الأمة على موعد مع التغيير بقيادة حزب التحرير
2024/08/20م
كلمات الأعداد
2,042 زيارة
المهندس عبد الله الصلاحي
ولاية اليمن
لم يعد خافيًا على أحد من الناس اليوم ما يعيشه المسلمون من ذلة ومهانة، وما يحيط بهم من ظروف صعبة وأحوال مريرة، تتمثل في الكيد من الأعداء، وتسلُّطهم على بلاد المسلمين، كما تتمثَّل في أحوال المسلمين، وما طرأ على كثير من مجتمعاتهم من بعدٍ عن تعاليم الإسلام، وإقصاءٍ لشريعة الله سبحانه ورفض الحكم بها والتحاكم إليها.
إن المسلمين اليوم يمرون بفترة من أحلك فترات تاريخهم، وذلك أنهم انحدروا من القوة إلى الضعف، ومن القيادة والريادة إلى التبعية والهوان. وإن المتأمل في حال المسلمين اليوم يلحظ مظاهر الضعف والبعد عن حقيقة دين الإسلام في مجموعهم، وفي كل جانب من جوانب الحياة المختلفة واضحًا جليًا.
أيها المسلمون: إن المتتبع لتاريخ الأمة الإسلامية المتمعِّن في الصفحات الذهبية من سجلها الحافل لتأخذه الدهشة، ويأخذ به العجب كل مأخذ وهو يقرأ أمجادها الزاهية التي تثري مواقفها في تلك الصفحات المضيئة تمثُّلًا بالإسلام، وتخلُّقًا بالقرآن، وتعلُّقًا بالآخرة، وتفلُّتًا من الدنيا، وجهادًا في سبيل الله، ونشرًا لدين الله، وحرصًا على هداية جميع الناس إلى رحاب هذا الدين الذي أكرمهم الله به…
أيها المسلمون: لا ينبغي أن يستقر في أنفسنا هزيمة حتى وإن كنا في هذا الوضع السيئ الذي يُقتل فيه المسلمون، ويُشرَّدون، وتُنتهَك أعراضهم، وتُنهَب ثرواتهم في جميع بقاع الأرض؛ لأننا أمة تعلم بصريح قول الله عز وجل: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥).
إننا أمة نعلم علم اليقين قول الله عز وجل: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٥٥). ونعلم معنى قول الله عز وجل: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ ٥١).
عباد الله: إن عدوَّ المسلمين في قوة ومنعة وتسلُّط على المسلمين، وفي كبرياء وتكبُّر وهو على باطل وكفر، ونحن أمة الإسلام أمة الحق والهدى في ذل وضعف وهوان، ونحن أحق بالقوة والمنعة والنصر واليقين بأن العاقبة للمتقين، وأن النصر للمؤمنين، واليقين بأن الليبراليين والعلمانيين واللادينيين والذين يكرهون تطبيق شريعة رب العالمين لن يذوقوا طعم التمكين؛ لأن الله تعالى قال ذلك، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك. قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٣٢ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ٣٣).
والإسلام كالشمس، إذا غربت في جهة طلعت في جهة أخرى، فهي لا تزال طالعة. قال صلى الله عليه وسلم: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ».
وقد يتأخر النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرَّد بعدُ في بذلها لله ولدعوته، وقد يتأخر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل، وقد يتأخر النصر حتى تتهيَّأ النفوس لاستقباله واستبقائه ولكنه آتٍ (وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٦).
أمرنا الله بوحدة الصف والعمل الدؤوب للتغيير الجذري وتطبيق شريعة الله، قال الله عز وجل: (وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ٤٦).
