أصدر الناطق الرسمي لحزب التحرير في الأردن بياناً صحفياً بتاريخ 09/10/90 حول مذبحة المسجد الأقصى جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
غطت الدماء مسافة المائتي متر الفاصلة بين قبة لصخرة والمسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين الشريفين. هكذا نقلت وكالات الأنباء جزءاً من صورة المذبحة التي اقترفها اليهود في المسجد الأقصى ضد المسلمين المرابطين هناك.
وقبل تسعمائة سنة عندما احتل الصليبيون القدس نقل المؤرخون أنهم كانوا يخوضون في الدماء التي سفكوها. ما أشبه اليوم بالبارحة! تحدث هذه المذبحة في المسجد الأقصى في الوقت الذي يعسكر فيه الصليبيون الجدد في الجزيرة والخليج! إننا نعلن ما يلي:
1- إن الوقت الذي كان فيه اليهود يقترفون جرائمهم دون أن يحسبوا حساباً للانتقام، أو لعقوبة تحلّ بهم من قِبَل أي حاكم في بلاد المسلمين سوى الشجب والاستنكار، سنجعلهم يدركون أن هذا الوقت قد انتهى، وأن الحكام الذين يعطلون الجهاد سيزولون بأقرب مما تتوقع عصابات اليهود، وأن دولة الخلافة ستخلصهم، وستقلع جذور اليهود من فلسطين، وستشربهم ضربات تنسيهم وساوس الشيطان، مطبقة فيهم حكم الله ورسوله ]قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ @ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ[، ]وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ[، ]فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ[. واليهود قد خبروا ضربات الإسلام عندما حلّت بأجدادهم من قبل بسبب فسادهم وإفسادهم.
2- إن من عنده شيء من حياء، أو بقية إحساس من الحكام في بلاد المسلمين يجب أن تهزه هذه الصدمة العظيمة، فيقلع عن التفكير بالصلح والمفاوضات مع اليهود، أو البقاء مرتبطاً بالدول الكافرة المستعمرة، أو الشكوى لمجلس الأمن والأمم المتحدة، وأن يحرك الجيش، وعلى الفور ويجمع القادرين جنوداً فيه لقتال اليهود في فلسطين، قبل أن يخسر دنياه وآخرته، وذلك هو الخسران المبين، وإلا فإن الأمة التي تتوجه هذه الأيام بقوة نحو إسلامها لن تسكت بعد اليوم وهي ترى مَن ضرُبت عليهم الذلة والمسكنة ينتهكون مقدساتها، دون أن يحرك حاكم في بلاد المسلمين الجيش لقتالهم. وإذا تحركت هذه الأمة فلن نبقي على أي ممن حارب الله ورسوله كائناً من كان، ولن ينفعه حينها ندم أو توبة.
3- إن تزامن جرائم اليهود المتصاعدة في فلسطين مع الهجمة الصليبية الجديدة في الجزيرة والخليج يؤكد أن الكفر ملة واحدة في عدائه للإسلام والمسلمين وأنه ما لم تعلن المعركة كما هي دون تغليف أو تأويل معركة بين الإسلام والكفر، وما لم نعدّ لها ونبدأها على هذا الأساس فلن تحلّ مشكلة: لا القضاء على اليهود وإعادة فلسطين كاملة لديار المسلمين، ولا هزيمة الصليبيين الجدد في الجزيرة والخليج.
4- إن على أولئك الذين استعانوا بجيوش الدول الكافرة، وأولئك الذين أرسلوا جيوشهم لتقف صفاً بجانبها في مواجهة المسلمين، عليهم أن يكُفّوا عن ذلك، وأن يخرجوا جيوش الدول الكافرة من ارض الإسلام والمسلمين، وأن تتوجه جيوش المسلمين لقتال اليهود في فلسطين، ليراق الدم المسلم في قتال الكفر وأهله لتحقيق إحدى الحسنيين، وإن لم يفعلوا ذلك فلهم يوم يجعل الولدان شيبا، وليس في الآخرة فحسب، بل كذلك في الدنيا، يوم يكرم الله هذه الأمة بالنصر.
5- إن أولئك الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك باذلين المهج والأرواح في الدفاع عنه، هم بإذن الله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهم كذلك حجة على أولئك الحكام الذين يعطلّون الجهاد، وكذلك هم حجة على المحكومين الذين يصفقون لهؤلاء الحكام، وينافقون لهم. ولعلّ سقوطهم حول الأقصى يشد المؤمنين المخلصين للعمل سريعاً لتحقيق حكم الله، وإعلان الجهاد في سبيل الله لتختلط تكبيرات الجند في ساحة الأقصى مع تكبيرات المؤذنين للصلاة شكراً لله على نصره العظيم. ]وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ @ بِنَصْرِ اللَّهِ[.
6- أما بالنسبة لليهود فليعلموا أن دولة الخلافة قائمة قريباً بإذن الله، وإن جرائمهم لن تُنسى وأن سجل مجازرهم لن يُمحى، وأن لنا ولهم يوماً نحن وهم بالغوه عندما يتحقق فينا وفيهم حديث رسول الله «تقاتلون اليهود ثم تسلطون عليهم حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله» وقد أزفت بشائر ذلك اليوم.
]وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ[