شهر شوال شهر الخيرات، خصه الله ببعض الطاعات
2018/06/15م
المقالات
6,050 زيارة
شهر شوال شهر الخيرات، خصه الله ببعض الطاعات
شهر شوال هو شهر قمري، وترتيبه العاشر بين الأشهر القمرية، ويأتي بعد شهر رمضان المبارك وقبل شهر ذي القعدة، ويحتفل المسلمون في أوّل أيامه بعيد الفطر السعيد، وشهر شوال من الأشهر المباركة وفيه الكثير من الفضائل ويستحب استغلاله بكثرة الطاعات والعبادات وقراءة القرآن…
من فضائله:
– الفرحة التي تعم قلوب الصائمين المحتسبين الأجر وحسن الجزاء عند الله تعالى بعد اتمامهم صيام رمضان المعظم كما ورد في الحديث المتفق عليه: «كل عمل ابن آدم يُضاعف؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به؛ يَدَعُ شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره (أي في الأول من شوال وهو عيد الفطر)، وفرحة عند لقاء ربه».
– بالإضافة إلى ما فيه من بهجة، يتجلى في عيد الفطر مظهر من أهم مظاهر وحدة المسلمين في جميع بقاع الأرض؛ إذ يجتمعون على شعائر واحدة، تبدأ بصلاة جامعة مباركة، ويسبقها ويصاحبها التكبير والتهليل والتحميد الجماعي، الذي يشمل كل الأمة الإسلامية، وهي من أفضل الأذكار التي يمكن للعبد أن ينطق بها مقراً فيها بالعبودية والوحدانية والتعظيم والشكر والثناء لخالقه… فترى الأمة كلها تشترك في هذه الشعيرة. وهذا المظهر الجامع يغيظ دول الكفر أيما إغاظة فتجعلهم يأمرون عملاءهم من الحكام أن يلعبوا في تحديد بداية شهر رمضان، وبالتالي بداية شهر شوال، حتى يختلفوا فيه، وتذهب ريحهم مع اختلافهم… ولكن أنى لهم ذلك؟!.
– شوال شهر من أشهر الحج كما قال الله في كتابه العزيز ( ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ)[البقرة:197]، وشهور الحج أولها شهر شوال، وثانيها شهر ذي القعدة، وثالثها شهر ذي الحجة، حيث يُحرِم الحاج إن كان متمتعاً في هذه الأشهر فقط.
– فيه صيام ستة أيام من شوال، وهذه من السنن المندوبة فيه، حيث يُستحب صيام ستة أيام من أيامه، فقد روى مسلم في صحيحه، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر»
ويبدأ الصيام من اليوم الثاني من شوال إلى آخره، أي في أي ست أيام من أيامه المباركة، ويستحب صيام أيامه الأوائل عدا يوم العيد لما في ذلك من فضل جزيل وأجر مضاعف في السباق إلى الخيرات وعمل الطاعات، وحيث إن عبادة الصيام تكفر الذنوب وتغفر الخطايا وتعزز الإخلاص لدى العبد المؤمن، وقد تجبر ما حصل من خلل أو نقص في أداء صيام الفريضة خلال شهر رمضان قياسًا على ما عليه حال السنن الرواتب التي قد تجبر ما حصل من شرود أو قلة تركيز أو اطمئنان خلال أداء الصلوات المكتوبات كما ورد ذلك في سنن ابن ماجة والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاتُه، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك».
– ومن فضائل شهر شوال استحباب الزواج فيه باعتباره شهر البركة والخير الوفير؛ لذلك فإنه يستحب الزواج والدخول خلال أيامه المباركة، حيث إنّه لا صحة لمن يتشاءم ويتطيّر به إذا تمّ الزواج أو أيّ أمر آخر فيه، أو في فترة ما بين العيدين كما هو متعارف خاصة في أيام الجاهلية الأولى؛ حيث ظنوا أنّ المحبة ترفع فيه؛ ولكن الصحيح أنّه شهر بركة، فقد حدثتنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «تزوَّجَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في شوَّالٍ وبنَى بي في شوَّالٍ، فأيُّ نسائِهِ كانَ أحظَى عندَهُ منِّي، وَكانت عائشةُ تستحبُّ أن تُدْخِلَ نساءَها في شوَّالٍ» [صحيح ابن ماجة].
– ومن فضائل هذا الشهر الكريم أيضًا أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده وثبته على طاعته، «وإن أحب الأعمال عند الله أدومها وإن قل» كما ورد ذلك في الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. فبهذا يحصل تدريب للعبد على مفهوم أن العبادة ليست مقتصرة على شهر رمضان، وإنما هي تمتد إلى حين حلول الأجل كما ورد في الآية الكريمة: ( وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ٩٩ ) [الحجر: 99]
2018-06-15