في هذه الآية الكريمة ينهانا ربنا عن التنازع والافتراق؛ لأن ذلك سبب في ضعفنا، والوحدة والتآلف سبب في نصرتنا على عدونا. فالأمة الإسلامية اليوم بحاجة ماسة إلى توحيد صفها والسعي لتغيير حكامها فلولاهم ما تسلَّط على الأمة أحد من يهود ولا غيرهم، وبحاجة ماسة إلى العمل في لـمِّ شمل الأمة… فالوحدة حليفها النصر، ولن يكون هذا التغيير إلا بالدعوة والعمل على توعية الأمة وتذكيرها بمجدها العظيم والتي كانت فيه دولة واحدة، وإن النصر مرتبط بالتغيير الجذري من واقع عانت فيه الأمة أشد المعاناة من حكامها وطواغيتها وعلماء السوء فيها الذين سخروا كل طاقاتهم لتدجين الأمة وحرفها عن فطرة رب العالمين، وكذا وفتاواهم التي تحقق لهؤلاء الحكام أهواءهم والتسلط على شعوبهم وموالاة اليهود والنصارى على حساب كرامة الأمة وعزتها… الذين يقفون مع الحكام في محاربة أن تنهض الأمة وتصحو من نومها فتعرف حقها المشروع والواجب في الخلافة، وفي أن تكون في أمة ودولة واحدة لا تفصلها حدود، موحِّدة أبناءها: عربَهم وعجمَهم، أسودَهم وأبيضَهم، صغيرَهم وكبيرَهم، رؤساءَهم ومرؤوسيهم في كنفها وظل شرعها.
ويجب علينا كمسلمين أن لا نيأس، بل علينا أن نعمل جاهدين لتغيير واقعنا الأليم والمحزن، وهذا التغيير يجب أن ينطلق من عقيدتنا ومبادئنا وإيماننا الصادق بوعد الله ونصره للمؤمنين؛ فحاجة الأمة الماسَّة للتغيير ضرورة وحتمية لتتخلص من كاهل عملائها ومنافقيها، فأهل غزة بصمودهم وصبرهم شكلوا دليلًا واضحًا على أن هناك أملًا في الوصول إلى النصر. وإن هذا النصر لن يأتي إلا بتغيير واقعنا وإصلاح مجتمعنا بتغييره تغييرًا جذريًّا مستمَّدًا من الشريعة الإسلامية.
فالتغيير الجذري للأمة لا يعني تغييرًا كما يروِّج له الغرب بديمقراطيته الوضيعة، بل تغييرًا من منطلق الشريعة الإسلامية وإسقاط الحكومات الظالمة العميلة… تغييرًا يُنتصَر فيه للمسلمين المستضعفين في بقاع الأرض. فنحن مسؤولون أمام الله عنهم يوم القيامة، قال تعالى: (وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسُۡٔولُونَ ٢٤) فهذا الواقع المرير الذي يحدث لإخواننا في غزة وتكالب يهود عليهم، ألا يدعو هذا للتغيير وقلب عروش الظالمين؟! لقد أسقط العدوان على غزة الأقنعة وتكشفت الحقائق ولم يبقَ لأحد – حاكمًا أو محكومًا – عذر في عدم إدراك خطورة الأوضاع في العالم وفي بلاد المسلمين خاصة وحتمية التغيير، وفي عدم تحمل المسؤولية والمساهمة بل المسارعة في إحداث تغيير جذري يتعاون عليه الجميع… تغيير يوقف مسيرة التدهور وينقذ بلاد المسلمين من ورطة خطيرة ومستقبل مظلم في هذا العالم الذي لا يحترم إلا من يفرض بالباطل احترامه.
والتغيير الجذري الذي لا بد منه هو العامل الرئيسي والمنطلق الأساسي لعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي هي بمثابة الحقيقة التي يطمح إليها كل مسلم غيور على دينه ومقدساته.
فمشروع كل شباب الأمة وهمهم الوحيد يجب أن يكون إعادة الخلافة وعودة الخلافة مطلبًا يراود أذهان كل الغيورين الخائفين على مصير الإسلام وأمة الإسلام، الطامحين إلى إظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون… ويؤرق أعداء هذا الدين ويكف يديه عن الكيد للمسلمين.
وفي هذا السياق أيضاً، ننقل نصًّا من موقع الجزرة نت (أصبحت قضية «استعادة الخلافة السليبة» من أكثر القضايا التي تشغل الحركات الإسلامية المعاصرة، بل إن إسقاط الدولة العثمانية – أو الخلافة العثمانية – كان من جملة الأسباب القوية والمباشرة التي دفعت إلى ظهور كبريات الحركات الإسلامية العالمية، مثل: جماعة الإخوان المسلمين التي انطلقت من مصر، وجماعة التبليغ، والجماعة الإسلامية، اللتين انطلقتا من الهند، وجماعة النور التي انطلقت من تركيا، ثم ظهر بعد ذلك حزب التحرير الإسلامي، الذي تخصص في مسألة الخلافة وجعل منها شغله الشاغل ومسعاه الدائم. (موقع الجزيرة نت).
