صفحة من كتاب
1988/09/05م
المقالات
2,336 زيارة
الكتاب: المسيحية نشأتها وتطورها.
المؤلف: شارل جنيبر: أستاذ المسيحية ورئيس قسم الأديان ـ جامعة باريس.
المترجم: عبد الحليم محمود.
ورد في ص 30: ولد المسيح (ص) يهودياً ثم نشأ في بيئة يهودية استعار منها وحدها عناصر ثقافته الفكرية والدينية.
ص 37: وخلاصة القول أن عيسى (ص) بدعوته كان يجدد سلسلة أنبياء بني إسرائيل وقبله يوحنا المعمدان (يحيى ص) فقيامة بالدعوة ليس ظاهرة استثنائية.
تعليق: يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) [البقرة: 87]، ويقول: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ… @ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [الحديد 26 ـ 27].
ص 38: مملكة الله وشيكة: ترقبوا الانقلاب العظيم الذي يطهّر العالم من الظلم والشرع، توبوا إن أردتم أن تحتلوا مكاناً بين المختارين.
تعليق: الإنجيل كلمة تعني البشرى أو الأمل بواقع جديد. إذن فقد جاء عيسى (ص) ليبشر الناس بواقع يكون الحكم فيه والملك لأمةٍ تطيع الله وتأخذ الأوامر منه وتقضي على الظلم وتحيي العدل، ويطلب من معاصريه أن يتوبوا إلى الله لعل الله يجعلهم جزءاً من هذه الأمة الخيّرة القادمة التي تملك وتحكم بالعدل الذي أمر الله به. ويقول تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ) [آل عمران: 52].
ص 42: سعى الحاكم الروماني للتخلص من رجل فوضوي يبشر بقرب حلول مملكة الله أي بقرب نهاية السيطرة الرومانية.
تعليق: الدولة الإسلامية هي التي حقق الله بها هذه البشرى وأنهت السيطرة والاحتلال الروماني ليكون الحكم لله وحده.
ص44: يئس عيسى (ص) من إقناع الناس، وأسباب فشله واضحة للعيان فهو لم يتحدث للناس باللغة التي كانوا ينتظرونها: كان يدعو للتأمل وحب الغير والتواضع والإيمان بالله، بينما هو يترقبون دعوة للصراع المسلح وإعلاناً للجهاد الأكبر: يقول لهم: مهّدوا بالتوبة.
تعليق: كان الناس حسب تعليمات الأنبياء السابقين لعيسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام يبشرون بدولة تحكم الناس حسب أوامر الله، فظنوا أن عيسى هو المنتظر. فلما بيّن لهم أنه يمهّد للذي يأتي بعده ودعاهم للتوبة تمهيداً لمجيء مملكة الله لم يكونوا مهيئين لذلك فرضوا دعوته. يقول تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) أي مطيعون لله [آل عمران: 52].
ص 48: لم يأت عيسى (ص) بدين جديد، ولا حتى بأي طقس من العبادة جديد. أما أن تنسب إليه كنيسة تفتح الأرض جميعاً فهذا قول لا يقرّه واقع الأحوال ولن نتعدى الحق إن أضفنا أن ذلك تحريف لفكرته.
تعليق: الفتح يقال لنقل الناس من الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور. وهو فتح الأبواب لدخول النور، وهو تشبيه يراد منه كسر الحواجز. والحدود بين الدول التي تحوّل دون دخول الإسلام إليها عن طريق الجهاد، وهو ابتداء الكفار بالقتال لضم بلادهم إلى مملكة الله وحكمهم بالعدل، وعلى ذلك فالفتح غير الاحتلال الذي يسمى خطأ بالاستعمار الذي يقصد الاستغلال والربح والمكاسب الدنيوية المبنية على شهوة التسلط والابتزاز. يقول تعالى عن عيسى (ص): وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ @ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ… @ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) [48 ـ 50].
فعيسى جاء مصدقاً لما قبله، ورسالته إلى بني إسرائيل خاصة، وليحل لهم بعض المحرمات فيخفف بذلك عنهم.
ص53: كان الاثنا عشر يتمسكون بالتقاليد اليهودية وزيارة المعبد مما يدل على عدم اهتمام أستاذهم بالانفصال عن عقيدة إسرائيل.
