أيَّد علماء سلفيون مداخلة وصوفيون أشاعرة، بالرغم من عمق الاختلافات بينهما، ومن الاتهامات المتبادلة بين الفريقين الطافحة بالتضليل والتبديع والتكفير، وباركوا بالتطبيع الإماراتي مع (إسرائيل) وهذا ما يكشف عن دور الأنظمة السياسية في صناعة مواقف بعض هؤلاء المعممين الذين جرى إبرازهم بما يخدم أجنداتها المليئة بالخيانات. فالحبيب علي الجفري المعروف بصوفيته وأشعريته علَّق على الاتفاق بقوله: «أثق في دولة الإمارات… وأثق على وجه التحديد في أخي الشيخ محمد بن زايد» وقال: «إن قرار عقد المعاهدات مع العدو، صلحًا كانت أو هدنة، هو من مسائل السياسة الشرعية التي أُنيطت بولي الأمر وفق ما يظهر له من مصلحة عامة». وكذلك وصف الداعية السعودي عبد الله فدعق، وهو من رموز الصوفية وأشعري، دولة الإمارات بعد توقيع الاتفاق بـ«الشجاعة» وقال: «ومن يفهم (ألف باء) الشرع يفهم أن فقه (السياسية الشرعية) يخوِّل ولي الأمر رعاية مصالح الناس، ومقاصد الشرع، وتقديم المصالح، والموازنة بينها وبين المفاسد». وقال السلفي (المدخلي) الكويتي محمد العنجري إن مسألة الصلح مع العدو ترجع لولي الأمر، والشيخ محمد بن زايد وليُّ أمر، وهذا حقه، ولا يجوز أن ينازَع في ذلك، بل يجب على الشعب الإماراتي أن يقف معه في هذا الاتفاق.
الوعي: إن هذا الأمر ليس مقتصرًا على موضوع التطبيع مع الكيان الغاصب، وإنما يتعدى ذلك إلى غيره من الموضوعات التي يغوص الحكام في أوزارها وأوساخها ويتبعهم العلماء في تأييدها والإفتاء بها، من مثل ما حدث بتبريرهم لحكام الخليج جواز بناء الكنائس والمعابد لغير المسلمين في أرض الجزيرة العربية. ومثله جواز الاستعانة بالكافر وجواز التحالف معه بعدما أيَّد وأمدَّ حكام الخليج وعلى رأسهم السعودية تدخُّل أمريكا الذي أدى فيما بعد إلى احتلال العراق، بعد أن كانت الفتاوى عندهم تحرم ذلك. ومثله تحريم سَوق المرأة للسيارة ثم تغير ذلك الحكم بعد أن أذن لها ابن سلمان بذلك… على أن تغيُّر الفتاوى تبعًا لتغير مواقف الحكام لا يقتصر على علماء الخليج بل هو شامل لكل بلاد المسلمين حيث احتفظ كل حاكم منهم بفريق الببغاوات في قفصه ليرددوا ما يقوله لهم. فهم ضد بشار عندما يريد حاكمهم أن يكون ضده، ومعه إذا كان معه. والحجة الحاضرة البائرة عندهم هي: (إن قرار عقد المعاهدات مع العدو، صلحًا كانت أو هدنة، هو من مسائل السياسة الشرعية التي أُنيطت بوليِّ الأمر وفق ما يظهر له من مصلحة) ويعرف عن هؤلاء أنهم يعطون الشرعية والولاء التام والدائم للحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله في كل مواقفهم، ويقفون إلى جانبهم في حربهم على الإسلام بحجة محاربة التطرف. وهؤلاء قد تصل موافقاتهم لخيانات الحكام والسير معهم في كل خطوة إلى الإفتاء باستباحة دماء مخالفي ومعادي هذه الأنظمة، والتوقيع على قرارات إعدامهم… هؤلاء علماء حكَّام وسلاطين وليسوا علماء دين، وإنهم لشركاء الحاكم في الإثم والمعصية…فانبذوهم