دعوة الله للمسلمين لإقامة الخلافة الراشدة التي آن أوانها وأطل زمانها… هنيئاً لمن يستجيب لها.
2014/02/28م
المقالات, كلمات الأعداد
2,703 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة الله للمسلمين لإقامة الخلافة الراشدة
التي آن أوانها وأطل زمانها… هنيئاً لمن يستجيب لها.
يعد مؤتمر جنيف مؤتمراً أميركياً بامتياز، وهو فرصة أميركا لإبقاء الحكم في سوريا بيدها. فهي التي أوجدت فكرة هذا المؤتمر ووضعت أهدافه ورتبت أطرافه، وجعلت روسيا طرفاً أساسياً فيه، ووسعت الائتلاف بشكل يخدم أهدافها ويأتي بالجربا رئيساً له… واختارت الإبراهيمي (الذي ارتبط اسمه بمعظم الترتيبات الأميركية للعالم العربي والإسلامي في لبنان وأفغانستان والعراق) مبعوثاً دولياً ليصل به إلى أهدافه الأميركية المرسومة له، واستخدمت المساعد السابق لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون جيفري فيلتمان بوصفه المساعد السياسي للأمين العام للأمم المتحدة ليكون مساعداً للإبراهيمي في مهمته الأميركية، وهي تعمل على إدخال إيران في منظومة الدول التي تحضر المؤتمر لتساهم بالإشراف على تنفيذ الحل على الأرض… لهذا ولغيره يمكن القول إن أميركا ستحاور نفسها في هذا المؤتمر، وستعمل على إعادة إنتاج نظام سياسي جديد شبيه بنظام الأسد في العمالة لها، والسير بحسب مصالحها وبعكس مصالح الأمة، ومعاداة الإسلام… ويذكر أن أميركا اقتضت مصلحتها في خطتها هذه أن تتخذ موقف النفاق بالنسبة للمعارضة فادعت أنها ضد الأسد ونظامه وصرحت بتصريحات نارية ضده، ولكنها ادعت أنها مع المعارضة المعتدلة وضد المتطرفين والتكفيريين، وتحت هذا العنوان منعت تسليح المعارضة بحجة الخوف من أن يقع السلاح بيد الإسلاميين (الإرهابيين التكفيريين)، وقامت بكثير من الأعمال التي تصب في مصلحة النظام السوري وتغطي إجرامه. فهي ساهمت في تعيين المبعوثين العرب والدوليين ليخرجوا بتقارير تقلب الحقائق لمصلحة النظام وتبرئه من الإجرام، وساهمت بإرسال فريق المفتشين الدوليين للتفتيش عن مدى استعمال السلاح الكيماوي فأدان هذا الفريق النظام والمقاتلين باستعماله على السواء مساوياً بذلك بين الضحية والجزار ومانعاً من أية إدانة قد تلحق بالنظام، وادعت أنها لا تستطيع فعل شيء تجاه استخدام الروس للفيتو ووقوفهم ضد أي قرار أممي قد يتخذ ضد النظام السوري، مع أنها أعلنت أكثر من مرة على لسان وزير خارجيتها كيري أنها على توافق مع الروس فيما يتعلق بالملف السوري. وخططت لأن تمد إيران النظام بكل ما يحتاجه من مال ورجال وسلاح حتى لا يسقط، وهناك الكثير الكثير من الوقائع التي تكشف عمالة النظام السوري لأميركا، وأن أميركا هي التي تمنع سقوطه وتسخر كل إمكاناتها من أجل ذلك، حتى إن أوباما نفسه صرح أن ما يحدث في سوريا يتعلق بالأمن القومي الأميركي. وأخيراً وليس آخراً، الدور الوسخ الذي يقوم به الإبراهيمي رجل المهمات الأميركية من لبنان إلى العراق إلى أفغانستان والآن في سوريا… وباختصار، إن أهم ما في هذا المؤتمر بالنسبة لأمريكا هو إقرار بند (هيئة الحكم الانتقالية) فهي بعد تأمين إقراره ووضع هذا الإقرار في جيبها، ستنتقل إلى تهيئة الأرض لتنفيذ خطتها للحل ومن ثم ستجعل من المؤتمر اليد التي ستوقع عليها. وقد يطول الزمن وقد يقصر، وذلك بحسب المتاح لها.