فحزب التحرير انفرد بفكره ومنهجه وعقيدته وآمن وجزم بحتمية الخلافة على منهاج النبوة، فهو أمر لا بد منه كما وعدنا الله، قال تعالى: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٥٥) وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُون، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيًّا، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ» (رواه الإمام أحمد)
لقد ضحَّت الأمة الإسلامية وتضحي أيَّما تضحيات من أجل نصرة هذا الدين،، وقد اتخذت إجراء الحياة أو الموت في سبيل عودة الإسلام في العديد من بلاد المسلمين. والـمَشاهد في فلسطين والعراق والشام والجزائر ومصر وكشمير وغيرها شاهدة على استعداد الأمة لاتخاذ إجراء الحياة أو الموت في سبيل إظهار الإسلام وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.
وإن حزب التحرير قد قدَّم مشروعه وقدَّم التضحيات، واتخذ شبابه أيضًا إجراء الحياة أو الموت لإيصال الإسلام إلى الحكم عن طريق إقامة دولة الخلافة كمشروع نهضة للأمة الإسلامية… فقد شرد وسجن وعذب وقتل أعداد كبيرة من شباب الحزب في سبيل نشر الدعوة لمشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة… وهم مع جدِّهم وتضحياتهم وصبرهم أوشك هذا المشروع الوصول إلى نهايته بشهادة أهله، وحتى غير أهله…
بقي أنتم يا أهل النصرة أن تتخذوا إجراء الحياة أو الموت، وأن تنصروا دينكم. وهنا نذكركم بحديث بيعة العقبة الثانية وما جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنصار رضوان الله عليهم إذ قالوا: «بايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرًا عن كابر». ومما قاله لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَلْ الدَّمَ الدَّمَ وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ».
يا أهل القوة والمنعة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ»، يا أيها القادة، يا أيتها الجيوش الحرة، أين إيمانكم الذي يحرك ضمائركم وغيرتكم على الإسلام وأهله؟ ألا ترون إخوانكم يقتلون في غزة وفي غيرها وأعراضهم تنتهك؟! أليس فيكم نخوة المعتصم؟ ألا ترون واقعكم المخزي وأنتم تأتمرون بمن تآمر على الأمة وباعها وانسلخ من مبدئه وعقيدته؟!.
أيها القائد، أيها الجندي: أسالك بالله الذي تؤمن به وبكتابه وبرسوله وما أنزل عليه، كيف يهنأ لك نوم وأن تأكل وتشرب وتلعب وأهل الإسلام وإخوانكم في غزة يذبحون ويقتلون ويموتون جوعًا وعطشًا؟!…
يا أهل المنعة والقوة: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»؟! فالمسلمون يقرب عددهم من ملياري نسمة، يمثلون قرابة ربع البشرية، يتوزعون على سبع وخمسين دويلة، مع أقليات مسلمة تنتشر في العالم كله؛ ولكنهم غثاء كغثاء السيل فلا قيمة لكثرتنا ولكثرة سلاحنا إذا لم نرجع إلى ديننا وعقيدتنا، ولا خير فينا إن لم ندعُ إلى الله ونبذل الوسع من أجل تطبيق شرعه فينا وإقامة دولة واحدة نحتمي بحماها وننعم بخيراتها، خلافة على منهاج النبوة، فوعد الله حق لا محالة. ولأن الأمة معنية ومسؤولة عن دينها؛ بالدفاع عنه والذود عن مقدساته ومنهجه، حري بأفرادها أن يسلكوا السبل الممكنة والمتاحة لهم لإعادة مجد الإسلام وتخليصه من كيد خصومه، وتكالبهم ومكرهم.
وواجبنا هو حسن الظن بالله والمراد به وجوب اعتقاد العبد بفرج الله للأمة وتمكينها، مهما كان حالها ومهما وصلت إليه من ضعف وقهر وانحطاط؛ لأن هذا هو وعد الله، وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا يتخلف، الثابت عندنا بصريح القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنه تنزيل من حكيم حميد، وبصريح السنة الصحيحة الثابتة عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، كما نذكر أهل القوة والمنعة بأن المسؤولية تجاه دينهم وأمتهم شيء من الإيمان ودليل صادق عليه، لأن الدفاع عن بيضة الإسلام أمر واجب على عموم المسلمين.
2024-08-20