أخبار المسلمين في العالم
1989/07/06م
المقالات
1,941 زيارة
التجربة والخطأ في السياسة
خطيرة جداً هي سياسة التجربة والخطأ في ممارسة العمل السياسي، وذلك لأن نتائجها تتعلق بمصير الناس والبلدان، أي أن نتائجها تعتبر مصيرية، ولا يجوز فيها انتظار تجربة المجرِّب، هذا بشكل عام، أما من وجهة نظر الإسلام فالأمر أكثر خطورة لأنه يتعلق بأحكام شرعية لا يجوز مخالفتها لتمرير ما هو غير شرعي، بل يحرم تحكيم غير شرع الله في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الحياة، ولا يجوز أن يكون الإسلام موضع تجربة؛ إذا نجح في التطبيق نأخذ به وندع غيره وإذا لم ينجح يُترك ويؤخذ غيره، ولا يجوز في حق المسلم أن يكون غيرُ الإسلام محل تجربة أيضاً إذا نجح يأخذ به ويدع الإسلام جانباً، وإذا فشل يعود للإسلام وكأن شيئاً لم يكن، لأن المسلم لا خيار له في التنقل من حكم شرعي إلى حكم وضعي أو العكس، وكما هو حاله بالنسبة لأخذ الإسلام وترك غيره، فكذلك يجب أن يكون بالنسبة لطريقة أخذ الإسلام وتطبيقه فلا يجوز أن تكون طريقة إعادة الإسلام إلى الحياة موضع تجربة إذا نجحت اعتُمدت وإذا فشلت نُبذت وجُرّب غيرها، فالطريقة كما الفكرة هي من عند الله سبحانه وتعالى، والإسلام له طريقة واحدة في التطبيق والتنفيذ، وهي شرعية وليست وضعية، أي أنها وحي من الله. وهي طريق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكل اتباع لغير طريق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو اتباع للسبل التي تفرق بنا عن سبيله، فهل يعي هذا كل من راهن على زين العابدين بن علي أو على جعفر النميري أو الصادق المهدي (قبل خلعه) أو على ضياء الحق قبل موته أو على حسنى مبارك؟ إن الرهان عليهم هو ركون إلى الذين ظلموا، ويُخشى أن تمسّهم النار من جراء ركونهم هذا، فحينما يظن البعض أن المشاركة في عضوية مجلس النواب التونسي العلماني هي خطوة في طريق استئناف الحياة الإسلامية، أو أن المشاركة في عضوية مجلس الشورى المصري هي الطريقة لتطبيق الإسلام أو أن مشاركة النميري أو المهدي في بعض المهمات هي تطبيق للإسلام، أو أن ضياء الحق كان ينوي تطبيق الإسلام وانتظر ذلك منه بفارغ الصبر، أو أن مد اليد لأميركا للإطاحة بالنظام الأفغاني هي الطريق لعودة الإسلام للتطبيق، فإن جميع هذه الظنون هي محاولات للتجربة، وهي مراهنات في غير محلها الشرعي، وهي مضيعة للجهد والوقت، وهدر لطاقات الأمة بينما الأمراض تفتك بها وكلما طال الوقت ازداد الفتك. والوقت أثمن من أن يُهدر في تجربة الحكام الظَّلَمَة وانتظار صلاح أمرهم، أو انتظار أن يفرجوا عن الإسلام لكي يعود إلى السلطة والمجتمع، لأن قرار الإفراج هو بيد الدول الكبرى ومن المستحيل أن تسمح تلك الدول بعودة المارد إلى السلطة والمجتمع. فالخطورة تكمن في افتراض حسن النية في الحكام وانتظار وعودهم الخادعة فلقد جربوا مراراً وتكراراً. فإلامَ الانتظار إذن؟! وعلامَ الركون إلى الذين ظلموا؟! أما آن لهم أن يعوا الطريق الصحيح؟
روسيا خائفة من اضطرابات الجمهوريات المسلمة فيها
عبَّر غورباتشوف عن قلقه من خطورة ما قد ينجم عن تزايد الاضطرابات في الجمهوريات المسلمة التي اقتُطعت من الدولة الإسلامية العثمانية، لكن من الذي حرَّك المسلمين ضد بعضهم البعض في هذه الجمهوريات في دولة قمعية لم تكن تسمح لأي صوت أن يعلو بدون إذنها؟ وهل حقاً أنها اضطرابات عرقية كما يسمونها؟ ولماذا لم تتحرك العرقية قبل الآن؟ ومن الذي حرك الاضطرابات بين المسلمين والأرمن في العام الماضي؟ وهل فعلاً تعجز روسيا عن وضع حدٍّ لكل هذا؟
«لبنان لنا»
توزع في بيروت الشرقية كراسة صغيرة بعنوان «لبنان لنا» فيها توجيهات فكرية بصيغة تنبؤات. ومما جاء فيها:
– شخصية دينية كبيرة تستنجد بدولة أجنبية.
– لبناني موجود في الغرب يأتي على رأس أسطول كبير ويحط في جونية ويقصف السوريين في البقاع.
– يقسم لبنان.
– ينسحب الجيش السوري من لبنان.
– تنكفئ وتهجر جماعات عديدة لبنانية جديدة.
– يحكم لبنان الشخص الذي جاء على رأس الأسطول.
– يصبح لبنان مثل سويسرا. [عن جريدة النهار 01/07/1989].
الأسلحة من العراق إلى بيروت الشرقية
نقلت صحيفة (الواشنطن تايمز) عن تقرير للإدارة الأميركية أن عون تلقى صواريخ «فروغ» السوفياتية الصنع من دولة عربية.