أما دول أوروربا فقد ظهرت أنها أضعف من أن ترعى مفاوضات أو تفرض حلولاً أو تلزم أحداً من المتنازعين بأي موقف دولي يحل الصراع في سوريا، وموقفها مما يحدث في سوريا تأخر فور تقدم الموقف الأميركي واتفاق أميركا وروسيا على عقد مؤتمر جنيف، وإنشاء الائتلاف الوطني، حتى إنها سرعان ما سارت مع «موجة محاربة الإرهاب» التي قدمتها أميركا وجعلتها تطغى على «موجة تغيير بشار» ونظامه، وسارت فيما خططته أمريكا من حل مشكلة الكيماوي السوري والنووي الإيراني من غير أن تستطيع التأثير عليه أو فضح أهدافه الأميركية. وبالرغم من أن أوروبا تتدخل فيما يجري في سوريا عبر دول إقليمية وخاصة السعودية وقطر وتسخر المال والإعلام للتدخل هناك، إلا أن هذا التدخل ممسوك، وممنوع عليه أن يتجاوز خطوطاً حمراء أمريكية في الدعم، فأميركا مثلاً استطاعت أن تقص أجنحة قطر وفرضت على أميرها أن يترك الحكم لمصلحة ابنه، وهو الذي استولى على الحكم من أبيه وجعله يعيش منفياً. ويبدو أنها تفكر بالنسبة للسعودية بسيناريو خاص بها وقد يكون تقسيمها. ويمكن القول إن أوروبا تملك أن تعرقل المخطط الأميركي في سوريا ولكنها لا تملك أن تمنعه، وتطمع أن تكون لها حصة في الحل ولكن لا تستطيع أن تفرضه.
من الواضح جداً أن أميركا تتعامل مع الثورات التي نشأت في البلاد التابعة لها تعاملاً طغى عليه الإجرام المفرط، سواء في مصر أم في سوريا، وهي لم تسأل عن مجتمع دولي ولا عن قانون دولي. حتى وكأنه أصبح من عادتها أن تتصرف مع المسلمين، من أفغانستان إلى العراق والآن في سوريا بوحشية وبإجرام مفرط وبعيداً عن أي قيم إنسانية أو خلقية.
ففي مصر أدارت عملية سياسية انقلبت عليها مخالفة قوانينها المؤمنة بها، فضلاً عن مخالفة القانون الدولي الذي تدعي حمايته وخوض الحروب ضد من يخالفه، وتغاضت عن ارتكاب النظام الانقلابي التابع لها لأبشع المجازر بحق المدنيين هناك ولم تسمح بمساءلته دولياً، وهي أعادت فلول النظام العلمانيين ورجال مبارك إلى الحكم، وهي في صدد تبرئة مبارك وأولاده ورجاله من كل الجرائم المتهمين بها… وفي الوقت نفسه قلبت ظهر المجن لمرسي فسلطت عليه وعلى جماعته كل أبواق العملاء ولاحقتهم وقتلت منهم واعتقلتهم وتريد أن تحاكمهم ليدخلوا السجن ويخرج أنصار مبارك، هذا مع العلم أن مرسي وجماعته يتبنون (الإسلام المعتدل) وبحسب المواصفات الأميركية، إذ في فترة حكمه القصيرة والممسوكة من أميركا أعلن مرسي أنه يقر الصلح وكل الاتفاقات مع يهود، وتعاقد على قرض دولي بالربا مع البنك الدولي، وسار في سن دستور علماني يناقض الشريعة الإسلامية، وتم هدم أنفاق تهريب البضائع بين مصر وغزة من غير أن يعلن فتح الحدود أو إزالتها، وشن حرباً على إسلاميي سيناء…
أما في سوريا، فبالرغم من كل ما يرتكبه السفاح بشار ونظامه من إجرام موصوف، فهي ما زالت تعامله على أنه نظام شرعي ديمقراطي منتخب، وحتى بعد استعمال السفاح بشار للكيماوي ضد المدنيين العزل في الغوطة تخطت الإحراج الدولي لها لامتناعها عن محاسبته، ومنحته براءة العمل على دعم السلم العالمي، بل ودعمت موقفه السياسي وأرادت أن تسوِّقه كطرف من أطراف الحل في سوريا. إنه يمكن القول بكل اطمئنان أن ما يحدث في كل من مصر وسوريا من انتهاك لكل قوانين البشر الإنسانية هو برسم الساسة الأميركيين وسياساتهم الإجرامية في العالم بشكل عام وعلى المسلمين بشكل خاص. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يلجئ أميركا إلى الوقوف مثل هذا الموقف الإجرامي المفضوح والمدان دولياً والساقط حضارياً بحق المسلمين؟
أما الجواب فهو إنما هو بسبب ما يظهر عليهم من إرادة العودة إلى العيش في رحاب الإسلام والاستظلال بحكمه وعدله، وحمل دعوته لنشر عقيدته بين الناس وتطبيق حكمه عليهم وإعادة عزه المفقود بفتح باب الجهاد الموصود، والقضاء على الظلم العالمي والتوحش الرأسمالي… إن إدراك الغرب وعلى رأسه أميركا لهذا الواقع جعله يعيش في حال من القلق المصيري الحقيقي خاصة وأن حضارته قد بان إفلاسها على كل صعيد، وبوادر السقوط أصبح يلمسها بنفسه ويتوقعها ويخاف من مفاجأتها كما حدث معه في الأزمة المالية. كذلك فإن الغرب يدرك أن الإسلام يمثل بديلاً حضارياً قوياً، ويمكنه إذا أخذ فرصته أن يقضي على حضارته بكل سهولة وأن يمتلك القوة ويتقدم سريعاً لتصبح دولته في وقت قياسي هي الدولة الأولى في العالم ومن غير منازع. هذا ما يدركه الغرب وهذا ما يدفعه إلى مواجهته بهذه الشراسة لأنه يريد بذلك أن يمنع إقامة دولة الخلافة الراشدة من جديد؛ ولكنه لن يستطيع بحول الله أن يغير سنن الله في التغيير.
أما إدراك المسلمين لهذا لواقع فهو مهم جداً، لأنه يجعلهم يتحولون بسرعة لمواجهة الغرب لمصلحة دينهم، وعدم الاصطفاف معه، وعدم الوقوع في تلبيساته، والتنبه لرجالاته وأحزابه من العلمانيين في البلد، وعدم الانجرار وراء الحكام لأنهم كلهم عملاء له… نعم إن إدراك هذا الواقع يجعل المسلمين يعرفون أن ما يرتكبه الغرب من قتل فإنما يريد أن يقتل به مشروعهم لإقامة الخلافة، وأنه يريد أن يذهب إلى أبعد ما يستطيعه من إجرام، وبهذا الاعتبار يمكن القول إن من يقتله حكام المسلمين العملاء للغرب أو يعتقلونهم أو يعذبونهم أو يهدمون بيوتهم أو مدنهم… في هذه الآونة إنما هو من أجل أن لا تقوم قائمة الإسلام. هذه هي حقيقة الحرب المفتوحة اليوم على المسلمين أينما كانوا. وإنه متى أدرك المسلمون حقيقة الصراع هذا نأَوْا بأنفسهم عن تأييد هؤلاء الحكام أو الانخداع بهم، سواء في مصر، حيث عملت أميركا على إفشال الإخوان، ومن ثم عملت على إلصاق الفشل بالإسلام السياسي، مع أن الإخوان لم يطبقوا الإسلام على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم بل طبقوه على الطريقة الغربية، أي طبقوا ما بات يعرف بـ (الإسلام المعتدل). وحقيقة الأمر يمكن القول إن الذي فشل هم الإخوان وفهمهم البعيد عن فهم الإسلام بشكل صحيح. وهذا يصب في مصلحة الفهم الصحيح للإسلام والذي يتجلَّى بالدعوة لإقامة الخلافة الراشدة… أم في سوريا حيث يحاول الغرب أن يلعب لعبة أخرى هي لعبة التطرف والإرهاب، فقد أخذ الصراع شكلاً دموياً مأساوياً أكثر، وكان آلُ أسد آلَ وحش على المسلمين وأعداء حقيقيين للإسلام، منذ أول مجيء المقبور الهالك حافظ أسد، والذي أورث ابنه وعائلته وطائفته الحقد والتعصب والإذلال ضد المسلمين… وأميركا تحاول في لعبتها هذه أن تثبت الحكم في سوريا بيدها وتمنع انتقاله إلى غيرها، وهذا الغير ليس أوروبا لأنه بوجود أميركا