) السابق موشيه يعلون (إسرائيل) بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة، وهو اتهام استنكرته الحكومة بشدة. وقال يعلون الجنرال السابق ذو المواقف المتشددة لوسائل إعلام (إسرائيلية) إن المتشددين في الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعون إلى طرد الفلسطينيين من شمال غزة ويريدون معاودة إنشاء مستوطنات يهودية هناك. وذكر يعلون لهيئة البث العامة (الإسرائيلية) «راديو كان» «أنا ملزم بالتحذير مما يحدث هناك ويجري إخفاؤه عنا». وأضاف: «في نهاية المطاف، تُرتكب جرائم حرب». ويعلون رئيس سابق لهيئة أركان الجيش (الإسرائيلي)، وكان أيضًا وزيرًا للدفاع في حكومة نتنياهو من 2013 إلى 2016، وتحوَّل منذ ذلك الحين إلى انتقاد نتنياهو. واتهم حزب ليكود، الذي ينتمي إليه نتنياهو، يعلون بنشر «أكاذيب مفتراة». وبعد أن رفض يعلون، الذي شغل أيضًا منصب رئيس أركان الجيش، التراجع عن تصريحاته الحادة بأن بلاده تنفّذ في قطاع غزة عملية تطهير شعب، وزاد عليها تصريحًا جديدًا قال فيه إن الجيش (الإسرائيلي) لم يعد «الأكثر أخلاقية في العالم»، وإنه يرتكب حاليًّا جرائم حرب ضد الإنسانية. وفي الوقت نفسه، قرر رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، منع حضور يعلون في أي اجتماع أمني أو إلقاء محاضرات أمام الجنود. ويذكر أن المعارضة الإسرائيلية التي يعمل معها يعلون ضد نتنياهو، لم تحتمل وصفه الحرب في غزة بأنها «تطهير عرقي»، وصُعقت تمامًا من قوله إن الجيش يرتكب هناك جرائم حرب، وراحت تهاجمه بشدة. ومن هذا المنطلق يبدو أن الغضب من يعلون أن أقواله جاءت بمثابة شاهد من أهل البيت.

الوعي: لا شك أن ما يقوم به نتنياهو من مجازر بحق أهل غزة والضفة ولبنان، ويؤيده في ذلك الغالبية العظمى من اليهود، يعارض الفطرة الإنسانية، وهو من هذا المنطلق اندفع إلى التصريح بهذا الشكل… إن (إسرائيل) ستلقى جزاءها  من هذه الأمة، قال رسول الله ﷺ «تقاتلكم يهود فتقتلونهم» ذلك وعد غير مكذوب… وعندها سيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.

رويترز: تركيا سلمت المتهمين بقتل الحاخام كوغان للإمارات

قال مصدر أمني تركي لوكالة رويترز إن 3 مشتبه بهم متهمين بقتل الحاخام (الإسرائيلي) زفي كوغان في الإمارات أُلقي القبض عليهم بإسطنبول في عملية سرية نفذتها أجهزة المخابرات والشرطة التركية هذا الأسبوع. وأضاف المصدر أن المشتبه بهم، وجميعهم من أوزبكستان، تم تسليمهم إلى الإمارات بناء على طلب من الحكومة الإماراتية. وتقدمت الخارجية الإماراتية -في منشور على حسابها بمنصة إكس- بالشكر للسلطات التركية «على تعاونها في القبض على الجناة». وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قد كشفت أن المشتبه بهم الثلاثة بقتل الحاخام (الإسرائيلي) الذي هو من أصل مولدوفي زفي كوغان يحملون الجنسية الأوزبكية وهم: أولمبي توهيروفيتش (28 عامًا) ومحمود جون عبد الرحيم (28 عامًا) عزيزبيك كاملوفيتش (33 عامًا)». وأضافت أن السلطات الأمنية المختصة بدأت في إجراء التحقيقات الأولية معهم تمهيدًا لإحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. وكانت الوزارة قد أعلنت عن تمكُّنها «في وقت قياسي من القبض على الجناة». ويعتبر كوغان أحد ممثلي حركة «حباد» اليهودية في الإمارات، ويحمل الجنسية المولدوفية إلى جانب الجنسية (الإسرائيلية.)، كما كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدًا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي، وفق ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت (الإسرائيلية).

الوعي: هذا هو أردوغان، وهذا هو نظامه البائس إسلاميًّا… هذا مثل من خياناته، والتي لو جمعت لشكلت جبلًا من القاذورات التي تنتن الأنوف… هذا مثل من أمثلة حكام الجبر والجور الذين لا فرج للأمة إلا بالخلاص منهم ورميهم في مذبلة التاريخ، وحسبهم جهنم وبئس المصير.