وحذَّرت وزارة الخارجية الأميركية العراق من إرسال الأسلحة. وحذَّرت الأردن نقلها عبر أراضيه.
وفي 03/07/1989 أكد مصدر أردني أن كميات كبيرة من الأسلحة السوفياتية الصنع وصلت من العراق عبر الأردن إلى ميشال عون والقوات اللبنانية. وأن هذه الأسلحة: صواريخ (فروغ ـ 7) أرض ـ أرض مداها 70 كلم ودبابات (ت ـ 54) و(ت ـ 55) ونوعان من المدافع التي تجرها عربات وكميات ضخمة من الذخيرة. وقال بأن 1400 آلية أوقفت داخل منطقة منفصلة في العقبة.
وقال المصدر أن العراق كان يرسل هذه الأسلحة عبر السعودية. ولكن في الشهر الأخير بعد دخول الملك فهد في اللجنة الثلاثية أوقف الإرسال عبر السعودية. وكانت مصر قد رفضت الإرسال عبرها أعادت سفينة محملة أسلحة.
لم يبق إلا أن هذه الأسلحة تعبر بواسطة إسرائيل ما دامت مصر رفضت والسعودية أوقفت من مدة شهر. والأسلحة وصلت إلى عون والقوات اللبنانية قبل أسبوعين فقط.
وكان ميشال عون قد صرَّح أنه لم يبق لديه عنابر فارغة تتسع لمزيد من الأسلحة. والعراق أعلن استعداده توقيف شحن السلاح إلى عون بعد حصول التشبع.
مسلمون بلغاريا يُطردون من بلادهم
تحت سمع وبصر العالم أجمع بما فيه المليار مسلم حُكاماً ومحكومين يُطرد عشرات الآلاف من المسلمين من بلادهم بسبب تشبثهم بدينهم وعقيدتهم، ولم تصدر سوى بضع كلمات خجولة من البعض، بينما تضج وسائل الإعلام الغربية بكاءً على ما يسمونه (الديمقراطية) في الصين، أما ما حصل ولا زال يحصل في بلغاريا فقد تجاهله الجميع حتى من كانوا ينادون بشعارهم الزائف (حقوق الإنسان)، إن دولة كبلغاريا والتي تمارس حقدها الديني تحت ستار رقيق من الشيوعية، وتمارس عنصريتها بأبشع صورها ضد المسلمين ينبغي أن تقطع العلاقات معها ويطرد سفراؤها من العالم الإسلامي وتقاطع اقتصادياً على الأقل إن لم نقل إعلان العداء الكامل لها، لكن هذه الدويلات الكرتونية يصدق فيها قول الشاعر:
لقد أِسْمَعْتَ لو ناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي
رابيه يستفيد من إبعاد بلغاريا للأتراك
قال رابين لإذاعة إسرائيل: «سأنظر في جدية إلى انتقادات مجلس الأمن عندما يعالج طرد 60 ألف تركي من بلغاريا. بعد ذلك سأنظر باهتمام إلى ما يقولون عن طرد 8 من زعماء الانتفاضة».
كيف تتم الكذبة الديمقراطية
نشرت الصحف عناوين تقول «اكتسح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر انتخابات مجلس الشورى» ونَقَلَت الصحف عن زكي بدر وزير القمع أن أعضاء الحزب الوطني حصلوا على جميع المقاعد التي تحددت نتائجها وعددها 143 مقعداً، وأن انتخابات الإعادة لعشرة مرشحين ستجري لاحقاً لأنهم لم يحصلوا على نسبة 51 في المائة من الأصوات، وأن جميع مرشحي المعارضة لم يحصلوا على الأصوات التي تمكنهم من إعادة الانتخاب لذلك سيكون مؤكداً فوز العشرة نواب التابعين للحزب الحاكم وتكون صورة الانتخابات كالتالي:
فوز 143 مرشحاً للحزب الحاكم في انتخابات الإعادة.
فوز 10 مرشحين للحزب الحاكم في انتخابات الإعادة.
تعين 86 عضواً من قبل الرئيس مبارك.
فوز 19 عضواً بالتزكية (طبعاً من ضمن المحسوبين على النظام ممن يرضى عنهم ويرضون عنه).
فيكون المجموعة 258 عضواً هم جميع أعضاء مجلس الشورى، فلماذا إذن تهاجمون الديمقراطية والنظام الديمقراطي، وهكذا يكون الناس قد انتخبوا ممثليهم فلا داعي إذن لانتقاد النظام أو الشكوى من ظلمه أو عدم تبنيه للحكم بما أنزل الله.
العرب يطبِّعون العلاقات مع اليهود عن طريق مصر!!
بعد انفضاض مؤتمر الدار البيضاء والذي اتخذ قرارات فيها المزيد من التقارب مع اليهود وفيها عودة العرب لمصر كمب ديفيد قام بطرس غالي بزيارة لإسرائيل لاطلاعها على ما جرى في مؤتمر القمة العربي، وقد صرح بطرس لصحيفة الاتحاد الظبيانية بأنه سيسلِّم رسالة إلى رئيس وزراء إسرائيل من الرئيس المصري بشأن القمة العربية التي عُقدت في الدار البيضاء، وبهذا تصبح إسرائيل الغائب الحاضر في كل ما يصدر ويقرر عند العرب، ويثور تساؤل في هذا المجال هو: هل أن إبلاغ إسرائيل بالقرارات العربية السرية والعلنية هو إلزامي أم أنه اختياري.!.
1989-07-06