الحرب أنقذت شركات صنع الأسلحة الأميركية من الإفلاس
1991/02/08م
المقالات
2,217 زيارة
نورث غرينبوش (نيويورك) ـ أ ب ـ ما كان التوقيت سيكون أفضل. شركة «باكامور كوبار بيرينغز» التي تصنع أجهزة التصويب الدقيق لصواريخ «كروز» خرجت من حالة الإفلاس قبل يومين من الغارة الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق.
وقد تلقت الشركة النيويوركية التي ارتفعت أسهمها فجأة استفسارات من وزارة الدفاع الأميركية بشأن إمكانياتها الإنتاجية وهي تستعد لإعادة توظيف أربعين موظفاً صرفتهم أخيراً.
وقال أوغسطين سبيرازا المدير العام التنفيذي لشركة «باكامور كوبار» أنه «غ طال أمد هذه الحرب فإن شركتنا ستشهد نشاطاً ملموساً».
وعلى رغم أن الغموض لا يزال سائداً فإن عدداً من شركات صنع الأسلحة، الكبيرة منها والصغيرة، متفائل بأن أزمة الخليج يمكن أن تمده ببعض غنائم الحرب. ويتوقع منتجو القنابل والصواريخ والذخائر الأخرى أن ترتفع أرباحهم عندما يتلقون طلبات لتعويض ما استخدم في الحرب.
إلا أن المحللين ومتعهدي إنتاج الأسلحة يرون أن المكسب الأكبر قد يأتي من موافقة الكونغرس على إجراء دراسات وتطوير الأجهزة العسكرية المعتمدة على التكنولوجيا العالية خصوصاً أن صواريخ «باتريوت» و«توماهوك» وطائرة «ستيلث» أثبتت نجاحها في الحرب.
ويقول فيليب جاراميتو، الناطق بلسان شركة «مارتن مارييتا» أنه سواء بقيت نفقات الدفاع متدنية أو انخفضت فإن مزيداً من المال يحتمل أن يتدفق إلى قطاع التكنولوجيا العالية. ويضيف «سوف يكون هناك تشديد على التكنولوجيا العالية فأزمة الخليج أثبتت أن هذه المنتجات ذات التقنيات الرفيعة يمكنها أن تعمل في أوقات القتال».
وقد بدأت الشركات في أنحاء الولايات المتحدة الاستعداد لإنتاج زمن الحرب حالماً بدأ القتال في الخليج.
ويقول عدد من متعهدي صناعة الأسلحة أنهم لم يتلقوا طلبات بزيادة مستويات الإنتاج بصورة دراماتيكية بعد إلا أنه طلب منهم أن يسرعوا في تسليم الأسلحة التي جرى الاتفاق بشأنها.
ويقول بوب سكيلي الناطق بلسان شركة «تايلور ديفاسز انك» التي تنتج مكونات صواريخ «توماهوك» أن الشركة وضعت مصنعها «في حالة طوارئ لعملية عاصفة الصحراء».
ويقول تايلور أيضاً أن وزارة الدفاع اتصلت بالشركة في اليوم الذي بدأ فيه القتال طالبة منها أن تعمل تحت نظام الإنتاج في زمن الحرب الذي يعطي الأولوية القصوى للمنتجات المتعلقة بشؤون الدفاع.
وقال: «إنهم يحاولون أن يحافظوا على مستوى إمداداتهم لأنهم يستخدمون كميات كبيرة.
ورفضت وزارة الدفاع لأسباب أمنية التعليق على وضع مخزونات البلاد من الاعتدة العسكرية.
وتقول شركات أسلحة أن خزن الأسلحة الحثيث خلال الثمانينات أدى بالبلاد إلى اقتناء مخزونات ضخمة جداً من الأسلحة التي يجري استخدامها في الخليج الآن. ويقول البعض أن هذه هي الحرب الأولى في التاريخ التي تخاض بأسلحة مخزونة.
ومن المحتمل أن يحد الضغط لتقليم الميزانية الفيدرالية من الأثر البعيد المدى للأنفاق على الأسلحة. ويقول عدد من المحللين أنه بالرغم من النجاحات المبكرة المستخدمة في الخليج فإن الميزانية ستبقى مقيّدة.
إلا أن الاهتمام بالأسلحة ذات التقنية العالية وبترقية المستوى الإلكتروني للاعتدة المستخدمة حالياً قد يزداد على حد قول ليور برغمان المحلل في شركة «اوبنهايمر وشركاه» المالية في نيويورك. وهو يقول: «إن من المحتمل أن يشهد صاروخ باتريوت تغيّراً جذرياً في نظرة المعنيين بإنتاج الأنظمة ذات التقنية العالية إليه. إن من المحتمل أن توقع عقود تسلح بمثل هذه الأنواع من الأسلحة.
وقال جاراميتا أن الإلكترونيات المتطورة ستسمح للبنتاغون أن يحسن مستوى الأعتدة التي لديه بدلاً من شراء أعتدة جديدة.
وكانت الكلفة العالية لإنتاج «باتريوت» هددت بإلغاء إنتاجه بقرار من الكونغرس. ويباع الصاروخ الواحد بحوالي 600 ألف دولار في حين أن نظم الإطلاق الذي يستخدم الرادار يباع بـ 123 مليون دولار.
وقد طلبت السعودية أجهزة «باتريوت» إضافية ومصانع «رايثيون» تعمل على مدار الساعة.
وتعتقد شركة «ماكدونال دوغلاس» التي تنتج صاروخ «توماهوك» أن نجاح الصاروخ في الحرب سيدر طلبات أكبر ويساعد على إيجاد تمويل لمزيد من الأبحاث. ويباع صاروخ «توماهوك» الواحد بمليون دولار تقريباً¨
1991-02-08