على الساحة تعتبر أوراقها ضعيفة جداً. وليس روسيا لأن الحسابات الروسية في سوريا ليست أكثر من الحصول على بعض العقود التجارية والوجود العسكري في طرطوس وقبض ثمن ما تخدم به أميركا في مكان آخر… وإنما هو ظهور الإسلام السياسي المتمثل بالدعوة والعمل لإقامة دولة الخلافة، وهذا الأمر أقضَّ مضاجع جميع أعداء الله من أميركا إلى أوروبا إلى روسيا إلى الصين إلى (إسرائيل) إلى حكام دول المسلمين، فاجتمعوا على صعيد واحد وراحوا يرمون المسلمين العاملين المخلصين عن قوس واحدة، وقد بلغ حقدهم على الإسلام أن يأتي الأمر للسفاح بشار ولنظامه الفاشي باستعمال أقصى الإجرام، ثم أقسى من ذلك أن يتم غض النظر عما يرتكبه هذا السفاح والتغطية عليه لأنه يلتقي معهم في طرح العلمانية الكافرة التي تبعد الإسلام عن الحكم. هذا ما يجب أن يدركه المسلمون جميعاً، فالمسألة ليست دعوى «المقاومة والممانعة» التي أصبحت ممجوجة مفضوحة، فها هي إيران تحول وجهتها في التعامل مع يهود بشكل علني منذ أول مجيء روحاني حيث أرسل لهم عبر صفحته الإلكترونية تهنئة بمناسبة أحد أعيادهم، وأعلن وزير خارجيتهم محمد جواد ظريف في تراجع معلن خطير وموقفٍ مخزٍ يتقرب فيه من أمريكا وربيبتها (إسرائيل) قائلاً إن المحرقة النازية لليهود كانت «مأساة وحشية مشؤومة ينبغي ألا تتكرر أبداً». ثم إذا كان السفاح بشار يمتلك كل ذلك السلاح الكيماوي الذي يستطيع أن يحسم به معركته مع يهود، فلماذا لم يستعمله ضدهم ويثبت أنه فعلاً مقاوم وممانع، خاصة وأن الشعب السوري كان سيكون معه وهو وشعوب المسلمين؟! إنها فعلاً أكذوبة مفضوحة لم يصدقها المسلمون في يوم من الأيام، ولعل أوضح دليل على هذا هو سرعة أخذه القرار بتسليم الكيماوي للغرب لإتلافه حتى لا يقع في يد المسلمين من بعده، ولتطمئن (إسرائيل) أكثر، وليظهر أنه معتدل ومع السلم الدولي وفي صف الغرب ضد الإرهاب. كذلك فإن المسألة ليست مسألة مذهبية، وإنما هي سياسية جرى استغلال الناحية المذهبية أبشع استغلال، سواء من ناحية إيران التي باتت تلعب أقذر الأدوار في المنطقة وتعمل مع الغرب في ضرب المشروع الإسلامي وتستعمل نفس أبجدياته من القول بوجوب محاربة الإرهاب والقضاء على التكفيريين. أم من دول الخليج وعلى رأسهم السعودية الذين يختبئون وراء هذه الدعوة ليحموا عروشهم الواهية. إن هذه الدعوة تستفيد منها أميركا والغرب لشرذمة بلاد المسلمين أكثر وأكثر، ولإيجاد العداوة والبغضاء بينهم فلا تعقد للمسلمين بعدها وحدة ولا تقوم لهم دولة واحدة جامعة هي دولة الخلافة. من أجل ذلك تمت تسوية الملف النووي الإيراني بشكل سريع لتبييض صفحة إيران ولإدخالها في الحل الأميركي التي تنوي فرضه في سوريا حيث ستكون إحدى أدوات هذا الفرض للحل الأميركي. وإيران اليوم وللأسف تلعب دور حصان تركبه أميركا في كل مكان يمكنها أن تصول فيه، من أفغانستان إلى العراق إلى لبنان إلى سوريا إلى اليمن إلى دول الخليج متفرقين ومنفردين…
