اليهود أدمنوا على المجازر، والحكام على الخذلان، والمسلمون على التظاهر
2006/09/01م
المقالات
1,509 زيارة
اليهود أدمنوا على المجازر، والحكام على الخذلان، والمسلمون على التظاهر
بعد كل مجزرة يرتكبها جيش الغدر اليهودي ضد النساء والأطفال المسلمين تعلو أصوات تقول: أين العرب؟ وهذا السؤال تكرر قوله في فلسطين والعراق ولبنان لعدة سنوات وفي عدة مناسبات، وكان الأصح التساؤل: أين المعتصم؟ لأن تعليق الآمال على الحكام سقط قبل سقوط فلسطين عام 1948م ولا يزال بعض البسطاء يراهنون على الأموات.
إن السؤال: أين العرب؟ هو سؤال خاطئ من زاوية أخرى بسبب عدم شمول السؤال الشطر الآخر من الأمة الإسلامية وهو: العجم، أو غير العجم، فهم مسؤولون أيضاً أمام الله وأمام الأمة، وينبغي القول: أين المسلمون؟ وليس أين العرب؟ فلماذا يتم تبرئة حكام تركيا وإيران وباكستان مثلاً من خيانة أمتهم في العراق ولبنان وفلسطين.
لقد انتقل بعض حكام العرب من مرحلة الاستنكار والشجب إلى مرحلة متقدمة أخرى وهي إرسال طائرات محملة بالمساعدات ومستشفيات الميدان، وفي ذلك قمة الخداع والتضليل للناس؛ لأن المسألة ليست بهذه البساطة، فحينما يستهدف جزء من البلاد الإسلامية بعدوان يهلك الحرث والنسل لا يُردُّ عليه بالأدوية والطعام ولم يحصل مثل هذا الخداع طيلة التاريخ الإسلامي الناصع.
حكامكم أدمنوا الذل والخذلان والصمت والعمالة ولم يعد لديهم أي شعور بالمسؤولية تجاه الناس، وتغييرهم هو العلاج الوحيد طال الزمن أو قصُر، فلماذا المكابرة والهروب من الدواء الوحيد الصحيح، ومن يأتمنهم على الأموال والأرواح هو كمن يأتمن الذئب على الغنم.
أما عامة الناس فقد أدمنوا على التظاهر، وحرق الأعلام، وحمل اليافطات، منذ وعد بلفور المشؤوم تظاهروا عند سقوط فلسطين، وحرب حزيران، والعدوان الثلاثي، واجتياح لبنان عام 1982م، وانتفاضة فلسطين، وسقوط بغداد، واحتلال أفغانستان، وكل ما رافق ذلك من مجازر، حتى إن مسؤولاً لتنظيم إسلامي كبير ظهر مؤخراً على الشاشة الصغيرة يتباكى على منع النظام الحاكم لتنظيمه من تسيير مظاهرة مليونية!
هل المظاهرة هي الحل في مثل هذه الظروف المصيرية؟!
2006-09-01