ص55: اقتصر طموح الاثنى عشر على دفع الخراف الضالّة من بيت إسرائيل نحو طريق النجاة، وكانوا شديدي التعصب لأبناء جلدتهم من اليهود، وفاقوا في ذلك عيسى (ص) نفسه، وكانت فكرة تبشير الوثنيين بعيدة عن عقولهم، بل كان من المستحيل أن يتصوروا أن ينتشر الإنجيل بين رجال لم يؤمنوا بالعقيدة اليهودية من قبل.
تعليق: إذ كيف ينظر الوثنيون إلى مملكة الله القادمة على أنها بشرى وخير مفرح دون أن يؤمنوا بالله ورسوله أولاً.
ص 130: تعاليم المسيح ضد شعائر اليهود التي تزيد صرامتها عن المعقول، وكان عيسى (ص) يترقب حلول مملكة الله الوشيك، وكان عيسى (ص) يهودياً خاضعاً لشريعة بني إسرائيل. ولا نجد الحواريين فكروا بإنشاء كنيسة إذ ظلوا على إخلاصهم للدين اليهودي مؤمنين بأن المستقبل هو لمملكة الله وليس لكنيسة ما.
وجاء في إنجيل متى 5/17: (لا تظنوا أني جئت لأنقص الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقص بل لأكمل).
تعليق: الناموس هي التوراة، أي أن عيسى (ص) يصرح بأنه لم يأت لينقص التوراة وأخبار الأنبياء بل ليكمل مسيرة الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً.
متى 10/5: هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً: إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة.
التعليق: أي أنه رسول إلى بني إسرائيل خاصة وليس أممياً لجميع الأمم كما هو الحال بالنسبة لمحمد (ص). النبي الأمي. (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ). (قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) [الأعراف: 157].
متى 15/21: ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا، وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم، صرخت وقالت: ارحمني، ابنتي مجنونة فتقدم إليه التلاميذ وقالوا له اصرفها فإنها تصيح وراءنا، فقال: لم أرسل إلا لخراف بين إسرائيل الضالة، فسجدت له، فقال: ليس حسناً أن يؤخذ خبز النبيين ويطرح للكلاب.
تعليق: خبز النبيين: الهدى والكرامة يعطيهما الله للمؤمنين من عباده وليس أبناءه.
لوقا 22/51: أتظنون إني جئت لأعطي سلاماً على الأرض؟ كلاً أقول لكم بل انقساماً.
تعليق: يعني تقسيم الناس إلى مؤمنين وكفار.
لوقا 22/29: لتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر ـ مخاطباً الحواريين.
تعليق: أي أن كل واحد من الحواريين الاثنى عشر سيشهد على أحد أسباط إسرائيل الاثنى عشر يوم القيامة أنهم كفروا برسالة المسيح عليه الصلاة والسلام.
تعليق: أي أن الذي يصبر على ظلم واضطهاد الرومان يستمر على دعوة بني إسرائيل للحق الذي جاء به عيسى (ص) إلى النهاية ـ وهي ظهور الدولة الإسلامية مملكة الله القادمة ـ فسوف ينجو بالاهتداء لدين الإسلام ثم يحمل الدعوة الإسلامية في كل العالم بالجهاد المقدس ويشهد بذلك على جميع الأمم يوم القيامة أنه بلّغهم الحق (جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة: 143].
يوحنا 16/5: وأما الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني. ليس أحد منكم يسألني أين تمضي؟ لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم، لكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أطلق لأنه إن لم أطلق لا يأتيكم المعزِّي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم، ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية على برّ وعلى دينونة.
تعليق: إن إياب عيسى (ص) إلى ربه سبحانه خير للناس، لأن عجلة الزمن لا بد أن تدور فلا تحزنوا فخير لكم أن يذهب ليأتي محمد (ص) فتجدون فيه عزاء عن عيسى (ص) ومحمد (ص) سيأتي ليعاقب المذنب على الخطيئة والبر الدينونة. والعقوبات تحتاج لدولة فهو سيأتي بملك يسير على شرع الله، ألا وهو الخلافة.
يوحنا 16/12: إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك ـ الروح الحق ـ فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية.
تعليق: إن عيسى (ص) يعلم أموراً كثيرة لا يقولها، لأن الناس لا يستطيعون احتمالها في وقته. أما عندما يأتي محمد (ص) وهو روح الحق فهو يخبركم لأن الناس يكونون قد تهيأوا للرسالة الأخيرة من خلال تمهيدات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وسيخبركم محمد (ص) عن جميع الحق، أي أن رسالته تامة: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا) [المائدة: 3]. ولا يتكلم محمد (ص) من عنده بل يسمع الوحي ويقوله للناس: (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 4].
