ديفيد هيرست: السيسي ممثل بارع ومخادع وأفعاله تناقض أقواله
2014/03/29م
المقالات
2,130 زيارة
ديفيد هيرست: السيسي ممثل بارع ومخادع وأفعاله تناقض أقواله
كتب كبير صحفيي جريدة الغارديان البريطانية «ديفيد هيرست» المراسل المخضرم في منطقة الشرق الأوسط مقالاً مطولاً، تناول فيه شخصية المشير عبد الفتاح السيسي الذي قلب الأوضاع رأساً على عقب في مصر، مقارناً مسيرته بمسيرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موضحاً فيه:
– يكتنف المشير عبد الفتاح السيسي، كما أصبح يلقب بعد ترقيته المثيرة للجدل مؤخراً، الكثير من الغموض. نعلم أنه كان ضابطاً في القوات المسلحة المصرية وبأنه حضر دورات تدريبية في وزارة الدفاع الأميركية، لكن ذلك لا يميزه عن مئات آخرين ممن سلكوا نفس الدرب.
– إن هذا الرجل الذي كان منصبه رئيساً للاستخبارات العسكرية وكانت مهمته هي منع الانقلابات لم يتوان عن القيام بانقلاب أعد له بنفسه. لقد أثبت أنه ممثل بارع. وفعلاً، فقد اشتهر عنه أنه «يقول الشيء ويفعل نقيضه».
– إن بزوغ السيسي من مجرد ضابط في القوات المسلحة إلى منقذ للأمة المصرية يذكرنا برجل آخر عمل على تأخير عجلة الديمقراطية في بلاده عدة عقود، إنه فلاديمير بوتين. فمثل السيسي، لم يكن بوتين معروفاً حينما عين رئيساً للوزراء من قبل الرئيس المريض يلتسين، ومثل السيسي، انطلق بوتين إلى عالم الشهرة ممتطياً موجة العنف التي عصفت بالدولة، وكان رده عليها بأن شن هجوماً جديداً وأكثر وحشية على «الانفصاليين الإسلاميين» في شمال القوقاز. ومثل السيسي، وعد بوتين بأن يعيد الاستقرار إلى البلاد بعد أن خضتها صراعات القوى المتنافسة على السلطة والنفوذ. ومثل السيسي، استخدم بوتين مشاعر القومية والخوف من الأجانب ليخفي وراءها منظومة استبدادية كل همها الإثراء.
– إن نبوءات الجيش بشأن التهديدات التي يشكلها الإسلاميون ما هي إلا رغبات لدى قادته توشك أن تتحقق بسبب سلوك الجيش المعادي لهم، والذي تتضمن إصدار الأوامر للجنود بفتح النار على المتظاهرين العزل وإعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية واعتقال وسجن الآلاف من أعضائها ما يغلق الباب على أي فرصة للتفاهم أو التفاوض.
– إن الدنيا لم تعد كما كانت في التسعينات عندما كانت السلطة تبطش بالإسلاميين، فمصر اليوم تعاني من جوار فاقد للاستقرار، سواء فيما يتعلق بليبيا غرباً أو السودان جنوباً أو غزة في الشمال الشرقي. وبات الجهاديون اليوم عابرين للحدود، وأصبحت أفريقيا قارة مغرقة بالسلاح. كما إن مصر ذاتها لم تعد كما كانت بعد ثورة يناير 2011.
الوعي: توضح ملاحظات هيرست أن السيسي رجل يسعى للاستئثار بالسلطة، ولا يبالي بغيرها، لهذا فإنه لم يعمد إلى إجراء أية إصلاحات على أية مستوى، فلم يقم بإجراء أي تغيير ولو شكلي يصلح فيه أحوال الحكومة أو المواطنين منذ انقلابه على حكم مرسي، بل استعان برجالات عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، سواء منهم الوزراء أو رجال المال والإعلام، بشكل مبتذل ومثير للاستهجان. في الوقت الذي تطحن الأزمة الاقتصادية فقراء مصر، وعادت الشرطة وقوى الأمن إلى سابق صلفها من اعتقال وتعذيب مناوئيها بشكل ممنهج لتحويل ساحة الصراع مع الأخوان والمناوئين لحكم العسكر إلى ساحة صراع أمنية وعسكرية دموية.
2014-03-29