حرب الصورة والاغتصاب المعنوي!
2007/02/20م
المقالات
1,964 زيارة
حرب الصورة والاغتصاب المعنوي!
l تقوم أميركا بممارسة الحرب ضد الأمة بكافة أنواع الأسلحة، ومن هذه الأسلحة السلاح الإعلامي، والذي تُشكل الصورة عموده الفقري، وإذا ما عاد المرء إلى لقطات إعلامية مبرمجة عمداً وعن سابق تصميم فإن بإمكانه أن يستنتج أن الأمة حكاماً ومحكومين تتعرض لاغتصاب معنوي يتغلغل إلى أعماق النفس، ويؤدي إلى تمزق وإحباط ويأس لدى ضعاف النفوس أو ضعاف الإيمان. أما الدعاة وحَكَمة الفكر وقادة الرأي من المخلصين فإنه يصعب اختراقهم بهذه الفنون الإعلامية المدروسة.
l قامت قوات الغزو الأميركي المجرم ببث بعض الصور خلال ضربها للعراق عام 1991م، وكان من أبرزها صورة الجندي العراقي وهو يتعلق بقدم الجندي الأميركي. ثم نشرت صوراً للغزو الهمجي عام 2003م وفيها الكثير من الإهانات والتحقير للمسلمين، ثم نشرت صور المحاكمات المسرحية لبعض المسؤولين السابقين في العراق، ثم نشرت صورة حبل المشنقة وهو يلتفُّ على عنق رئيس دولة عربية (بغض النظر عن انقسام الرأي حوله)، وما رافق ذلك من تسريبات متعمدة حاولت أن تتبرأ منها، فكان أن رفعت مستوى الغليان المذهبي عمداً إلى القمة.
l تتعرض قوات الغزو الأميركي المجرم إلى هجمات يومية، ولا تُظهر أميركا أية صورة لا من قبل إعلامها، ولا من قبل إعلام العملاء المرتبطين بها، باستثناء ما يتسرب من صور خارج المكنة الإعلامية الأميركية وهو قليل، ويقتصر على إظهار آلية تحترق دون أن يُظهر جندياً أميركياً مضرحاً بدمه، أو محترقاً بين حطام الآليات المحترقة، وذلك حفاظاً على سمعة الأميركي (السوبرمان) أو (المارينز).
l وبالمقابل تقوم أميركا والإعلام العراقي والعربي المرتبط بها بنشر صور بشعة للمسلمين الذين يقتلون يومياً، ونشر برادات تنقل عشرات ومئات الجثث المحترقة والمحلات والسيارات والبيوت المهدمة على رؤوس أصحابها. وبالإمكان القول: إن ما يحصل إعلامياً في العراق يحصل ما يشبهه في فلسطين على يد اليهود الأعداء.
2007-02-20