الحكام طبيعة إجرامية واحدة في التبعية للغرب وخيانة الإسلام وقتل المسلمين
2014/07/29م
المقالات
3,058 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكام طبيعة إجرامية واحدة
في التبعية للغرب وخيانة الإسلام وقتل المسلمين
الاستاذ: شائف صالح – اليمن- صنعاء
لقد استمرت الأمة الإسلامية أمة عزيزة قوية ترفل في ظل الخلافة الإسلامية لقرون من الزمن، حتى تآمر عليها أعداؤها، وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا وعملاءهم المجرمين وعلى رأس هؤلاء العملاء (أتاتورك) على إسقاط الخلافة العثمانية في 28/رجب1342هـ؛ فتمزقت الأمة الإسلامية إلى دويلات ضعيفة ممسوخة وكيانات هزيلة تربَّع عليها حكام عملاء للغرب في الفترة القاتمة السواد في حياة الأمة كلها والتي أسماها الرسول صلى الله عليه وسلم بفترة الحكم الجبري بقوله «ثم يكون ملكاً جبرياً» وهي الفترة التي أعقبت سقوط الخلافة مباشرة أي من عام 1924م إلى يومنا هذا ولا زالت مستمرة. إن حكام الملك الجبري هم أشرُّ الحكام في الإجرام والخيانة والعمالة والانبطاح للأعداء. إنهم حكام مجرمون قتلوا أعداداً كبيرة من أمتهم، واكتظَّت سجونهم ومعتقلاتهم بالآلاف من المظلومين وهم يتشدقون بالحرية، وحاربوا دينها وهم يدَّعون أنهم ينتمون إليه، لصالح دين أعدائها، ونهبوا ثرواتها لإشباع نهم شركات أعدائها… إنه لم يروِ لنا التاريخ حكاماً كهؤلاء في معاملة أمتهم كالعبيد، بينما هم يتصرفون كالعبيد بالنسبة إلى حكام الغرب ينفذون أوامرهم بكل دقة ولا يحيدون عنها قيد أنملة خوفاً من أن يستبدلوهم بعملاء جدد أشد طاعة لهم ممن سبقوهم. إن حكام المسلمين هؤلاء قد ضربوا أسوأ المثل في القتل وتكميم الأفواه وشدة البطش وقسوة القلب والتفتن في ابتداع أقسى الأساليب في الاعتقال والبطش والتنكيل، فلم يبقَ منكر يستطيعون فعله إلا فعلوه، ولا رذيلة لها أثر في إفساد الأمة إلا أصدروا تعميماً وقانوناً يفرض فعلها بالقوة، ولا تركوا فضيلة تتمسك بها الأمة إلا وحاربوها بكل قوة. ومن يتتبع أعمال هؤلاء الحكام يجد بسهولة إن طبيعتهم واحدة، ويجد أن عدوها واحد، وفي الوقت نفسه يجد الأمة واحدة، ودينها واحد، وتوجهها واحد… ومن الأعمال الإجرامية التي يتفق الحكام جميعاً في ممارستها نذكر ما يلي:
أولاً: محاربة الحكام للإسلام والعمل على منع عودة الخلافة بحجة مكافحة الإرهاب.
لا يختلف اثنان من الحكام على محاربة الإسلام كنظام حياة، ومنع عودة الخلافة التي هي الطريقة العملية لتطبيق الإسلام في الحياة. ودلائل ذلك واضحة للجميع:
فهم قد أقصَوا الإسلام عن الحكم وسائر أنظمة الحياة، وسنُّوا القوانين الوضعية المستوردة من الغرب ووضعوها موضع التطبيق والتنفيذ.
وهم قد كرسوا تقسيم المسلمين وبلادهم عبر الحفاظ على الحدود التي صنعتها اتفاقية سايكس – بيكو وحمايتها. وهذه حرب شعواء على الإسلام الذي أوجب وحدة المسلمين بقوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ )، وبقوله تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) وهم قد غرسوا الولاء الوطني في قلوب شعوبهم بكل الأساليب، ووصفوا الولاء للإسلام بالولاء الضيق ويمنعون ذلك ويصفون من لا يظهر عليه الولاء للوطن بالخائن والعميل.
وهم قد شنوا حملة شعواء على حملة الدعوة ولاحقوهم وضيقوا عليهم واعتقلوهم، ومنعوا وسائل الإعلام المختلفة من تغطية فعالياتهم، فأين وسائل الإعلام من تغطية فعاليات حزب التحرير المختلفة من مؤتمرات وندوات ومسيرات والتي لا يكاد يخلو منها بلد في العالم الإسلامي .
