القدس ينادي
1988/04/22م
المقالات
2,106 زيارة
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ). الحج 39
من أولى القبلتين وثاني الحرمين،
من مجمع الأنبياء، معراج نبي الرحمة إلى السماء.
تفجر بركان الدم المشتعل وانتفضت ثورة العز والكرامة.
من أصوات أطفال فلسطين وسواعدهم التي وقفت بوجه آلة الحرب الصهيونية بشعارها «دمّروا الإسلام أبيدوا أهله»، وخيبت أحلام وأوهام أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ننقل إليكم بعض ما يجري في بلاد الإسلام التي أبت بشعبها وترابها أن تستمر تحت قيد الغاصبين، وانطلقت بثورة مسجدية هدفها النصر أو الشهادة. فلم يعد هناك شيء في الدنيا يحول بينهم وبين طلب الشهادة، ولم تعد هناك فِرَقٌ وعصبيّات وأحزاب وجماعات، إنما أصبح هناك إسلام. الإسلام الذي قاد الحملة الكبرى في القضاء على الطواغيت (أبناء القردة والخنازير)، وها هو اليوم ينهض من جديد. فالمسجد اليوم في فلسطين هو غرفة العمليات التي يتم منها التخطيط. والقرآن اليوم هو الذي يحكم الناس. والشيوخ في المحاريب ليلاً يصيحون يا الله… وهي مصانع الأسلحة الفتاكة نهاراً، فيها تشحذ الحجارة لجعلها أكثر فعالية. أما النساء ففي عمل دائم وحركة لن تتوقف، فمن إيصال الذخائر إلى جبهات القتال المشتعلة إلى تضميد الجرحى وإعداد القوت من أجل الاستمرار في المعركة.
أما الأطفال والشباب فانظر إليهم في مقدمة الصفوف، صامدين أمام آله الحرب الصهيونية بقلوب مؤمنة متحدة في الله، لأنهم تربّوا في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم. فلم تعد أحلامهم تتوقف عند تلك القصور الفخمة والسيارات الضخمة لأنهم علموا بأنها من حطام الدنيا. وتبقى أعلى وأسمى أنواع الأمانة والشهامة وذلك عندما يعمد جنود الاحتلال إلى فتح المحال التجارية عنوة، فترى المواطن يدخل ويشتري ويدفع ويسجّل اسمه وعنوانه دون وجود صاحب المتجر.
وليس هذا إلا جزء مما يجري في الداخل من الأحداث. ولكن عجباً!!؟
عجباً من أُمَّةٍ بلغت من المحيط إلى الخليج تراها في وقادٍ عميق تنتظر ثمرة هذه الثورة النبيلة.
يا أخا الإسلام في كل مكان قم نفك القيد قد آن الأوان
واصعد الربوة واصـدع بالأذان وارفع القرآن دستور الزمان
لا تسل كيف فإنا مسلمون
وليد ـ ع ـ كلية بيروت الجامعية
1988-04-22