مؤتمرات مشبوهة
1992/02/27م
المقالات
1,407 زيارة
منن أجل أن يقوم نظام ما بتلميع صورته في أذهان الناس يلجأ لأساليب عديدة ومن ذلك ما يقوم به النظام الليبي من خلال ما يسمى «جمعية الدعوة الإسلامية» و«القيادة العالمية الإسلامية» حيث تقوم هذه المؤسسات بعقد مؤتمرات «إسلامية» وللأسف فإن كثيراً من قيادات العمل الإسلامي قبل لنفسه أن يذهب ويحضر هذه المؤتمرات ويصلى خلف العقيد القائد، ليقوم من ثبت كفره بإنكاره السنة. وغير ذلك من الكفريات ببث إمامة العقيد لعلماء الأمة وقادة الحركات حيّاً وعرضه أمام ألوف الشباب الإسلامي المعتقل في زنازين العقيد قائلاً لهم: «كيف تكفرونني وها أنا إمام السنة والشيعة وعلمائكم وزعمائكم؛ وكان الأولى بمن هو أمثال د. عمر عبد الرحمن والشيخ راشد الغنوشي أن يترفعا عن هذه المؤتمرات التي شكا منها الشباب المسلم في السجون الليبية، ونشرت مجلة «المسلم» الصادرة عن الجماعة الإسلامية الليبية (عدد 27 أغسطس/ سبتمر/ 1991) صورة من إحدى الرسائل التي تم تسريبها من أحد السجون.
إن دور هذه المؤسسات خطير فالدكتور محمد الشريف أمين جمعية الدعوة هي الذي قام بزيارة لبريطانيا ورتب له أحد رجال الأعمال الباكستانيين المسلمين لقاء مع أحد رجال البرلمان البريطاني ثم كانت ترتيبات الاتصالات البريطانية الليبية الأخيرة. لذا على الأمة بشكل عام وعلى قادة الفكر والعلماء أن يدركوا هذا وأن يدركوا أن هذه المؤتمرات لا يستفيد منها بالأصل إلا الذي دعا إليها. إن قراراتها مهما عظمت إن هي إلا حبر على ورق. ولم يلجأ هؤلاء الحكام إلى مثل هذه المؤتمرات إلا لأهداف خاصة بهم ولم يتعود قادة العمل الإسلامية حضور مثل هذه المؤتمرات ووعد على صفحات مجلة «المسلم» وعاهد بألاّ يحضر بعد اليوم مؤتمراً من هذه المؤتمرات التي هي بالأصل «جوقة للتطبيل والتزمير لحاكم صغير يزعم أنه فخر الدنيا والآخرة» حسب قول «أبو أيمن» في المجلة المذكورة □
1992-02-27