وهم قد سخروا علماء السوء الذين يطرحون الإسلام كدين كهنوتي لا يتدخل في شؤون الحياة مطلقاً، والذين جعلوا من أنفسهم لسان الحكام في ترسيخ العلمانية والديمقراطية والرأسمالية عند أبناء الأمة وكأنها لا تتعارض مع الإسلام، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُقم دولة إسلامية في المدينة المنورة، وكأن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم لم يكن أي منهم خليفة بايعة المسلمون ليحكم الناس بالإسلام. كما سخَّر الحكام هؤلاء العلماء لتعميق طاعتهم كأولياء أمور يعملون على إصدار الفتاوى التي تأمر بطاعتهم وتحرم الخروج عليهم.
وهم قد عملوا على إنشاء جيل علماني بعيد عن فهم الإسلام الصحيح مستخدماً لذلك مناهج التعليم والإعلام والمنظمات والمعاهد والمراكز العملية والتعليمية وحتى المساجد التي يصر بعض العلماء فيها والخطباء على أن الدولة تحكم بالإسلام ليس غير، فتنتج جيلاً يحارب الإسلام بالجهل.
وهم قد أشهروا سلاح الإرهاب بأوامر من الغرب كل من يدعو إلى تطبيق الإسلام وعودة الخلافة الراشدة محاربتهم، وأفردوا المساحات الواسعة للدعاية ضدهم واعتقالهم وتشويه دعوتهم ومحاصرتهم، وإبراز خطورة الإرهاب.
ثانياً: انبطاح الحكام جميعاً للغرب وعمالتهم وتبعيتهم المطلقة له جلبت للأمة الويلات:
لقد أشرف الغرب الاستعماري الكافر على صناعة الحكام على عين بصيرة، حتى أصبح هؤلاء الحكام خطاً متقدماً للغرب لتنفيذ كل أجندته في بلاد المسلمين. ومن شرور الطبيعة الإجرامية المتمثلة في العمالة والتبعية المطلقة للغرب ما يلي:
تنفيذ الحكام كل مخططات الغرب الإجرامية بحق الأمة ومشاركتهم في حروبه ضدها وضد دينها.
اتباعهم سياسات الإفقار والإذلال والإفساد والإضلال والتجهيل وتغيير المناهج لتدمير عقلية المسلمين.
حراستهم مصالح الغرب من قبل الحكام العملاء التي تنعكس بصورة خطيرة على الأمة تتمثل باستعمار الأمة وتبعيتها وما تجره من آثار مدمرة.
ترويجهم لأفكاره الفاسدة المتمثلة في الرأسمالية والعلمانية والديمقراطية وكل مفاهيمه الباطلة المتفرعة عنها ونشرها بين المسلمين.
فتحهم أسواق المسلمين أمام بضاعة الغرب وصناعاته وجعل اقتصادهم مرتهناً لاقتصاد الدول الغربية الاستعمارية.
6- توقيعهم الاتفاقات الأمنية والعسكرية مع الدول الغربية والتي لها الأثر الأكبر في الارتهان للغرب وسفك دماء المسلمين الزكية. ومن هذه الاتفاقيات مكافحة الإرهاب التي سالت بسببها الدماء في كل البلاد كالعراق وأفغانستان والسودان وباكستان واليمن وغيرها.
ثالثاً: نهب ثروات الأمة وإهدارها والعبث بها وتوريدها إلى بنوك الغرب سمة لا يختلف فيها الحكام.
لقد حبا الله أمة الإسلام ثروات هائلة جعل الأمم تتكالب عليها من أجل نهبها، وهي ثروات تكفي أبناء الأمة كلها بل والعالم بأسره لو وزعت حسب أحكام الإسلام وفي ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
إلا أن وجود هؤلاء الحكام في السلطة وعملهم كخط متقدم للغرب نتيجة تبعيتهم المطلقة له مكَّن لأعداء الإسلام من نهبها وإجبار الحكام على توريدها إلى بنوكه، وفي بلاده لتساهم بشكل كبير وفعال في بناء الاقتصاد الغربي واستمرارية صناعاته الغربية، ولذلك كانت طبيعة الحكام إجرامية واحدة في نهب الثروات وتبديدها والعبث بها ومنع أبناء الأمة من أخذ حقوقهم منها. ولقد استغل الحكام مناصبهم في نهب ثروات الأمة على حساب إفقارها. وهذه بعض الإحصائيات التي تبين ذلك:
الملك فهد بن عبدالعزيز:33 مليار دولار. الملك عبدالله بن عبدالعزيز:12 مليار دولار. الوليد بن طلال حوالى 18 مليار دولار. سعود الفيصل حوالى 18 مليار دولار. إجمالي أموال العائلة المالكة في السعودية تجاوزت 1800 مليار دولار.
