العدد 455 -

السنة التاسعة والثلاثون، ذو الحجة 1445هـ الموافق تموز 2024م

مؤسسة راند الأمريكية: هل شمس الولايات المتحدة في طور الأفول؟

في مقال بصحيفة واشنطن بوست، كشف الكاتب الأميركي البارز ديفيد إغناتيوس أن دراسة معمَّقة أجرتها مؤسسة راند للأبحاث بتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أكدت أن الولايات المتحدة ربما تتجه نحو منحدر لم تتعافَ منه سوى القليل من الدول العظمى. وأضاف إغناتيوس: أن دراسة راند أكدت أن الولايات المتحدة تمتلك أدوات عديدة للتعافي وتفادي مخاطر ذلك الانحدار؛ لكن المشكلة أنها لا تمتلك حتى الآن اعترافًا جماعيًا بالمشكلة وكيفية حلها. وأوضح أن الدراسة هي بعنوان: «مصادر الحركية الوطنية المتجددة»، ومؤلفها الرئيسي مايكل ج. مازار، وهي جزء من سلسلة تقارير تنجَز بتكليف من مكتب البنتاغون لتقييم الوضع التنافسي للولايات المتحدة في مواجهة الصين. ووصف إغناتيوس تقرير راند بـ«المتفجر»، وقال إن التقرير تساءل عن الأسباب التي أدت إلى «التراجع النسبي لمكانة الولايات المتحدة». وبحسب الكاتب، توضح الدراسة أنه «عندما تنزلق القوى الكبرى من موقع القيادة بسبب عوامل داخلية، فإنها نادرًا ما تعكس هذا الاتجاه» وتغير حركية التاريخ. وسلطت الدراسة الضوء على أسباب التدهور الوطني الشامل، وقالت إن من بينها الإدمان على الترف والانحطاط، والفشل في مواكبة التكنولوجيا، والبيروقراطية المتحجرة، وفقدان الفضيلة المدنية، والتمدد العسكري المفرط، والإرهاق العسكري، فضلًا عن وجود نخب أنانية ومتحاربة، وممارسة تناقض حماية البيئة. وبحسب الدراسة، فلا بد من المبادرة إلى «معالجة المشاكل قبل أن تعالجنا»، وتكشف الدراسة أنه في ما يرتبط بموضوع «حل المشكلة» يصنف أداء الولايات المتحدة في 2024م بكونه «ضعيفًا» وشدَّد الكاتب إغناتيوس على أن دراسة راند تشير بوضوح إلى أن عدم المبادرة إلى العمل لأجل الصالح العام ونهضة البلاد، واستخدام أدوات الإصلاح، وتسليم الإدارة إلى قادة جدد ينفذون قواعد إصلاح تناسب الجميع، يعني أن الولايات المتحدة ستغرق حتمًا.

الوعي: إن هذا المقال يشير إلى عجز حضارة الغرب قبل أن يكون عجز دولة، ويشير إلى أن أمريكا بدأت تلحق بأوروبا لتصبح عجوزًا مثلها، ولا يستهن أحد بالحالة التي يعيشها الشعب الأمريكي من خواء روحي وانحطاط فكري، وفقدان قيمي، وتسلط الفكر المصلحي الأناني، والانكباب على الترف، وإثارة التمييز العنصري… فالحضارة الغربية هي في طور الانهيار، وسيؤدي هذا إلى انهيار دولهم من القواعد من الداخل… نعم إن هذا المقال يلقي مزيدًا من الضوء على هشاشة أركان الحضارة الغربية رغم ضخامة البنيان، وهذه التركيبة بين هشاشة الأركان وضخامة البنيان تجعل سقوط الحضارة الغربية مدويًّا…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *