دعــــاء .. وتضــر ع ..
2014/07/29م
المقالات
3,237 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
دعــــاء .. وتضــر ع ..
حمد طبيب – بيت المقدس
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث هداية للناس أجمعين، وبعد …
يقول الحق تعالى: ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) ويقول: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
ويقول عليه الصلاة والسلام:» أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» رواه البخاري ومسلم. ويقول B: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم، ويقول: «ادعوا ﷲ تعالى وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي .
اللهم إنك أنت ﷲ لا إله غيرك، ولا نعبد إلا إياك، لك الحمد وحدك، ولك الشكر كله والثناء كله …
اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا صاحب العرش والسلطان، يا مالك الملك، يا من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله، يا أولُ ويا آخرُ، يا ظاهرُ ويا باطنُ، يا عالـمَ السر والإعلان، يا من تعلم ما في نفوسنا ولا نعلم ما في نفسك، وأنت علَّام الغيوب، ولا يخفى عليك شيء في السماوات والأرض وما بينهما، ولا تسقط من ورقة، ولا حبة في الأرض، ولا طائر يطير بجناحيه إلا بعلمك وإحاطتك وقدرتك…
اللهم يا رحمنُ يا رحيمُ، يا من وسعت رحمته كل الخلائق، وأنت أرحم بنا من أنفسنا… يا مجيب الدعاء ومحقق الرجاء، يا من قلت وقولك حق:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وقلت 🙁 وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﯵ ) وقلت على لسان نبيك الكريم عليه السلام: «يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد ﷲ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسه» رواه مسلم .
اللهم إن حالنا لا يخفى عليك، فأنت أعلم بنا منا، وأنت عالم الغيب والشهادة… اللهم قد غابت خلافتنا – خلافة الإسلام – حامية بيضته، وجامعة وحدة أمة الإسلام، وحاملة لواء الجهاد لنشر دينك في الأرض، وحامية الأعراض والدماء والأموال؛ فتفرقت من بعدها كلمتنا، وتشتّت شملنا، وتمزقت بلادنا، واغتصبت مقدساتنا، وانتهكت أعراضنا وسفكت دماؤنا… وأصابنا الذل والهوان في ظل أنظمة عميلة، لا تتـَّـقيك ولا تخشاك، ولا تقيم لشرعك وزناً ولا اعتباراً… اللهم وتسلط علينا شرار الخلق من اليهود والصليبيين والبوذيين والهندوس والروس وعبدة المال والشهوات؛ من الرأسماليين البغاة الطغاة الظالمين… واغتصب اليهود من شرار الخلق أولى القبلتين، المسجد الأقصى المبارك وأرضه الطاهرة المقدسة!!..
اللهم، إنه لا يرفع الكرب إلا أنت، فأنت قلت وقولك حق : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ). وقلت : ( قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ). وقلت: ( إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ )…
اللهم فارفع الكرب والبلاء عنا يا ﷲ، فإنه لا يفرج الكرب إلا أنت يا ﷲ، واكشف عنا السوء، واصرف عنا أهل السوء والشر، ونجِّنا من الكُرب العظام الجسام يا ﷲ، واجعلنا خلفاء الأرض، ومكِّن لنا فيها يا ﷲ…
اللهم قد ضلت بنا السبل، وتفرقت بنا في كل اتجاه، وغُلقت الأبواب جميعاً إلا بابُ رحمتك وعونك ونصرتك، وتكالبت علينا الأمم والشعوب كما تتكالب الأكلة على قصعتها؛ فصدق فينا قول نبيك عليه الصلاة والسلام: «توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها…» اللهم وأصابنا البأس الشديد، وضاقت علينا الحلقات من كل اتجاه، وطوّق الكفار المجرمون أعمالنا ودعوتنا، وأحاطوا بنا إحاطة السوار بالمعصم. اللهم فافتح لنا أبواب رحمتك، وفرِّج كُرُباتنا، واصرف بأس الكافرين المجرمين الحاقدين عنا وعن دعوتنا، اللهم ونجِّنا من كيدهم وتدبيرهم وتخطيطهم، فأنت وحدك القادر على مكرهم وكيدهم وتدبيرهم. اللهم واجعل لنا من كل ضيق مخرجاً وخلاصاً، واجعل لنا من كل همٍّ وغمٍّ فرجاً، وهوِّن علينا يا ﷲ مصائب الدنيا وما يمكره بنا أعداءنا. اللهم وارفع وانزع الوهن والخوف والضعف والاستكانة من قلوب أمة نبيِّك، أمة الإسلام. اللهم واقذف في قلوبها الإيمان واليقين والقوة والثبات على الحق وكراهية الكفر والكافرين، يا رب العالمين…
اللهم قد تكسرت أشرعتنا، ومادت سفينة نجاتنا وسط بحرٍ مظلمٍ، تتقاذفنا الأمواج يمنة ويسرة، فاهدِنا إلى طريق النجاة يا ﷲ. واهدِ أمة الإسلام إلى الطريق الصحيح المستقيم، وحبِّب إليها ذلك، وكرِّه إليها سبل شياطين الإنس والجن، ومخططاتهم وأكاذيبهم.
اللهم إن الكفار قد رمونا عن قوس واحدة بسبب إيماننا وعملنا في طريق الإيمان، في طريق دينك وإعادة دولة الاسلام؛ فإنه لا معين لنا إلا أنت يا ﷲ .. فنحن ضعفاء بأنفسنا أمام مكر الكفار وأقوياء بك يا ﷲ، فخذ بيدنا وأيِّدنا بعزائمك وجنودك التي لا يعلمها إلا أنت، فأنت قلت وقولك الحق: ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ )…
اللهم وافتح لنا أبواب النصر والنصرة من القادرين عليها، وحبِّب قلوبهم إلى دينك وإلى أوليائك من حملة الدعوة لإعادة شرعك إلى وجه الأرض مرة أخرى، فإن قلوب العباد بين إصبعيك تقلبها كيف تشاء وأين تشاء ..قال عليه الصلاة والسلام: «إن القلوب بين إصبعين من أصابع ﷲ يقلبها كما يشاء»
اللهم كما نصرت موسى عليه السلام بالبحر، وكما نصرت نوحاً عليه السلام بالماء المنهمر وسفينة ذات ألواح ودسر، وكما نصرت هوداً عليه السلام بالريح العقيم، ولوطاً عليه السلام بالخسف، وكما نصرت إبراهيم عليه السلام وجعلت النار عليه برداً وسلاماً، وكما نصرت نبيك عليه السلام بأهل النصرة والنصر والإيمان… اللهم فانصرنا على أميركا وروسيا والصين وأوروبا وعملائهم وأعوانهم. اللهم انصرنا ومكِّن لنا في الأرض واستخلفنا فيها كما استخلفت رسولك عليه الصلاة والسلام وصحابته الغر الميامين. فنحن على دربهم سائرون، وبهدي نبيهم مهتدون،… اللهم إن إخواننا من أهل الشام، وأهل بورما، وأهل فلسطين، ووسط أفريقيا وجمهوريات روسيا… ضاقت بهم السبل، وتقطعت عنهم أسباب النصرة، وتفرَّد بهم الكفار؛ يسومونهم سوء العذاب؛ يذبحون رجالهم ونساءهم وأطفالهم، ويخربون بيوتهم ويشتتونهم في أرجاء الأرض يهيمون على وجوههم دون راعٍ ولا واعٍ… اللهم ففرج كربهم، واصرف السوء والأذى عنهم. اللهم واجعل لهم فرجاً قريباً عاجلاً يا ﷲ بدولة الإسلام دولة العزة والمنعة والقوة، دولة النصر والنصرة والرعاية الحقة…
اللهم إن الكفار المجرمين قد زادوا من مكرهم ضد أمة الإسلام، وضد العاملين لإعادة حكم الإسلام؛ في الشام وتونس وباكستان وغيرها من بلاد الإسلام. اللهم فامكر بهم، فأنت أقوى وأسرع مكراً من مكرهم ، فأنت قلت وقولك حق: ( قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ) وقلت 🙁 وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ) وقلت: ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ )… اللهم فانتقم منهم، واجعل الدائرة تدور عليهم يا ﷲ، وشتِّت شملهم، وفرق ومزق وحدتهم، كما فرقت الأحزاب يوم الخندق، وأغرِ بينهم العداوة والبغضاء والفتن، وخذهم أخذ عزيز جبار منتقم مقتدر يا قوي، وأرنا فيهم يوماً أسود كيوم فرعون وهامان وقارون يا قادر يا عزيز يا جبار!! ..
