أخبار المسلمين في العالم
1989/05/06م
المقالات
2,237 زيارة
انتخابات على مدّ النَّظَر
إن ما جرى من انتخابات نيابية واستفتاءات رئاسية في أكثر من بلد إسلامي وغير إسلامي في الأسابيع والأشهر الماضية هو من الأمور التي تثير الاهتمام والاستفهام، فلماذا هذه الهجمة المتصاعدة نحو الانتخابات في عدة دول نذكر منها، العراق، تونس، الجزائر، السودان، تركيا، باكستان، الاتحاد السوفييتي وبعض الدول الدائرة في فلكه؟ ولماذا تجري الانتخابات في بعض هذه الدول للمرة الأولى مثل العراق والجزائر وتونس والاتحاد السوفييتي؟ وهل الأمر هو من قبيل المصادفة أم أن وراء الأكَمَةِ ما وراءها؟ ومن ناحية أخرى يبدوا أن (شامير اليهود) قد أصيب بعدوى الانتخابات بطرحه مقايضة ثورة الحجارة بالانتخابات كردّ على دعوى (مقايضة الأرض بالسلام) الخبيثة. وتسعى الأنظمة الممارسة للانتخابات المزوّرة الإيحاء بأن عهد الاستفراد بالسلطة قد ولّى سواء تمّ من قِبَل فرد واحد متسلط أو من قبل الحزب الواحد، أو العائلة الواحدة. ويعني ذلك أيضاً أن الدويلات القائمة في العالم الإسلامي بدأت تحاول استرضاء الغرب الرأسمالي وإقناعه بأنها أصبحت دولاً تستعير اللباس (الديمقراطي) لتستر به عريها، على الرغم مما في ذلك النظام من تناقض واضح مع الإسلام، لأنه نظام كفر، ويعني أيضاً أن الحكام المقبلين حديثاً على (اللعبة الديمقراطية) إنما يتوخون من عملهم هذا تضليل جماهير المسلمين المطالبين بالتغيير وذلك بإيهامهم بأن التغيير لا يكون إلا من خلال (اللعبة الديمقراطية) ومن خلال القنوات التي ترسمها الأنظمة، وأن كل محاولة للتغيير خارج هذا الإطار مرفوضة وغير قانونية وعقوبتها القتل أو الحبس أو النفي، وتعني أيضاً أن الأنظمة تريد إفهام الناس أن التخلي أن بعض المقاعد النيابية التي لا تتجاوز أصابع اليد لبعض المحسوبين على النظام هو كل ما يستطيع النظام تقديمه للمطالبين بالتغيير، وأن حصتهم في السلطة قد أخذوها عن طريق (نضالاتهم) كما حصل مع حركة الاتجاه الإسلامي في تونس، أو مع حركة الإخوان في مصر، وأن تحويل بعض الجماعات من صفوف المطالبين بالتغيير إلى صفوف (المعارضة) هو انتصار لتلك الجماعات، مع أن واقعه هو عكس ذلك تماماً، أي أنه انتصار للنظام وهزيمة كبرى للجماعات وللمسلمين، وتخدير طويل المفعول للمشاعر المتأججة التي أحرجت الأنظمة وزلزلت كياناتها.
أما انتخابات الاتحاد السوفيتي فهي تغيير حصل خارج العالم الإسلامي وهي دليل على فشل الشيوعية وتخبط النظام، فلم يجد أمامه سوى الرأسمالية لينسج على منوالها تحت تسمية هي (البيروسترويكا) وليس من المتوقع أن ينتقل غورباتشوف من الاشتراكية إلى النظام الإسلامي، لأسباب عديدة، تُرى لو كانت الدولة الإسلامية قائمة وتحتل مركز الدولة الأولى أين كان سيتجه النظام السوفييتي؟
المجابهات مستمرة مع النظام المصري
تناقلت الصحف مجابهة بالسلاح بين الشرطة ومتظاهرين في الفيوم جرح فيها مدير أمن الفيوم واعتقلت الشرطة العديد وعلى رأسهم الدكتور الشيخ عمر عبد الرحمن، وفي صلاة الجمعة التالية خرجت تظاهرة أخرى في القاهرة بعد الخروج من أحد المساجد مطالبة بالإطلاق سراح عمر عبد الرحمن، ورشقوا الشرطة بالحجارة.
القاهرة: اعتقال 1500 مسلم أصولي منذ حادث الفيوم
القاهرة ـ رويتر ـ نقلت مصادر في وزارة الداخلية المصرية عن الوزير اللواء زكي بد أن عدد المسلمين الأصوليين الذي اعتقلوا هذا الشهر ارتفع إلى 1500 شخص.
وقال أن هذه «الجماعات المتطرفة تغذي الصراع الديني في البلاد ويجب مواجهتها بالقوة. فالعنف سيقابل بالعنف».
