حديقة «الوعي»
1989/05/06م
المقالات
2,243 زيارة
من نور كتاب الله
(وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا * وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا )
سورة النساء
من هدي رسول الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر».
عن عمر رضي الله عنه: «هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومهما: يوم فطركم من صومكم، واليوم الذي تأكلون فيه من نسككم».
«دعـاء»
اللهم اكفنا السوء بما شِئْتَ وكيفَ شِئْتَ إنّك على ما تشاءُ قدير يا نِعمَ المولى ونعمَ النّصير. سبحانك لا نُحصي ثناء عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك، جلَّ وَجْهُكَ، وعزّ جاهُكَ، تفعلُ ما تشاءُ بقدرتِكَ، وتحكُمُ ما تريدُ بعزّتِك، اللهم اكفنا بحلالكَ عن حرامك، واغننا بفضلك عمّن سِواك، واحفظنا بما حفظتَ به الذكر وانصرنا بما نصرتَ به الرُّسُل، إنكَ على كل شيء قدير.
حـادثة
أخي المجاهد هاك حادثة حصلت مع أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه عبد الله بن رواحة، رضي الله عنه أحد الأمراء الثلاثة في غزوة مؤتة، فإنه بعد استشهاد صاحبيه، أخذ الراية، وتردد بعض الشيء أيقدم أم يحجم؟
والرسول مفزع، والخطب جسيم، فإن المسلمين خمسة آلاف، يواجهون مائتي ألف من الروم وحفائهم العرب.
ولكنه رضي الله عنه استجمع إيمانه، واستعرض أسباب تردد÷ فخشي أن يكون حب الدنيا، والركون إلى فيها من أزواج وأموال، هو سبب هذا التردد، فعزم على نفسه لتردن مورد صاحبيه، وكأنه خاطب نفسه قائلاً:
يا نفس مالك تترددين فيما أقدم عليه صاحباي؟
أتحبين العودة إلى النساء؟ نسائي كلهن طوالق، أترغبين في الاستمتاع بالأموال؟ أموالي كلها حبس في سبيل الله، أتتعلقين بالعودة إلى العبيد والإماء؟ عبيدي كلهم أحرار، ثم أنشد قائلاً:
أقسمت يا نفس لتنزلنه == لتنزلن أو لتكرهنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة == مالي أراكِ تكرهين الجنة
هل أنت إلا نطفة في شنة؟
يا نفس إن لم تقتلي تموتي == هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد أعطيت == إن تفعلي فعلهما هديت
وهكذا يتخلص ابن رواحة رضي الله عنه من كل ما يشده إلى الدنيا ويربطه بالأرض. ثم يقدم رضي الله عنه فيموت كما مات صاحباه.
1989-05-06