أما الحل الشرعي الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، والمتمثل بفرض إقامة دولة الخلافة الراشدة، فهو يولد من رحم المعاناة والمقاساة، ويدفع المسلمون ضريبته غالياً، وتساعد في ولادته أجواء التآمر الدولي عليه وعلى الإسلاميين المخلصين الذي يعملون ويتحملون من أجل هذا الفرض العظيم، وسيكون لهذه المعاناة أثرها في ولادته سليماً معافىً أكثر. وهذا الحل الشرعي تكتمل عناصر تكوينه رغم أنوف دول الكفر وعلى رأسها أميركا ومكرها. ومن هذه العناصر المتوفرة، بفضل الله وحده، وجود تكتل سياسي يمتلك القدرة على الحكم بالإسلام على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قد هيأ نفسه لهذه المهمة العظيمة منذ حوالى الستين سنة، وهو يعمل في جميع بلاد المسلمين، ومنها سوريا ومصر، وله شبابه الأكفياء من حملة دعوة ورجال دولة وفقه واجتهاد ومفكرين ومحللين سياسيين وكل ما يلزم لإقامة هذه الدولة. ومن العناصر المتوفرة أيضاً، بحمد الله وحده، وجود رأي عام على إسلام الحكم في مصر عبر عنه بقيام مظاهرة مليونية تطالب بتحكيم الشريعة الإسلامية. وفي سوريا عبر عنه وليد المعلم وزير خارجية الإجرام السوري بقوله: «ونعلم أن من يتربصون بسوريا ومن يطالبون بإقامة دولة الخلافة الإسلامية لن يقفوا عند حدود سوريا، فما نقوم به هو دفاع حتى عن الأردن ولبنان وتركيا». وكذلك وزير خارجية روسيا الحاقدة على الإسلام لافروف بقوله: «هناك ظروفٌ تفرض على كل الوطنيين السوريين أن يدركوا ما هو الأهم بالنسبة لهم: القتال إلى جانب من يريد تحويل سوريا لتصبح دولة الخلافة أم الاتحاد لإعادة وطنهم إلى صورته التي عرف بها لعدة قرون – وهي دولة علمانية متعددة الطوائف والأعراق يعيش فيها الجميع بشكل مريح» ويمكن القول إنه قد تحقق وخاصة في سوريا ما قاله مصعب بن عمير رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم : «لم يبقَ بيت في سوريا إلا وفيه ذكر الإسلام»، نعم لم يبقَ في سوريا بيت إلا وفيه ذكر الخلافة. ومن العناصر المتوفرة أيضاً، بعون الله وحده، وجود أهل قوة يؤمنون بوجوب تحكيم شرع الله في حياة المسلمين، سواء من المجموعات المقاتلة أم من الضباط المنشقين أم من غيرهم… هذه هي عوامل تحقيق النصر قد توفرت، ولا تحتاج إلا إلى اجتماعها كي يتحقق النصر على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتحديداً اجتماع أهل النصرة مع أهل القدرة ممن أعدوا أنفسهم لهذه المهمة العظيمة تماماً كما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعمل لإقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة، حيث طلب النصرة من أهل القوة في القبائل القوية، وحيث كان للأنصار شرف السبق إليها. وهي الآن تنتظر سابقين إليها لتعود سيرتها الأولى فتقوم دولة الإسلام الثانية فتكون دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة التي وعد بها الله سبحانه من يقوم بأمرها بقوله: ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[ وبشر بها رسوله الكريم بقوله: «ثم تكون خلافة راشدة» أي على منهاج النبوة. فالرسول كان يمتلك الوحي ويحتاج إلى القوة ليقيم الدولة بها وليحميها، وتماماً اليوم فإن أصحاب الدعوة لإقامة الخلافة يحتاجون لمثل ما احتاج إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فهل من مستجيب؟ قال الله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)
وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) [ q
2014-02-28