ما معنى العُــقــاب
2005/08/03م
المقالات
2,812 زيارة
ما معنى العُــقــاب
ثبت أن راية الرسول كانت تسمى العقاب، ذلك أن من سنة رسول الله أن يسمي الأشياء، وقد سمى رايته بالعقاب. فقد جاء في الحديث: «كان من خلقه تسمية دوابه، وسلاحه، ومتاعه، وكان اسم رايته: العقاب، واسم سيفه الذي يشهد به الحروب: ذو الفقار، وكان له سيف يقال له: المِـخْـذَمْ، وآخر يقال له: الرَّسُوب، وآخر يقال له: القضيب، وكانت قبضة سيفه محلاة بالفضة» أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنه .. وجاء في الحاوي للسيوطي: «عن الحسن يقول كانت راية رسول الله سوداء تسمى العُـقاب وعمامته سوداء». قال ابن حجر في الفتح: وقال أبو بكر بن العربي: اللواء غير الراية، فاللواء ما يعقد في طرف الرمح ويلوى عليه، والراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح. وقيل اللواء دون الراية، وقيل اللواء العلم الضخم. والعلم علامة لمحل الأمير يدور معه حيث دار، والراية يتولاها صاحب الحرب. وجنح الترمذي إلى التفرقة فترجم بالألوية وأورد حديث جابر: «إن رسول الله دخل مكة ولواؤه أبيض» ثم ترجم للرايات وأورد حديث البراء «أن راية رسول الله كانت سوداء مربعة من نمرة». وحديث ابن عباس «كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض» أخرجه الترمذي وابن ماجه. وقال في النهاية: وفيه «أنه كان اسم رايته عليه السلام العقاب» وهي العلم الضخم.
العُقاب (بضم العين) هو طير جارح من طيور السماء. والعُـقاب ملك الطيور بلا منازع، وسيد الطيور والهواء، إذا حلق في السماء لم يجرؤ طير أن يطير في السماء أو يتحرك من مكانه في الأرض، ويروى أن أحد أرباب الطيور الجارحة ومحترفي القنص في الصحارى، أنه كان لديه صقر، وأنه ألقى بحمامة على الأرض لصقره من أجل أن يأكلها، ولكن الصـقر ظل واجماً لا يتحرك، فنظر إلى السـماء فرأى عقاباً يطـير، فعلم أن الصـقر إن رأى العقاب يطـير في السـماء فإنه لا يجرؤ على الحــراك، وســبحان الله الخـلاق العظيم. والعرب تسمي العقاب الكاسر. قال في الكامل: العقاب سيد الطيور، والنسر عريفها، وهو حاد البصر؛ ولذلك قالت في البصر: أبصر من عقاب، وأنثاه تسمى لِقوة. والعقاب لا يأكل إلا من صيده، ولا يأكل إلا حياً، فلا يأكل الجيف والحشرات، وإن لم يجد صيداً طازجاً شهياً فإنه لا يأكل ويظل جائعاً. والعقاب يأوي إلى الجبال أو الصحارى أو الفياض، وتبيض أنثاه ثلاث بيضات في الغالب، وتحضنها ثلاثين يوماً. وهي أشد الجوارح حرارة، وأقواها حركة، وأيبسها مزاجاً، وهي خفيفة الجناح سريعة الطيران، يقول الدميري صاحب كتاب حياة الحيوان: تتغذى العقاب بالعراق وتتعشى باليمن من سرعة طيرانها، وريشها الذي عليها، فروتها في الشتاء وحليتها في الصيف. ويقول التوحيدي: ومن عجيب ما ألهمته أنها إذا اشتكت أكبادها أكلت أكباد الأرانب والثعالب فتبرأ، وهي تأكل الحيات إلا رؤوسها، والطيور إلا قلوبها.
ومن شأن العقاب أن جناحها لا يزال يخفق، قال عمرو بن حزام: لقد تركت عفراء قلبي كأنه=جناح عقاب دائم الخفقان وذكر المعبر عبد العني النابلسي، رحمه الله تعالى، في تعطير الأنام: العقاب في المنام هو رجل قوي صاحب سلطنة وبطش شديد، مهيب صاحب حرب، لا يأمنه قريب ولا بعيد، فإن وقع العقاب على سطح دار رجل أو رآه في عرصتها فإنه ملك الموت. ومن رأى أنه يقاتل عقاباً فإنه ينازعه سلطان أو ذو سلطان. ويدل العقاب لمن هو في الحرب على النصر والظفر بالأعداء؛ لأنها كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم، وربما دلت على المال الكثير والحرب لما يتخذ من رياشه للسهام.
لقد تبنى حـزب التحرير في كتبه، وذلك تأسياً بما كان عليه الرسول ، أنه: «يكون للدولة ألوية ورايات، وذلك استنباطاً مما كان في الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها رسول الله في المدينة المنورة…». «واللواء أبيض، ومكتوب عليه لا إله إلا الله بخط أسود، وهو يعقد لأمير الجيش أو قائد الجيش، ويكون علامة على محله، ويدور مع هذا المحل حيث دار. ودليل عقد اللواء لأمير الجيش (أن النبي دخل مكة يوم الفتح ولواؤه أبيض) رواه ابن ماجة من طريق جابر». والراية سوداء، ومكتوب عليها لا إله إلا الله بخط أبيض، وهي تكون مع قواد الجيش (الكتائب، السرايا، وحدات الجيش الأخرى). والدليل أن الرسول ، وقد كان قائد الجيش في خيبر، قال: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فأعطاها علياً» متفق عليه.
2005-08-03