شيخ الأزهر يحرف أحكام الإسلام وينكر شرعية الخلافة
2018/06/24م
المقالات
1,730 زيارة
شيخ الأزهر يحرف أحكام الإسلام وينكر شرعية الخلافة
نشرت جريدة القبس الكويتية في عددها الصادر يوم الجمعة السابع من جمادى الأولى 1417، 20/9/1996 تصريحات لمحمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر تناول فيها موضوعين اثنين هما: الخلافة، والتطرف.
ومما قاله بخصوص الخلافة قوله (( إن الخلافة مسألة سياسية أكثر منها دينية خاصة بعد أن تعددت الأقطار الإسلامية –قائلاً- إن مسألة الخلافة ليست ملزمة في شريعة الإسلام)) وأضاف الشيخ طنطاوي ((لا يمنع أن يكون لكل قطر زعيمه المسؤول عنه خصوصاً بعد أن تعددت الأقطار الإسلامية وأصبح لدينا مسلمون في الشرق ومسلمون في الغرب وفي الشمال وفي الجنوب، فلا مانع إذاً من أن يكون لكل قطر رئيس أو ملك أو أمير يساعده الوزراء، وأولو الأمر في الدولة)) وأضاف شيخ جامع الأزهر قائلاً ((مسألة الخلافة ليست ملزمة في شريعة الإسلام وإنما تختلف باختلاف الظروف والأحوال، كانت هناك خلافة عندما كان المسلمون في أمكنة متقاربة أو كان عددهم يسمح بأن يكون لهم خليفة واحد. أما الآن والمسلمون مئات الملايين في مشارق الأرض ومغاربها مخرجنا بأن يكون لكل قطر رئيس…)).
ونحن نربأ بأنفسنا أن نتناول هذه التصريحات بالنقد والتفنيد، ونرد عليها مبينين ما فيها من هذيان وخلط وتحريف لأحكام الله، وأن نكشف هذا السقوط والمدى المزري الذي وصل إليه علماء السوء، علماء السلاطين في هذا العصر وعلى رأسهم شيخ الجامع الأزهر. ذلك أن مجرد الرد عليه رفعً لمكانته وإعلاءً لشأنه ولشأن أمثاله ممن باعوا دينهم لقاء وظيفة أو قبضة من مال.
ذلك أن الخلافة فضلاً عن أنها أصبحت اليوم مطلباً شعبياً طاغياً لدى جماهير المسلمين في أقطار الأرض، هي من الشريعة الإسلامية في القمة، بل إن الإسلام لا يكون له وجود مؤثر في الحياة إلا بالخلافة كما يعلم ذلك تماماً طنطاوي وأمثاله، وأنه لولا الخلافة لما وصل الإسلام إلى مصر فضلاً عن أن يصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، وشماليها وجنوبيها. والخلافة حقيقة شرعية بقدر ما هي حقيقة تاريخية لا يجهل هذا وذاك إلا أعمى البصيرة، أو مأجور لحكام المسلمين الذين يحكمون بالكفر، أو فاقد للعقل والإدراك.
إن الخلافة في هذا العصر أصبحت هاجساً مرعباً لدى دول الغرب الكافرة وعملائهم من حكام المسلمين، وصارت هدفاً وغَرَضاً يرمونه بصنوف الافتراء والتشويه والمغالطات، ومعاندة الحقائق البديهية، بعد أن شاهدوا توجه جماهير الأمة نحو الإسلام والخلافة، وما يؤدي ذلك إليه من زوال نفوذهم الاستعماري من بلاد المسلمين، وضياع عروش العملاء وفقدان سلطانهم، ولذلك نجدهم يستخدمون علماء السوء، علماء السلاطين، ويدفعونهم لإصدار فتاوى تتناقض وتتصادم مع القطعيّ من الأحكام الشرعية المعلومة من الدين بالضرورة، وما نجاحهم في هذا إلا لأن هؤلاء الحكام قد هانت عليهم أنفسهم، وَهانت عليهم أمتهم، وهان عليهم دينهم، ولم يعد من مطمع إلا فُتاتُ هؤلاء الحكام أعداء الله وأعداء دينه.
نحن نعرف الشيخ طنطاوي جيداً، نعرف أن أباح الربا في البنوك رغم أن حرمة الربا معلومة من الدين بالضرورة، ونعرف أنه يشجّع الحركات الماسونية ويحضر اجتماعاتها رغم أن هذه الحركات يهودية استعمارية كافرة، ونعرف أنّ ((فضيلته)) أحلّ الصلح مع اليهود رغم أنه يعني التنازل لهم عن أكثر من سبعين في المائة من أرض فلسطين المباركة.
ونحن مع كلّ ما نعرفه عن الشيخ طنطاوي فإننا لم نكن نتوقع أن يسقط هذه السقطة التي لم يخرج منها عن مقتضى أحكام الشريعة فحسب، وإنما تعدّاها إلى مخالفة الحقائق الملموسة التي يدركها أبناؤنا طلبة المدارس الابتدائية.
إنه ليبدو أن الدين عند هذا الشيخ لا يساوي ثناء من سيادة الرئيس، أو تكريماً من حكومته، وإلا فكيف سيقابل الشيخ طنطاوي ربّه عز وجل فيسأله يوم القيامة عن قوله: )إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً( وعن قول رسول الله r : ((إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرّق جماعتكم فاقتلوه)) وقوله r: ((ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)) وقوله r: ((كانت بني إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا فما تأمرنا، قال: فوا ببيعة الأول فالأول)) روى هذه الأربعة الإمام مسلم.
إن الشيخ طنطاوي قد تأخر كثيراً بتصريحاته هذه، ذلك لو انه أدلى بها في الخمسينات أو الستينات لربما وجد من الناس من يعذره بالجهل، أما وأن الخلافة صارت على كل لسان، ودخلت كل قلب، ورفعها شعاراً للنهضة والتحرير كلُّ حامل دعوة مخلص فإن أدقّ وصف ينطبق عليه هو أن الشيخ يجدّف عكس التيار، ولا يجدّف عكس التيار في هذا الباب إلا من سفه نفسه وفقد كرامته وأسعد أعداءه المتربصين بأمته ودينه
2018-06-24