أما الأسرة الحاكمة في الكويت فقد بلغت أموالها 671 مليار دولار.
أما الملك عبد الله بن الحسين الأردني فقد بلغت أمواله 20 مليار دولار.
أما الأمير حسن فقد بلغت أمواله 71 مليار دولار.
أما قابوس بن سعيد فقد بلغت 8 مليار دولار.
أما المقبور معمر القذافي فبلغت 82 مليار دولار.
أما زين العابدين بن علي فبلغت 5 مليار دولار.
أما حسني مبارك وعائلته فـ 45 مليار دولار.
أما بشار الأسد وأقرباؤه فبلغت حوالى 300 مليار دولار.
وهذه الإحصائيات لا تعبر بدقة عن الأرقام الحقيقية؛ لأنها تعتبر من الأسرار المحجوبة عن الأمة كونها مسروقة منهم. فهي أعلى بكثير، ولذلك لا نستغرب هذا الحرص الشديد من قبل الحكام على التمسك بكراسيهم وتوريثها لأبنائهم لأن الحكم عندهم هو وسيلة رزق بالحرام يؤدي إلى إفقار البلاد والعباد، فوق كونه خيانة للأمة ولدينها.
رابعاً: قتل أبناء الأمة بصورة وحشية وهمجية صفة لا تفارق الحكام:
الحكام في إدمانهم على قتل أبناء الأمة والبطش بهم سواء، يتعلم أحدهم من الآخر ويضيف ما عنده من أساليب لاستخدامها في قتل شعبه. هذا وقد قابل الحكام الاحتجاجات والثورات ضد سياستهم الفاشلة بالنار؛ فكشفت هذه الثورات عن مدى حقد الحكام وإجرامهم، وأثبتت أن جثمانهم جثمان إنس وقلوبهم قلوب شياطين، لا يقيمون وزناً للإنسان، وبدا كأنهم يتلذذون بالقتل، وبدا كأن القتلى عندهم ليسوا بشراً بل حشرات وخاصة في سوريا. ولا يختلف الحكام الذين لم تحدث الثورات في بلادهم من حيث الإجرام عن الحكام الذين ارتكبوا أكبر الفظائع، فكلهم سواء. وكلهم مستعدون لارتكاب أبشع المجازر بحق شعوبهم إذا ما واجهتهم ثورات مشابهة.
خامساً: التوريث قاسم مشترك بين الحكام:
يكاد يكون التوريث أمراً لا يفارق ذاكرة الحكام مهما كانت تسمية أنظمتهم. فكل منهم كان لديه مخططاً لتوريث ابنه من بعده، وكأن الدولة والشعب هما ملك من أملاكه لا يرثه غير ورثته. فالثروات الطائلة التي نهبها الحكام هم وعائلاتهم وأقاربهم جعلتهم أشد حرصاً على بقاء السلطة بأيديهم ثم توريثها لأبنائهم من بعدهم، فلم يكن هناك حاكم قبل الثورات لا يعمل من أجل توريث ابنه وذلك كمحاولة توريث القذافي ابنه سيف الإسلام. وكمحاولة علي عبدالله صالح توريث ابنه أحمد. وكمحاولة الملك عبدالله بن عبدالعزيز توريث ابنه، وظهرت معها معالم الانشقاق في العائلة على السطح. وكمحاولة توريث حسني مبارك لابنه جمال. ومنها نجاح المجرم حافظ أسد في توريث بشار، وبنجاح الحسن الثاني في توريث الحكم لابنه محمد السادس… وهي محاولات لن تتوقف وأثبتت أن التوريث صفة مشتركة بين جميع الحكام.