وبدأت الاعتقالات على اثر اشتباكات في السابع من نيسان بين مسلمين أصوليين والشرطة في مدينة الفيوم. وصرح بدر الأسبوع الماضي أن ألف أصولي اعتقلوا.
الجبهة الإسلامية القومية والنظام السوداني
بعدما كان لها مقعد في الوزارة السودانية أصبحت الآن خارج الوزارة، وبدأت بمهاجمة الحكومة واتهمتها بالاستسلام للمتمردين بشأن مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية، ودعت المسلمين إلى حمل السلاح ضد المتمردين في جنوب السودان، وقالت الصحيفة الناطقة بلسان الجبهة أن تصويت البرلمان كان تزويراً وتحركاً سياسياً قذراً يبين أن الحكومة قد استسلمت للمتمردين وأن الصادق المهدي هو عدو الله.
الخميني يوافق على تعديل الدستور الإيراني
تم تعيين لجنة من عشرين شخصاً لمراجعة الدستور وتعديله وذلك بأمر من الخميني، وقال التلفزيون الإيراني بأن التعديل سوف يتناول بشكل خاص الفصل المتعلق بإدارة البلاد، الأمر الذي يؤدي إلى تركيز السلطات في يد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والجهاز القضائي، ومن المتوقع أن يؤدي هذا التعديل إلى تعزيز قبضة رفسنجاني على السلطة.
خامنئي والدستور الإيراني
في خطبة الجمعة اعتبر خامنئي أن الدستور الحال للبلاد «هو أصل كل مصائب المجتمع» الإيراني وأن من الضروري إصلاحه.
وأوضح أن موقعه في رئاسة السلطة التنفيذية طوال ثماني سنوات «مكنه أكثر من غيره من معرفة ثغرات دستور الجمهورية الإسلامية (…) إن هذه الثغرات تصيب كل طبقات المجتمع. من هنا تبرز ضرورة منح الدولة سلطة تنفيذية قوية ومركزية»، إذ «لا يمكن قيادة بلد في هذا الشكل بطريقة صحيحة وبقوة».
بوش ومبارك يتبادلان الأنخاب
قد يقال أن هذه ليست أنخاب خمر، ولكن من رأى حسني مبارك عبر أجهزة التلفزيون قال كم كان ذليلاً أمام «نظيره» بوش. فالمشكلة بحكامنا أنهم ليسوا فقط يوادون أعداء الله ورسوله والمؤمنين ويشاقون الله ورسوله والمؤمنين؛ بل يقومون بما هو أفظع وأعظم ألا وهو الحكم بغير ما أنزل الله.
تغييرات وردود فعل في إيران
عقب استقالة منتظري حصلت تطورات زادت الوضع الداخلي تفاقماً، حيث أشارت وسائل الإعلام أن نجل منتظري قد تمّ اعتقاله على يد قوات (الباسدران) الحرس الثوري، وأشار بيان (لمجاهدي الشعب) أنه «بأمر شخصي من الخميني اعتقلت قوات (الباسدران) هادي هاشمي صهر منتظري ورئيس مكتبه إضافة إلى زوجة منتظري نفسه وذلك بعدما هاجمت منزلهم»، وأشار البيان إلى أن المواجهات مستمرة وكذلك تطهير العناصر القريبة من منتظري وخصوصاً في نجف أباد مسقط رأس منتظري حيث نقلت الصحف أنه قامت مظاهرات احتجاج في تلك المدينة وسقط فيها قتلى وجرحى، أما مجاهدي الشعب فقد أشاروا إلى حظر التجول في المدينة وإلى اعتقالات طالبت المئات وإلى إحراق لمركز الحرس الثوري، وأن الاضطرابات امتدت إلى مدن يازدان شهر وأمير أباد ومدينة إمام.
اليهود يرتكبون مجازر جديدة
في أول صلاة جمعة من رمضان المبارك ارتكب اليهود مجزرة ضد المصلين في المسجد الأقصى وبعد مرور أسبوع ارتكبوا مجزرة أخرى في قرية (نحالين) حين قام المستوطنون بالتعاون مع حرس الحدود بمداهمة القرية وقت تناول المسلمين لطعام السحور فقاموا بجمع الشباب والفتيات وأطلقوا النار عليهم فقتل تسعة على الفور وجُرح العشرات، وهب سكان القرية المجاورة لنجدة المصابين ونقلهم إلى المستشفيات. أما بالنسبة للمسجد الأقصى فقد قام اليهود في صلاة الجمعة الثانية من رمضان بحشد أكبر عدد من الجيش والشرطة لقمع وإرهاب المصلين، واستعمال الطائرات المروحية لتحوم فوق رؤوسهم، ولك يكتف اليهود الجبناء بذلك بل حرموا بعض المسلمين من الدخول لحرم الأقصى لأداء الصلاة، وطالبوا من مصلين آخرين تسليم بطاقات الهوية عند الحواجز المؤدية للأقصى.
1989-05-06