ترقيع النظام الأردني
1990/02/07م
المقالات
2,123 زيارة
نشرت مجلة (الهداية) في عددها الأول (جمادى الأولى 1410هـ ـ كانون الأول 1989م) الكلمة التالية:
ترقيع النظام الأردني
احتل نبأ الانتخابات البرلمانية في الأردن موقعاً بارزاً في لوحة الأحداث العالمية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.
هذه الانتخابات التي أحرز فيها مُرشحو (الإخوان المسلمون) تقدماً كبيراً فالإحصائيات تشير إلى حصول التيار الإسلامي على 32 مقعداً نيابياً من أصل 80 مقعداً.
وقد أثارت هذه الظاهرة العديد من التساؤلات حول السر في إقدام الملك حسين على العودة للحياة البرلمانية الديمقراطية وعن السر في هذا النجاح الملموس لجماعة (الإخوان) المعروفة بعلاقتها الطيبة مع النظام الأردني ورموزه خصوصاً مع شقيق الملك وولي عهده (الأمير حسن) وعدم معارضتها للنظام، وقد ذكّرهم الملك حسين بفضله عليهم حينما قال: “لقد وفرت الحماية لهم حينما كان الآخرون يضطهدونهم!!…” وعبر على حوامده أحد المسؤولين الرئيسيين لجماعة (الإخوان) عن الخطوات التي تنوي الجماعة القيام بها فقال كلاماً عجيباً ومؤسفاً جاء فيه: “إن الإخوان المسلمين لا يريدون تغير النظام في المملكة!! وإنما نريد معاونته على إصلاح كثير من الأمور التربوية والأخلاقية والاقتصادية!!” وأضاف حوامده: “إن الإخوان سليجأون إلى الحوار والإقناع لأننا لا نؤمن بالعنف ولا بأي نوع من الاضطرابات ولا بالانقلابات العسكرية وسنقف سداً منيعاً ضد أي فتن طائفية أو إقليمية كما حدث في لبنان” وأضاف: “أن نواب الإخوان لن يطالبوا في البرلمان أن ترتدي الأردنيات الحجاب… ونؤيد الاختلاط المحتشم!! حيثما يقتضي العمل أو التعليم لا أن تصبح الأنثى سلعة معروضة للبيع”.
بعد هذا العرض الموجز، ألا يحق لنا أن نسأل عن الأساس الشرعي الذي استند إليه (الإخوان) في تعاطفهم وتعاونهم مع النظام الأردني العميل؟!! وعن الأساس الشرعي الذي استند إليه (علي حوامده) في كلامه الذي تقدم؟!! وهل يمكن أن يسمح طاغية الأردن (حسين) للإسلام أن يأخذ دوره في تنظيم شؤون الحكم والحياة في مملكته؟!! أم أنه يحاول استدراج (الإخوان) إلى اللعبة الانتخابية للمساهمة في تحقيق مهام ملحة تصب في صالح نظامه الكافر؟!! تساؤلات كثيرة يمكن طرحها في غمرة هذا الحدث الخطير.
وأخيراً فإننا نذكر (إخوان الأردن) بما حل لجماعتهم في السودان أيام جعفر نميري والصادق المهدي!! فهل يجوز للمؤمن أن يُلدغ من جُحْر واحد مرتين؟!! أو أكثر.
قال تعالى: ]وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ[ [هود:113].
1990-02-07