أين نصرةُ الأغيار للأخيار؟!
2011/08/12م
المقالات
1,677 زيارة
أين نصرةُ الأغيار للأخيار؟!
حمد طبيب – بيت المقدس
ما زالت المؤسسة العسكرية في بلاد المسلمين تلتزم الصمت، وتقف موقف المتفرج على ما يجري لخيار الناس، ممن ينشدون الانعتاق من ربقة الاستعمار، ومن عملاء الاستعمار من الحكام، ومن أولياء الحكام من المنافقين والمنتفعين المارقين …
فلماذا هذا الصمت؟! ألا تكفي هذه الدماء الزكية الطاهرة علامة صدقٍ من هؤلاء الأخيار للأغيار أصحاب الغيرة على دينهم وأمتهم، من أهل القوة والمنعة في المؤسسات العسكرية في بلاد المسلمين؟!..
ألا يكفي هذا الإجرام بحقّ المسلمين ومقدراتهم، من قبل هؤلاء الحكام لتتحرك النخوة والغيرة للنجدة؟!..
ألا تكفي سنوات الذلّ والهوان واستعمار البلاد والعباد من قبل الكفار من الغرب، أمريكا وروسيا، عن طريق هؤلاء الرويبضات من الحكام، لتحرّك الدماء في عروق الأغيار المخلصين؛ من قادة وضباط الجيش في بلدٍ واحد من بلاد المسلمين؟!
ماذا ينتظر هؤلاء القادة الضباط؟! هل ينتظرون قيام الشعب بأكمله على هؤلاء الحكام، ليحاصروهم في عقر قصورهم وقلاعهم، دون أن تتدخّل المؤسسة العسكرية بشيءٍ تجاه هؤلاء الناس؟!..هل ينتظرون قتل الآلاف الآلاف من الأبرياء حتى تتحرك فيهم النخوة والغيرة؟!..
هل بقاء هؤلاء القادة الضباط حراسًا لهؤلاء الحكام، وحراسًا لخياناتهم خدمةً لأمريكا ولكيان يهود هو خيرٌ، أم انحيازهم إلى أحضان أمتهم وانعتاقهم من هذا الذل والهوان الذي يأنفه حتى الذل هو الخير لهم ولأمتهم ولدينهم في دنياهم وآخرتهم؟!
أولستم أيها القادة أحفاد حمزة بن عبد المطلب؛ الذي وقف بسيفه يتحدّى صناديد قريش من أهل مكة، ويعلنها مدويةً بين هؤلاء الصناديد: “إنني على دين محمد، ومن يؤذيه بعد اليوم فإنه يؤذيني”؛ وذلك عندما آذى نفرٌ من هؤلاء السفهاء رسول الله r؟!
أولستم أحفاد صلاح الدين الأيوبي، الذي أقسم ليذبحنّ حاكم الكرك بحدّ سيفه، عندما علم أنه قد اعتدى على نساء المسلمين في قافلة الحج، وفعلاً بر بقسمه في معركة حطين الفاصلة؟!
أولستم أحفاد المعتصم بالله العباسيّ، الذي لبّى استغاثة امرأة صاحت من آخر حدود الدولة، فأثارت غيرته على بني دينه وجلدته، فلبّى نداءها بجيشٍ جرار؛ أوله عند حدود الروم وآخره في بغداد، وهو يزأر كالأسد الهزبر: لبّيك أيتها المرأة؟!
إنكم أيها القادة الضباط حراسٌ على دماء الأمة ومقدراتها وممتلكاتها، فأنتم الأغيار ممن يعينون الناس وينفعونهم وقت الشدائد، وأنتم من يغارون على أعراضهم ودمائهم، وهؤلاء الحكام ممن يُلقون إليكم الأوامر لحراستهم، والبطش بالأخيار من أهلكم هم الأشرار والفجّار، بل الكفار في كثير من بلاد المسلمين!! فانحازوا يرحمكم الله لأمتكم ودينكم تفوزوا بخير الدارين إن شاء الله.
