مؤتمر الأقليات المسلمة
1991/09/06م
المقالات
1,903 زيارة
بين 4 و6 من شهر آب الجاري انعقد في اسطنبول اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي، ويبلغ عدد دول هذه المنظمة 45 دولة.
وقد اقترحت السعودية على الوزراء أن يعقد مؤتمر في مكة لبحث شؤون الأقليات المسلمة في أنحاء العالم. ووافقوا على الاقتراح واستحسنوه.
سينعقد أولاً مؤتمر القمة الإسلامي في شهر كانون الأول (ديسمبر) القادم في دكار عاصمة السنغال، وفي أعقابه ينعقد في مكة مؤتمر الأقليات المسلمة.
الدكتور عبد الله نصيف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الذي يقوم بالإعداد لهذا المؤتمر قال: “الحاجة صارت ملحة الآن لعقد مؤتمر على المستوى الإسلامي العام بسبب التغيرات الدولية التي يشهدها العالم في إطار النظام العالمي الجديد خصوصاً أن هناك جاليات إسلامية في أوروبا وأميركا، وفي أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي والصين” وعن المسلمين في فلسطين قال: “وضعهم مأخوذ في الاعتبار خصوصاً المعاناة العقائدية”.
ونريد أن نقول للدكتور نصيف ولفريق الخبراء المسلمين الذين يحضّرون للمؤتمر:
1- الملك فهد حين طلب انعقاد مؤتمر الأقليات المسلمة في مكة المكرمة هل كان الطلب منه أو جاءه من بوش؟ علماً أن فهد لا يقطع خيط قطن دون توجيه أميركي.
2- تقولون: يأتي انعقاده في إطار النظام العالمي الجديد. والنظام العالمي الجديد يتخلص في تفرد أميركا في الهيمنة على العالم، وإحكام قبضتها كي لا يفلت العالم منها، وكي لا تبرز دول كبرى تنافسها. فهل تفكر أميركا بتسخير مسلمي الصين وروسيا وفرنسا وغيرها من الأقليات القوية في أوروبا والعالم، هل تفكر بتسخيرهم في أعمال معينة لخدمة أهدافها في إطار النظام العالمي الجديد؟
3- حين تقولون عن مسلمي فلسطين بأنهم أقلية تحت حكم اليهود يعانون عقائدياً. فهذا يعني أنكم سلّمتم باغتصاب اليهود للأرض وصرتم تفكرون بتخفيف معاناة المسلمين تحت حكم اليهود!
4- منظمة المؤتمر الإسلامي تضم 45 دولة أما رابطة العالم الإسلامي فهي تضم عدداً أكبر من الجمعيات. وجود عدد كبير من الجمعيات والأحزاب الإسلامية جائز شرعاً ما دامت تقوم على أساس الإسلام. أما وجود 45 دولة للمسلمين فهذا أمر حرام. المسلمون مهما تعددت اجتهاداتهم ومذاهبهم وأحزابهم وجمعياتهم هم أمة واحدة. ويجب أن تكون لهم دولة لها خليفة واحد يحكمها بشريعة واحدة هي التي قال عنها رسول الله r: «تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي». فقبل أن تبحثوا في شؤون الأقليات المسلمة ابحثوا في شؤون هذه الأكثريات التي مزقها الكفار إلى 45 دويلة من أجل أن يسهل عليهم حكمها على قاعدة (فرّقْ تَسُدْ).
5- نحن نعلم أن حكام هذه الدويلات الـ 45 هم عملاء للدول الكافرة، ونعلم أن القسم الأكبر من المسؤولين عن الجمعيات والأحزاب والمؤتمرات الإسلامية هم موظفون عند هؤلاء العملاء، ولذلك فنحن حين نخاطبهم يبقى أملنا ضعيفاً في استجابتهم لندائنا، ولكننا لا نقطع الأمل منهم. ولكن أملنا كبير يبقى في جماهير المسلمين وشباب المسلمين والسواد الأعظم من المسلمين، فهم يعرفون العملاء ويعرفون موظفي العملاء، ويعرفون أن خلاصهم هو بالعودة إلى شرع الله والحكم بما أنزل الله بإقامة الخلافة الإسلامية الراشدة.
1991-09-06