رياض الجنة
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
– كانت في النبي صلى الله عليه وسلم مداعبة، وذلك رأفةٌ منه لأمته، لكيلا يبلُغ بأحدٍ منهم التعظيمُ له، فلا ينظرُ إليه حذراً من المبالغة في التقديس فيقولون قولاً عظيماً، كما هو شأنُ النصارى في عبد الله عيسى بن مريم، وكان صلى الله عليه وسلم ليُسرُ الرجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة.
– و كان صلى الله عليه وسلم يُخاطب جلساءَه بما يناسب. فعن زيد بن ثابت ، قال : كنا إذا جلسنا إليه صلى الله عليه وسلم إنْ أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا ، وإنْ أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإنْ أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا.
– ولم يكن له صلى الله عليه وسلم خائنة الأعين، أي النظرة الخائنة إلى ما لا يحل، والغمز بالعين، والرمز باليد.
– وكان صلى الله عليه وسلم إذا لقي مسلماً بدأ بالمصافحة.
– وقال صلى الله عليه وسلم في أخلاق النبيين: «أكرم أخلاق النبيين والصديقين: البشاشة إذا تراءَوا ، والمصافحةُ إذا تلاقوا»
– ومن سنته صلى الله عليه وسلم أنك إذا حدثْتَ قوماً، أن لا تُقبلَ على رجلٍ واحدٍ من جلسائك، ولكن اجعلْ لكلٍ منهم نصيباً.
– وفي دقة أمانته صلى الله عليه وسلم ، نقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤدي الخيط و المخيط، يرجعها إلى أصحابها ولو كانت خيطاً أو إبرةً، ولا يتهاونُ في ذلك .
– وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الضيف أكل معه، ولم يرفع يده من الخوان (السفرة) حتى يرفع الضيف يده، أي لا يمتنع عن الطعام وضيفه يأكل لوحده لئلا يستوحش أو يخجل أو يكفَّ وهو لم يشبع بعد.
– وكان النبي صلى الله عليه وسلم يناظر اليهود والمشركين إذا عاندوه، ويدحض أقوالهم فعل ذلك مراراً كثيرة.
– وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئاً، فإذا أراد أن يفعله قال: نعم. وإذا أراد أن لا يفعل سكت، ولا يقول لشيء لا.
– وكان أصحابه صلى الله عليه وسلم إذا أتَوا إليه جلسوا حلقةً، بشكل دائرة كالعقد، ويكمل واحدهم الآخر.
– وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر إلى ما يستحسن من الدنيا حتى لا يؤخذ به أو يستغرق فيه .
– وكان صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أمرٌ فزع إلى الصلاة، أي لجأ إليها، و كان يحب الخلوة بنفسه للذكر والتفكر والتأمل ومراجعة أمره.q