سادساً: تفريط الحكام في قضايا الأمة وخيانتهم لها وتأمُّرهم عليها:
بعد أن عرفنا حرب الحكام الشعواء للإسلام ومنع عودة الخلافة تحت مظلة مكافحة الإرهاب لم يألُ هؤلاء الحكام جهداً في التفريط في قضايا الأمة المصيرية وخيانتها والتآمر عليها والمتاجرة بها. وعلى رأس هذه القضايا قضية الأمة المركزية الأولى هي قضية (إقامة الخلافة) فقد تعاونوا في ذلك مع الغرب ضد دينهم وأمتهم، فبالنسبة إلى قضية فلسطين قاموا بمسرحية الحرب مع اليهود وهزيمتهم لإظهار أن إسرائيل لا تقهر، وجعل احتلال يهود لها أمراً واقعاً، وهم يستمرون بخيانتها بالتفريط بها والتنازل عنها، وهم لم لم يحركوا جيوشهم لتحريرها كما فعل القائد الإسلامي الفذ صلاح الدين (رحمه الله) بل أمعنوا في خيانتها حين أجمعوا على التنازل عنها عبر مؤتمرات القمم وخاصة مؤتمر قمة بيروت ومبادرة الملك السعودي عبد الله. وهاهي كشمير التي ترزح تحت احتلال الهندوس لم تسلم من خيانتهم والتآمر على مسلميها، حتى وصل الحال بحكام باكستان بمنع المجاهدين من تحريرها من أجل إرضاء أميركا والهند. وكذلك شاركوا الغرب، وعلى رأسه أميركا، في احتلال بلاد المسلمين مثل أفغانستان والعراق، وساعدوه على تقسيم بلاد المسلمين مثل جنوب السودان، وسكتوا عن إبادة الروس للمسلمين في الشيشان، وهم الآن يشاركون الغرب في إجهاض الثورات،، وفوق كل ذلك شاركوا في كل أعمال الغرب لضرب عودة الإسلام إلى الحكم تحت حجة مكافحة الإرهاب.
سابعاً: وصول الحكام إلى السلطة عن طريق الانتخابات المزورة أو الانقلابات العسكرية:
لقد كان لهؤلاء الحكام طريقة تكاد تكون واحدة في وصول الحكام إلى السلطة وتشبثهم بها، وهي الانقلابات العسكرية التي يعقبها انتخابات مزورة يعطى لهم فيها سند شعبي موهوم. ويبقون بعدها في الحكم عن طريق انتخابات معلبة لدورات متتالية، وعندما يبدو عليهم الكبر في السن وأنهم أصبحوا قريبين من الموت يتنازلون عن الحكم لأبنائهم. وهم في كل ذلك يفرضون على المسلمين أحكام الكفر الوضعية التي حرم الله الاحتكام إليها مطلقاً. وهم في كل الأحوال لا يستمدون شرعيتهم من شعبيتهم، بل من عمالاتهم وانصياعهم لأوامر الغرب وخاصة تلك المتعلقة بإقصاء دينهم عن الحكم.
هذه بعض قبائح حكام المسلمين في هذه الزمان، وكلهم قبائح…
أيها المسلمون، في كل بلاد المسلمين:
إنكم تنتمون إلى أمة واحدة هي أمة الإسلام، والغرب أشد ما يخافه منكم هو اجتماعكم على دينكم؛ لذلك نراه لا يالو جهداً في إبعادكم عن دينكم وإبعاد دينكم عن الحكم؛ لذلك رأيناه يفرض عليكم علمانيته الكافرة، ويفرض عليكم سن دساتير معادية للإسلام، ويفرض عليكم حكاماً أعداء لكم ولدينكم. وفي الوقت نفسه، على هؤلاء الحكام أن ينفذوا سياسة الغرب في إفقار الأمة ورهن خيراتها وإيقاعها في بؤرة الاستدانة بعشرات المليارات من الدولارات والتي عليها أن تستنزف ميزانيات الدول المدينة بالمليارات سنوياً. وكذلك عليهم أن ينفذوا سياسته في إضلال الناس وإفساد حياتهم إمعاناً بإبعادهم عن دينهم… إن هؤلاء الحكام هم رأس الحربة السامة التي يستخدمها الغرب، ويجب أن تبدأ عملية التغيير بهم تماماً كما فعل الأنبياء والرسل من قبل حيث كان أول ما يواجههم هم الحكام والملأ، أي الوسط السياسي الذين يحيطون به، وها هو رسولنا الكريم يقي في مكة 13 سنة وهو يعمل لإقامة دولة الإسلام حتى وفقه الله بإقامتها في المدينة، وكان يواجهه في مكة زعماؤها. وأول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن يوجد أرضية يرتكز إليها كانت بإيجاد دولة الإسلام الأولى في المدينة حيث تم بعدها نزول الأحكام الشرعية المنظمة لشؤون حياة المسلمين والتي حددت علاقتهم مع بعضهم، وعلاقتهم مع حاكمهم، وعلاقتهم مع غيرهم من غير المسلمين، وعلاقة دولتهم مع غيرها من الدول… وبهذا يقام الدين كله، ويأخذ دوره في الحياة. هذا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم،وهذا ما يجب أن نكون عليه.
2014-07-29