مسؤول أميركي سابق: محمد بن سلمان بمثابة كمال أتاتورك للسعودية!
2018/03/20م
المقالات
8,560 زيارة
مسؤول أميركي سابق: محمد بن سلمان بمثابة كمال أتاتورك للسعودية!
دعا دينيس روس، كبير مستشاري البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان واشنطن إلى مساندة “ثورة” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرًا إلى أن ابن سلمان أكثر شبهًا بأتاتورك. ووصف هذا الخبير الذي كان له دور في صناعة القرار في بلاده، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عامًا بأنه أصبح “القوة المحركة للتغيير في المملكة”. ولفت روس إلى أن جهود ابن سلمان “في تحويل المجتمع السعودي ترقى إلى ثورة تبدأ من الأعلى”، رافضًا مقارنته بشاه إيران “الذي اعتقد أن بإمكانه أن يُضفي الطابع الغربي على بلاده من دون تحديث جذورها الاجتماعية والدينية… مفضلًا تشبيهه بمؤسس تركيا الحديثة أتاتورك.
ورصد هذا الخبير الأميركي أن “الأمير محمد بن سلمان لا يسعى إلى إضفاء الصبغة العلمانية على المملكة العربية السعودية. فعلى حد تعبيره، يحاول (إعادة) الإسلام إلى طبيعته الحقيقية، وإبعاده عن أولئك الذين سعوا إلى نشر إيمان صارم وغير متسامح أدى إلى إضفاء طابع الشرعية على العنف ضد غير المؤمنين جميعًا”.
ولفت روس إلى أن “حملة التغيير في المملكة العربية السعودية أكثر مصداقية لأنها محلية، وليس ردة فعل على ضغوط خارجية. ويعود الفضل في كل ذلك النجاح إلى فهم المسؤولين السعوديين بأن المملكة لا تستطيع الحفاظ على الحوكمة القائمة على الحد الأدنى المشترك بين جميع فصائل العائلة المالكة، والموافقة على رجال الدين الوهابيين، والإبقاء على اقتصاد يعتمد بشكل حصري تقريبًا على النفط للحصول على العائدات، والحفاظ على واقع اعتماد%80 من العوائل السعودية على الحكومة”.
وأوضح الخبير في هذا السياق أن “محمد بن سلمان ووالده الملك سلمان بن عبد العزيز يفهمان هذا الأمر. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن ولي العهد، الذي أنشأ (مؤسسة مسك) لرعاية وتشجيع التعلم والمجتمع القائم على المعرفة قبل أن يعتلي السلطة، قد نجح في قراءة مزاج الشباب السعودي، ولاحظ استعدادًا للتغيير. ورأى، على ما أعتقد، الإمكانيات التي يمكن استخلاصها حتى عندما أدرك الخطر في إدامة الوضع الراهن”.
ورأى أن التحول الجذري الذي تشهده السعودية كان يمكن أن يتصدر عناوين الأخبار في الشرق الأوسط لولا ما تشهده المنطقة من اضطرابات وصراعات تستنزفها.
وطالب روس أن تنتهز الفرصة وتكون صادقة مع ولي العهد السعودي؛ لأن واشنطن لها “مصلحة كبيرة في نجاح الأمير محمد بن سلمان”.
واقترح في هذا السياق أن “السماح للمزيد من الطلاب السعوديين بالمجيء والبقاء للتدرب ما بعد الدراسات العليا سيكون لهما تأثير واضح في المملكة. وفي الوقت نفسه، على الأمير محمد بن سلمان أن يسمع أيضًا أنّ اعتقال المدوّنين أو الصحفيين الذين ينتقدون البلاط الملكي لن يخلق الأجواء التي تعزّز الابتكار والإبداع الحقيقيين، إنما سيكون لذلك أثر سلبي على قطاع التكنولوجيا المتقدمة بالولايات المتحدة الذي يسعى ولي العهد إلى الاستثمار فيه والتعاون معه”.
وبشأن مكافحة الفساد التي يقودها محمد بن سلمان في المملكة، أقر الخبير الأميركي بوجود مزايا لهذه الحملة “شريطة أن تكون شفافة، ويُنظر إليها على أنها تعزز سيادة القانون التي يمكن لجميع المستثمرين الأجانب الاعتماد عليها”.
نصح روس بلاده أيضًا بأن تتجنب “المفاجآت، وأن تفعل المزيد لتنسيق المقاربات”، مطالبًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن يجد “قناة سياسة رفيعة المستوى للتفكير معًا في تداعيات القرارات الحساسة قبل اتخاذها”.
وضرب الخبير أمثلة في هذا السياق قائلًا: “لو ناقشت إدارة ترامب مع السعوديين موضوع القدس قبل شهرين من إعلانها عنه، لربما كانت قد شكّلت إطار قرارها بطريقة أقل إخلالاً بجهود السلام الخاصة بها. وبالمثل، فيما يتعلق بقضايا اليمن وقطر ولبنان، لو ناقش السعوديون خياراتهم مع الولايات المتحدة أولًا، لربما كانت واشنطن قد عملت على تقسيم الأدوار بصورة أكثر فعالية لتحقيق الأهداف المشتركة للولايات المتحدة والسعودية”.
الوعي: واضح أن هناك استراتيجية غربية، تتزعمها أميركا تحت مسمى “الحرب على الإرهاب” قائمة على القضاء على الإسلام السياسي، وما نراه من تغيُّر جذري في السعودية، يتشارك به الملك وابنه، جاء بعد تهديدات أميركية سابقة بأن أميركا تريد، في إطار سعيها لإيجاد شرق أوسط جديد، تغيير أنظمة الحكم في دول الخليج، من أنظمة ملكية أشبه بالقبلية المتأخرة إلى أنظمة حكم معاصرة، وتم تسريب كلام غير رسمي بتقسيم السعودية بالذات، فسلمان الذي حوَّل عمالة الحكم في السعودية من بريطانيا إلى أميركا، يبدو أنه يسير معها فيما تريده من تحويل بلاده إلى دولة عصرية، بعيدًا عن الإسلام، ويبدو أن أميركا نجحت في مسعاها هذا؛ وقد كان لاعتمادها على الفزاعة الإيرانية أثره الكبير في نجاح هذا المسعى.
يمكن القول إن هذا التحول السعودي يحمل خيرًا للمسلمين لجهة فضح هذه العائلة المالكة المتسترة بالإسلام منذ أوائل قيام الدولة السعودية، ومساهمتها في هدم دولة الخلافة بمساعدتهم لبريطانيا، وقد تناوب طيلة فترة حكم هذه الأسرة ملوك يتنقلون بعمالتهم من بريطانيا إلى أميركا وبالعكس، إلى أن جاء الملك سلمان وابنه، ليسيرا مع أميركا بهذا الشكل الفاقع المفضوح… وهو يحمل خيراً لجهة تخلِّيها عن المذهب الوهابي الذي استغلته أبشع استغلال لصالحها، والذي سار معها يخدمها جاهلاً بخفاياها. وهذا من بشائر التغيير لصالح إقامة الخلافة إن شاء الله تعالى. قال تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨٢ وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ ١٨٣﴾ [الأعراف].
2018-03-20