اللهم يا أرحم الراحمين، نحن عبيدك، ناصيتنا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسعى لتطبيق شرعك لنعبدك حق العبادة، ونرفع ذكرك في الأرض، ونحمل دينك يا ﷲ، ونطمس الكفر وأشياعه. اللهم إننا نسعى منذ أكثر من خمسين عاماً لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ظِلّ الحق في الأرض، وحامية الدين ومعزَّة أمة الإسلام. اللهم فمكِّنْ لنا يا ﷲ في الأرض، واجعل لنا أهل نصرة ينصروننا من أمة الإسلام من أصحاب القوة والمنعة كمنعة الأنصار من صحابة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وآله وسلم…
اللهم إننا نعاهدك أننا على الحق ماضون، وعلى طريقة رسولك سائرون، وإليه وفيه راغبون، ولتطبيق شريعتك عاملون مهما اشتدت الأحوال والأهوال، ومهما اشتدت علينا الكرب والمحن والفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم وإن زادنا في هذا الطريق الشاق هو إيماننا ويقيننا وعونك وحدك يا ﷲ. وإننا نلجئ ظهورنا إلى قوتك ورحمتك يا أرحم الراحمين يا ﷲ لا إلى أحد سواك. اللهم فهون علينا هذا الطريق، وعجل لنا بالفرج يا ﷲ، وأفرح قلوبنا وقلوب قوم مؤمنين بنصرك العزيز المبين. اللهم وأعن إخواننا في هذا الحزب المخلص النقي التقي على حمل هذه الأمانة التي تنوء بها الجبال الرواسي… وأعن أميرنا وبطانته ومساعديه في كل البلاد على هذه الأمانة العظيمة، وهيئ لهم يا ﷲ فرجاً عاجلاً قريباً يفرحوا به، وتفرح به أمة الإسلام .. فانت قلت وقولك الحق يا ﷲ: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) اللهم وإنك وعدت فقلت: ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) وبشر رسولك عليه الصلاة والسلام بعودة هذا الدين إذ قال: «ليبلغَنِّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك ﷲ بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله ﷲ هذا الدين» وبشر بفتح روما عندما سئل عليه الصلاة والسلام: أي المدينتين تفتح أولاً يا رسول ﷲ، قسطنطينية أم رومية؟، قال: «مدينة هرقل تفتح أولاً». اللهم، إن نفوسنا قد تاقت إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، واشتاقت إلى نصرك ونصر أمة دينك .. اللهم إن نفوسنا قد اشتاقت لرؤية هذا الدين يبلغ ما بلغ الليل والنهار، ورؤية هذا الدين ينتصر على كل الأديان كما كان سابق عهده، واشتاقت لفتح روما وشهادة هذا الفتح العظيم. اللهم فكحِّل عيوننا بهذا النصر العظيم المبين، وهذه العزة والمنعة بعد هذا الذل والهوان يا رحمن يا رحيم. اللهم واجمعنا مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين مع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم، ومع الصالحين من أمة الإسلام .. فأنت قلت وقولك الحق : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ). صدق ﷲ العظيم.
اللهم آمين يا رب العالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.q
2014-07-29