فريق ترمب للشرق الأوسط… «أصدقاء لـ(إسرائيل)» ولا يُخفون انحيازهم لها

يمكن الحكم مبكرًا على السياسة التي سيتبعها أي رئيس أمريكي منتخب من خلال معرفة توجهات من يعينهم مساعدين له، قبل استلام منصبه. وتوحي تعيينات ترامب لملف السياسة الخارجية أنه سيعتمد نهجًا راديكاليًا في التعامل مع القضايا التي تهم (إسرائيل) ومصالحها الاستراتيجية؛ حيث تضم حكومته صقورًا من ذوي التفكير المؤيد بقوة لـ(إسرائيل)، وهذا ما دعا الوزير (الإسرائيلي) المتشدِّد سموتريتش أن عام 2025 سيكون «عام السيادة» (الإسرائيلية) على «يهودا والسامرة»، مضيفًا أنه أصدر تعليماته للسلطات (الإسرائيلية) بالبدء في العمل التحضيري لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة.

– قام ترامب باختيار سفير بلاده لدى (إسرائيل) حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي – المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة ضد الفلسطينيين وأراضيهم المحتلة – ضمن السلة الأولى لمرشحيه في المناصب العليا. هذا وقد جاء تعيين هاكابي بعد 3 أيام فقط من إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية. وبحسب صحيفة هآرتس (الإسرائيلية)، كان هاكابي ناشطًا في «رابطة الدفاع اليهودية» التي أسسها الحاخام اليميني المتطرف مائير كاهانا، وتتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا لها. استقبل هذا التعيين بفرح من وزيرين من أقصى اليمين في حكومة نتنياهو: وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير. ودعم هاكابي «اتفاقات الإبراهيمية»، التي توجَّت جهود ترمب لتطبيع العلاقات بين (إسرائيل) وعدد من الدول العربية. فالرجل قس معمداني قام بعشرات الرحلات إلى (إسرائيل) وفي حفل وضع حجر الأساس لإحدى كبرى المستوطنات (الإسرائيلية) في الضفة الغربية عام 2017م قال إنه «لا يوجد شيء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن». كما أنه «لا يوجد شيء اسمه احتلال». ومما قاله القس المعمداني هذا إن (إسرائيل) لديها «سند ملكية أعطاه الله لإبراهيم وورثته» على «يهودا والسامرة»، أي الضفة الغربية المحتلة عندما احتلتها (إسرائيل) في حرب الشرق الأوسط عام 1967م.

– كما اختار ترمب بطلة أخرى لـ(إسرائيل)، وهي النائبة الجمهورية عن نيويورك أليز ستيفانيك، لتكون المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة. وبعد هجوم «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتزات (الإسرائيلية) المحيطة بغزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023م، ظلّت ستيفانيك منتقدة صريحة لتعامل الأمم المتحدة مع الحرب. كما تصدَّرت عناوين الأخبار.

– لقد كان من المفارقة أن ترامب سمى هاكابي سفيرًا في (إسرائيل)، والمستثمر العقاري ستيفن ويتكوف مبعوثًا خاصًا للشرق الأوسط قبل أن يرشح السيناتور ماركو روبيو وزيرًا للخارجية. وسيشغل ويتكوف (هو صديق قديم لترمب في لعبة الغولف، وكان معه خلال محاولة الاغتيال الثانية في سبتمبر (أيلول) الماضي) منصب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط. وليس لويتكوف خبرة واضحة في السياسة الخارجية؛ لكنه أشاد دائمًا بتعاملات ترامب مع (إسرائيل).

– أما ماركو روبيو، وهو السيناتور الذي عينه ترامب وزيرًا للخارجية فقد أكد أنه يؤيد الحرب (الإسرائيلية) في غزة، ملقيًا تبعات العدد الهائل للضحايا بين المدنيين الفلسطينيين على «حماس» التي «تستخدمهم دروعًا بشرية». وقال خلال مناسبة مع الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود إنه «رغم فظاعة النازيين، فإنهم لم ينشروا فظائعهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحاولون الترويج لما كانوا يفعلونه للعالم». وأضاف: «هذا ما يجعل هذا الشيء المروع الذي فعلته (حماس) عام 2023م أسوأ بكثير، بالنسبة لي، لأنهم يريدون من الجميع أن يُرى ما فعلوه». وهو أكد أنه «ليس هنا ليرسم سياسة، بل لتنفيذ أجندة الرئيس». وكذلك فعل هاكابي الذي قال: «لن أضع السياسة. سأنفذ سياسة الرئيس».

الوعي: إن هذه التعيينات تنبئ بصورة سوداوية مقبلة على المسلمين في عهد ترامب؛ ولكن الأمة ستبقى على عهد ربها ولا تنتظر النصر لإلا منه سبحانه وتعالى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *