الرد: شكوى ومؤتمر
2018/02/07م
المقالات
1,651 زيارة
كلمة أخيرة:
الرد: شكوى ومؤتمر
عودونا على ردة الفعل لأنهم ليسوا من أصحاب الفعل، وكلما قامت دولة اليهود بعدوان، أو مجزرة، أو بناء مستوطنة، قاموا بدعوة مجلس الأمن للشكوى على اليهود، أو قاموا بدعوة وزراء خارجية الدول العربية لاجتماع طارئ بعدما فشلت الدعوة لمؤتمر قمة على مستوى الرؤساء والملوك. وفي بعض الأحيان تعرض المشكلة على المؤتمر الإسلامي، أو مؤتمر دول عدم الانحياز، أو منظمة الوحدة الإفريقية، وتأتي النتائج أمنيات وتوصيات.
قبل عام مضى قامت الدولة اليهودية بعدوان على لبنان أسماه بيريز (المعتدل) «عناقيد الغضب» وقُصِف مبنى للأمم المتحدة كان يُؤوي نساءً وأطفالاً فقُتل وجرح المئات بدمٍ بارد، وأُطلق على هذه المجزرة اسم «مجزرة قانا»، وماذا كان الرد عليها؟
كان الرد برقيات تعزية واستنكارات وخطب رنانة (لفضح العدو) وكأنه ينقصه الفضح بعد هذه السلسلة من المجازر التي بدأت منذ خمسين عاماً ولم تنته بعد.
يظن بعض العرب أن شغلهم في الرأي العام العالمي لتحويله نحو قضاياهم مهم وضروري، متجاهلين أن غالبية وسائل التأثير في الرأي العام موجهة ومسيَّسة ومسيَّرة من قبل أميركا وإسرائيل ومن يتعاطف معها وهذا مثال على ذلك:
يوم حصلت مجزرة قانا في جنوب لبنان قامت شبكةCNN الأميركية بذكر الخبر بشكل موجز وعابر، ثم قامت ببث شريط سينمائي يصور ما قيل إنه اضطهاد من قبل النازيين الألمان لليهود، وذلك في محاولة للتغطية على جرائم اليهود في قانا وجنوب لبنان. ومن المعروف أن شبكة CNN حصلت على تأييد بعض العرب المعادين للعراق خلال تغطيتها لحرب الخليج وبدأت تبني لدى بعض العرب مصداقية مزيَّفة لا تستحقها لا هي ولا مثيلاتها. فهل استطاع هؤلاء المراهنون على الرأي التأثير فيه وصياغته كما يشتهون؟ وهل أفادت المراهنات على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمؤتمرات والخطابات؟□
2018-02-07