إنكم قد أقسمتم أيمانًا مغلظةً أن تكونوا حراسًا للأمة، خدّامًا لها ولدينها، لا تنحازون لمخططات أمريكا ولا أوروبا ولا كيان يهود، وها هو قد جاء موعد البَرّ بهذا القسم المغلّظ، وإن لم تفعلوا فإنكم ستندمون في وقت لا ينفع فيه ندمٌ ولا حسرة، وذلك عندما تجرف الأمة بسيلها العارم الحازم هذه النجاسات من الحكام، وتلقي بهم في مزبلة التاريخ بعيدًا عن طهارة الأمة وعفّتها!! ..
إنّنا نناشدكم أيها القادة الضباط، وكلّنا أمل في غيرتكم، وفي إخلاصكم ونقائكم وصفائكم أن تنحازوا إلى صفّ الأمة لتنقذوها مما هي فيه من ويلاتٍ وشرورٍ عظامٍ يصنعها هؤلاء الحكام غبر آبهين بالدماء الزكيّة التي تسيل غزيرةً في كل يوم!! …
نناشدكم أن تنقذوا أبناء دينكم وأبناء جلدتكم من مخططات الاستعمار الرهيبة في تضليل الأمة، وحرفها عن جادة الحق والصواب، وإشعال الفتن بين صفوفها كما هو حاصلٌ في ليبيا واليمن وذلك لإلجائها وإجبارها على طلب النجدة منهم عن طريق التدخل العسكري، أو عن طريق طرح المشاريع السياسية لإنقاذهم!! ..
فمن أقرب ومن أولى أيها القادة الضباط الأغيار بالأخيار من أمتكم أنتم أم أمريكا ودول أوروبا؟! إنكم أيها الأغيار من أمة الخير التي قال فيها الحق تبارك وتعالى: ]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[. فأنتم أهل تغيير المنكر وأهل الإيمان، من أتباع هذه الأمة المجيدة الكريمة، وإنكم أيها الأغيار كالغيث الذي ينفع الأرض بعد طول انقطاع وعطش، لأنكم من أمة الغيث التي قال فيها رسولكم عليه الصلاة والسلام: «أُمَّتِي كَالْغَيْثِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ» فأنتم من تغيثون أمتكم وقت الشدائد، والمصائب والأزمات!!.
قوموا أيها القادة الضباط كما قامت أمتكم فأنتم جزءٌ منها، وما يصيبكم يصيبها ولو كان وخز شوكة تدمي منكبها … قوموا أيها القادة الضباط وسجّلوا موقفًا يحبه الله ورسوله تمامًا كموقف الأنصار وهم يؤوون ويؤازرون رسول الله r في ساعة العسرة والضيق … قوموا وحطّموا عروش هؤلاء الطواغيت فإنهم لا يرقبون فيكم ولا في الأمة إلاً ولا ذِمّة، لأن ذمتهم وولاءهم هو من ولاء وذمة اليهود والنصارى!!…
قوموا وازأَرُوا وكبّروا بأعلى صوتكم «الله أكبر والعزة للإسلام ولأمة الإسلام»… وأعلنوها دون خوف ولا وجل “إننا أتباع هذا الدين العظيم وأحفاد القادة العظام ممن سبقونا بإحسان”…
أعلنوها أيها القادة ولا تخافوا ولا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون بإذن الله بإيمانكم، وحبكم لله ولرسوله وللمؤمنين من أمتكم … أعلنوها خلافةً إسلامية على منهاج النبوة كما أرادها ربكم بقوله: ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[
وكما أرادها رسولكم عليه الصلاة والسلام: «ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»
أيُّها الأغيار كونوا للأخيار من حملة الدعوة الإسلامية الصادقة الذين يدعون بإخلاص وبإيمان إلى إقامة الخلافة الراشدة الثانية التي تكون على منهاج النبوة سندًا وظهرًا وأولياء نصرة لهم. فنعم الدعوة دعوتهم ونعم النصرة نصرتكم. فاصدقوا الله في نصرتكم لدينكم بنصرتهم يصدقكم الله وعده.
أيُّها القادة الضباط إننا لكم منتظرون فهل أنتم مجيبون؟! اللهم افتح قلوبهم للإجابة قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[ وقال تعالى: ]الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ[
2011-08-12