التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
1989/09/06م
المقالات
2,664 زيارة
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكور الليل والنهار، تذكرة لأولي القلوب والأبصار، نستهديه، ونتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله، البر الكريم الرؤوف الرحيم، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده رسوله، والداعي إلى دين قويم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وسائر الصالحين والحمد لله رب العالمين.
اخوتي وأخواتي المسلمين والمسلمات يسرني أن أبدأ كلامي عن صفة من صفات المؤمنين «التواضع» الذي نجده عند أناس قليلين، فعلى الإنسان أن لا يكون في قلبه تكبر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر» إن الأمة التي يكون في قلبها تكبر سيعاقبها الله لأن التكبر من أقبح الصفات في الإنسان. وأيضاً أن نرفق بكل مخلوق كان وأن نرفق ببعضنا البعض لقول الله تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ).
المقصود في هذه الآية الكريمة (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ) أي ألن جانبك من الرفق واللطف وقال تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمْ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوصى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحدٌ على أحد».
وقال تعالى: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). في هذه الآية الكريمة: يخاطب الله تعالى الإنسان الذي يمشي مشية تكبر (وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ).
فيجب علينا أن نتواضع كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله».
ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي: «العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن ينازعني في واحد منهما فقد عذبته».
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: «كُلْ بيمينك» قال: لا أستطيع، قال: «لا استطعت» ما منعه إلا الكِبر. قال: فما رفعها إلى فيه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً (تكبراً)».
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطهر قلوبنا ويملأها حباً له، وخشية منه، وتصديقاً به وعملاً بكتابه. والحمد الله رب العالمين.
أختكم في الإسلام ـ آمنة سلميان ـ البقاع.
1989-09-06