أرض الإسراء المعراج
1990/03/07م
المقالات
3,051 زيارة
تمرّ علينا الآن ذكرى مسرى محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
بماذا يشعر المسلم حين يتذكر ويتفكر في دلالات هذا الإسراء وما تحمل من معنى؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عارج إلى السماء يمرّ أولاً على القدس، قِبْلة المسلمين في صلاتهم قبل تحويلها شطر المسجد الحرام كانت إلى القدس.
وصف الله سبحانه في كتابه العزيز أرض القدس وما حولها بالمباركة تارة (بَارَكْنَا حَوْلَهُ)، وبالمقدسة تارة أخرى (ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ). وقد حملت القدس عبر التاريخ أسماء كثيرة، ولكن الاسم الذي فضله المسلمون هو بيت المقدس أو القدس، وهو المشتق من القداسة. في العُهْدَةِ العمرية اشترط عمر رضي الله عنه أن لا يقيم أحد من اليهود في أرض القدس.
المسجد الأقصى والقدس وفلسطين هي الآن تحت رجس اليهود: يقتلون، يكسّرون العظام، يعتقلون ويعذّبون، يمنعون التجول ويمنعون من المساجد، يحرقون المسجد الأقصى، يُهجّرون السكان وينسفون البيوت، وينشئون المستوطنات لليهود الجدد، ويعربدون كل يوم في بلاد المسلمين حولهم… كل ذلك وحكامنا وقادتنا يتهالكون لكسب اعترف اليهود والجلوس مع اليهود.
بماذا يشعر المسلم حين يرى ذلك ويتفكر فيه؟ بالألم؟ بالذل؟ بالحقارة؟…
اليهود، الجبناء، الحريصون على الحياة وعلى المال، القليلو العدد، المشردون في آفاق الدنيا، هؤلاء يغلبون أمة محمد، أمة القرآن، أمة الجهاد، الأمة العريقة العزيزة، الوفيرة العدد، الكثيرة الثروة، الواسعة الأرجاء! والله إنه لشيء عُجاب!
هل ننحي باللوم على حكام المسلمين وحدهم، أو أن اللوم يطال عامة المسلمين؟
غالباً ما يكون الحكام صورة عن المحكومين (كما تكونوا يُوَلَّ عليكم). ولولا أن تكون نفسية الشعوب الإسلامية ذليلة وحقيرة لما ارتضت بحكام يذيقونها الذل والحقارة.
واليوم يطل علينا شامير بنغمة إسرائيل الكبرى. وكيف لا يطمع وهو يرى قبالته أشباه الرجال ولا رجال. أو كما قالت تلك الفتاة:
ما كانت العذراء لتلقي خدرها لو أنّ في هذي الجموع رجالاً
الأمل اليوم مفقود من الحكام القادة لأنهم استمرأوا الذل وهانوا.
الأمل معقود على شباب الأمة الإسلامية، الذين تنبض فيهم حيوية المسلم وعزته، الذين يغضبون لكرامته ودينهم ومقدساتهم وقدسهم، الذين يندفعون للتغيير ولا يخافون في الله لومة لائم.
1990-03-07