صلة الرحَّم تُدخل صاحبها الجنة، وقاطع الرحم لا يدخلُ الجنةَ.

صلة الرحَّم تُدخل صاحبها الجنة،

وقاطع الرحم لا يدخلُ الجنةَ.

 ورد في سنة المصطفى ﷺ الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى صلة الأرحام وحرمة قطيعتها، وإن دلَّ ذلك على شيءٍ فإنما يدلُّ على أهميّة صلة الرحم في الإسلام وعظمتها، وضرورتها في تكاتف الأسر وتماسكها وتعاضدها ونشر الود والإلفة بين أفرادها، ومما جاء من الأحاديث الصحيحة في هذا الموضوع من أحاديث النبي ﷺ:

1-صلة الرحَّم تُدخل صاحبها الجنة:

عن أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه: «أنّ رجلًا قال للنبيِّ ﷺ: أَخْبِرْني بعملٍ يُدْخِلُني الجنةَ، قال: ما له؟ ما له؟ وقال النبيُّ ﷺ: أَرَبٌ ما له، تَعْبُدُ اللهَ ولا تُشْرِكْ به شيئًا، وتُقِيمُ الصلاةَ، وتُؤْتِي الزكاةَ، وتَصِلُ الرَّحَمَ».

يُظهر الحديث أنّ رسول الله ﷺ قد قرن صلة الرحم بعبادة الله التي ترتبط بالناحية العقائديّة، والصلاة والزكاة اللتين تُمثلان جانب العبادات، فكانت صلة الرَّحم مثالًا حيًّا على مدى أهميتها عند الله، إذ أشار النبي لأهم الجوانب في الإسلام لدخول الجنة وهي: عبادة الله دون شريك، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصلة الرحم.

٢-صلة الرَّحم طريقٌ لرضى الرحمن:

 عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الرحم شُجْنةُ متمسِّكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق، اللهم صِل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول تبارك وتعالى : أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثـتُه».

فمن وصل رحمه رضي الله عنه ووصله كما وصلها، ومن قطع رحمه وأساء معاملتها كبَّه الله وسخط عليه.

٣-صلة الرَّحم وصية النبي ﷺ لأصحابه:

عن أبي ذرالغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: «أوصاني خليلي ﷺ أن لا تأخذَني في اللهِ لومةُ لائمٍ، وأوصاني بصلةِ الرحمِ وإن أدبرَت».

٤- الرَّحم مأخوذٌ من اسم الرحمن، ومن قطعها قطعه الله: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله ﷺ: «الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ».

٥- صلة الرَّحم تُبارك في العمر، وتزيد في الرزق:

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «من سرَّه أن يُبسَطَ له رزقُه، وأن يُنسَأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه».

فالله سبحانه وتعالى يُبارك في عمر من يصل رحمه ويزيد فيه، ويجعله يستغله بما يفيده ويعود عليه بالنفع لدينه ودُنياه، كما يُبارك له في رزقه ويزيد فيه ويجعل له فيه الخير.

٦-من أهم أسباب دخول الجنة صلة الرحم:

عن عبد لله بن سلام -رضي الله عنه- قال: «لمـَّا قدِمَ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ انجفلَ النَّاسُ قبلَهُ قالوا: قدِمَ رسولُ اللَّهِ ﷺ. فجئتُ لأنظرَ فلمَّا رأيتُهُ عرفتُ أنَّ وجْهَهُ ليسَ بوجْهِ كذَّابٍ. فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سمعتُهُ منْهُ أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أطعِموا الطَّعامَ، وأفشوا السَّلامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجَّنَّةَ بسَلامٍ».

٧-صلة الأرحام دليلٌ على قوة إيمان المسلم وصدقه وتعلُّق قلبه بالله:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».

 إن من آمن بالله حقًا سينعكس إيمانه عمليًّا على باقي أموره الحياتيّة، فمن صدُق إيمانه وصل رحمه كما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أعمالَ بني آدمَ تُعرضُ كلَّ خميسٍ ليلةَ الجمعةِ، فلا يُقبلُ عملُ قاطعِ رحمٍ».

٨-قاطع رحمه لا يدخل الجنة:

فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحمٍ»