فقدوا البوصلة، وفقدوا الاتجاهات الأربع، فقدوا التمييز بين ما هو أصلٌ وأصيل وما هو طارئ ودخيل، فالإسلام والمسلمون أصل، والكافر عدو لئيم دخيل، فالإسلام والمسلمون أصل، والكافر عدو لئيم دخيل، والأخوّة الإسلامية اصل، والتآخي مع الغرب الكافر حالة شاذة مخالفة للأصل، والعراق وفلسطين والأردن والجزائر أصل ومن أمة واحدة، وأميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل حالات طارئة ودخيلة وشاذة وعدوة وكافرة، ووحدة العالم الإسلامي أصل، وتمزيقها إلى دويلات ومنها الكويت وقطر والبحرين حالات شاذة، والأخ يُقاتَلُ دونه حتى الاستشهاد، أما العدو فيُضربُ بالسِّهام والنّبال وبالنّعال، والأخُ يُصبرُ على حَوْره وإن جَرَّعك العَلْقم، أما العدو فيُقاتَلُ ويُطرد وإن أعطاك البَلْسم، الأخ المعتدي هو جُرحٌ في الكفّ، أما العدو المستعان به فهو طعنة في الظهر.
أخوك ظهيرُك في حالك الأيام وإن جار، بينما عدوك هو صديق غَفْلَة وعدو غَفْلَة كالأفعى تماماً ليس لها صديق، وإنما صديقها فريستها.
لقد أضاعوا الطريق ومن أضاع الطريق أضاع كل شيء، فالعَلَمُ الأميركيُّ يُداس بالأقدام ولا يُقبّل بالشفاه يا جَهَلَة، فهو شعارُ كفر، بل رأس الكفر، والجنديُّ الأميركيُّ يُرمى بالرصاص والأقذار ولا يُرش بالعطور لأنه قاتل أخيكم، ولأنه مُحتل ومعتدٍ ومستعمر ومدنّس للبلاد المقدسة، فهو مهدور الدم والمال، وبوش نظير أبي جهل وأبي لهب، فهو ليس صلاح الدين. وميتران وميجور ليسا الحسن والحسين، والشيطان الأكبر لا زال كبيراً وهو على أبواب البصرة. لقد أسكرتهم رائحة النفط فنسوا القدس وثالث الحرمين، ونسوا شعار الزحف نحوها حتى النصر، ونسوا شعار: الموت لأميركا، وأصبحوا محايدين، فهل بين الكفر والإسلام حياد؟ وكيف أصبح بوش وفهد صديقين لكم وهما عدوا الأمس في الإذاعات وفي الشعارات؟ لن يطول الخداع، فحبلُ الكذب قصير، وهذا زمن الواعين، وليس الحساب بعيداً، فهذا جيل الصحوة يدق الأبواب،وليس أمرُ الله بعيداً (إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)¨