ص 39: لا يسمح لنا أي نص من النصوص الإنجيل بإطلاق تعبير ابن الله على عيسى (ص)، فتلك لغة لم يبدأ باستعمالها سوى المسيحيين الذين تأثروا بالثقافة اليونانية كبولس ومؤلف الإنجيل الرابع. والكلمة العبرية (عبد) كثيراً ما تترجم إلى اليونانية بكلمة (خادم) أو طفل، وتطور كلمة (طفل) إلى (ابن) ليس بالأمر العسير.
ص 47: لا نجد من الأدلة ما يسمح لنا بالقول أن عيسى (ص) كان يرى أن صلبه ضروري لإتمام رسالته. بل كل الأدلة تشير إلى أنه لم يدَّعِ شيئاً من هذا.
ص 49: وماذا يبقى لنا من عيسى إذن؟ لا شيء.
ثم تلاقى الحواريون في الجليل وظنوا أنهم رأوه هناك، ثم أيقنوا أنه بعث من بيت الأموات، وأساس بعثه على الأرجح رؤيا رآها بطرس.
تعليق: يقصد المؤلف إذا حذفنا ألوهية عيسى (ص) وأنه ابن الله ومسألة صلبه، لم يبق من ادعاءات النصارى في المسيح شيء.
ص51: إن كلمة السيد المسيح ـ كيريوس ـ المنسوبة لبطرس خطأ توحي بأن محررها يوناني الثقافة.
تعليق: كلمة السيد تعني الآمر وهي عكس عبد وهو المطيع الخاضع.
ص 52: وبسبب البعث تسربت الأسطورة الشرقية القديمة حول إله يموت ثم يبعث إلى ضمير المجتمعات المسيحية خصوصاً المتأثرة بالفكر اليوناني، فلم يلبث عيسى أن تحول بهذه الفكرة من مسيح يهودي وشخصية محلية لا أثر فيها للتراث اليوناني إلى عيسى المسيح السيد المنقذ ابن الله وخليفته على الأرض على حد تعبير بولس.
ص 45: لم تستطع عقيدة أصحاب عيسى (ص) أن تشيد صرحها في مهد اليهودية فانتقلت إلى اليونان.
ص 58: ذهب بعض المشركين إلى اعتناق اليهودية بعد ترجمة الشريعة إلى اليونانية.
تعليق: الشريعة: التوراة، وهذا كلام يناقض قول اليهود بخصوصية عرقهم.
ص59: وذهب اليهود إلى التشبع بالروح اليونانية، فهذا فليون يبرهن على عدم التعارض بين وحي موسى ونظريات أفلاطون وزينون.
ص 60: أخذ اليهود بعض الأفكار اليونانية مثل ازدواج الشخصية فلم يعودوا يعلقون أهمية لمصير الأجساد في الآخرة، وفكروا في مستقبل أرواحهم.
تعليق: وقد تسربت هذه الفكرة: قسمة الإنسان إلى روح وجسد إلى بعض المسلمين بعد ترجمة الكتب اليونانية وقال بها الفلاسفة وبعض المتكلمة.
ص 61: ولهذا كان الخطر كبيراً على العقيدة المسيحية البسيطة، خطر الانحراف والتطبع بالفكر اليوناني.
ص 69: ولد بولس في اليونان كمواطن روماني وراثة عن أبيه، وأيقن أنه أبصر المسيح في رؤيا وأن المسيح اختصّه بالتشريف الأعظم: أن يكون من الحواريين، وذلك خلال رحلته إلى دمشق. ولم يلتق بعيسى خلال حياته لذلك لم تكن تعاليمه مرتبطة بالذكريات كالاثني عشر.
ص 74: الاحتفال عند الوثنيين بموت الآلة: يتعذب الإله كالإنسان ثم يموت ليبعث من جدي ويمر الإنسان بالوحدة مع الله ليضمن مصير الإله نفسه أي الخلود.
تعليق: يدّعي بعض الكفار وبعض الصوفيّة كالحلاّج بتناسخ الأرواح وبتوحّدهم مع الله وأن الله هو الطبيعة نفسها، أي وحدة الوجود، وفي ذلك نفس الأفكار المشروحة هنا.
ص 77: إن كبار رجال الكنيسة من القديس بولس إلى القديس أوقسطين أي من القرن الأول إلى القرن الخامس لم يتجاهلوا هذا التشابه ـ بين طقوس وشعائر أديان المشركين وبين طقوس وشعائر التعميد والقربان عند المسيحيين.
ص 84: إن بولس اليهودي الدين، اليوناني المولد، الروماني الجنسية التي تحميه من الانزلاق إلى تعصب اليهود وتدعوه إلى العالمية، كان السبب ليرتفع بالأمل الذي ظهر بين طائفة اليهود إلى مرتبة الأديان السماوية، لذلك نستطيع وصف بولس بأنه منشئ المستقبل.
تعليق: أي أن المؤلف يعتقد أن بولس هو مؤسس المسيحية كدين يوناني وثني خلافاً للنصرانية وهي رسالة عيسى رسول الله (ص) إلى بني إسرائيل.
ص 90: صفة المسيحيين أطلق حينئذ لأول مرة على أعضاءها هذه الكنيسة من قبل المشركين.
تعليق: ويعنون بلفظة المسيحيين أي من يعبدون المسيح رباً والعياذ بالله، ويطلق علنيا هؤلاء الكفار محمديين ويعنون أننا نعبد محمداً وهي تهمة وسبّة لا يرضاها المسلمون، وقد قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 62]، فسماهم الله سبحانه نصارى وسمّاهم الكفار مسيحيين!
ص 91: إن موت عيسى عند الحواريين ليس تضحية تكفيرية، أما عند بولس فنعم، ولم يكن الاثنا عشر ليوافقوا على نعت عيسى بابن الله مكتفين بتعبير عبد الله.
ص 101: لم يتدرب بولس على التبشير بالمسيحية في القدس ولا على أيدي الحواريين الاثنى عشر ولم يعتبر نفسه تابعاً لهم وهو يقول:
ص 1-2: إن الإنجيل الذي بشر به ليس من الإنسان. فلم أتلقه ولم أتعلمه من إنسان. ولذلك يسهل علينا أن نذكر الحافز الذي دفع بأهل القدس إلى التحفظ بالنسبة لما ادعاه بولس من رسالة، ولم يجد في مجتمع الحواريين إلا الحذر والشك، ولولا برنابا لم يستطع حتى الاتصال بهذا المجتمع.
تعليق: برنابا هذا هو أحد الحواريين، وصاحب إنجيل لا يعترف به النصارى لأنه يدعوهم لاتباع محمد (ص) باسمه الصريح مع أنهم يأخذون بأناجيل يجهلون أشخاص مؤلفيها، وهي متى ومرقس ولوقا ويوحنا.
ص 132: كنيسة الله تعنى أنهم مهما تفرقوا في الأرض فسيظلون صفوة الله المختارة.
ص 140: التنافس والتآمر لله بين رجال الاكليروس ـ للحصول على الوظيفة ـ الرتبة الدينية.
التعليق: إن قساوستهم اتخذوا من الدين مطيّة للوصول إلى مطالب دنيوية وغرائز وشهوات.
ص 146: نرى من البداية أن الكنائس نظمت نفسها بإطارات دائمة ـ رجال دين.
ص 157: غالبية المسيحيين رفضت الاختيار بين الأمرين: التخلي عن التثليت والتسليم بالتوحيد أو العكس.
ص 158: ولاقى هذا التطور معارضة من الخلفاء المباشرين للاتباع الأول من أهل فلسطين ـ واتهمت الكنائس الهيلينية هؤلاء بفقر تفكيرهم، والحق يقال إنهم كانوا فئة من المتأخرين أرادوا في عناد أن يحتفظوا بمعتقدات عفى عليها الزمن وأصبحت لا تتفق مع البيئة اليونانية.
ص 161: لما تأخر الظهور تحولت الفكرة من انتظار مملكة الله القادمة إلى ضمان البعث يوم القيامة.
ص 190: ومع ذلك فالحقيقة الثابتة التي لا جدال فيها هي أن الكنيسة لم تتمكن من الانتصار خلال القرن الرابع إلا بفضل انهزام الإيمان الأول الذي يمكن أن نسميه إيمان الاثنى عشر.
ص 192: إن الدين الجديد لم يطوع العالم الروماني اليوناني لعقيدته وروحه، بل على العكس من ذلك نرى هذا العالم قد طوّعه لتقاليده وتطلعاته في جميع المجالات الفكرية والمادية، والكنيسة هي المسؤولة عن تلك النتيجة، فهي القوة المتحكمة في المسيحية والممثلة الوحيدة للمسيحيين التي وافقت على الحلول الوسط وقدمت التنازلات، وهي التي انتصرت في تلك الظروف لا المسيحية، وأصبحت الكنيسة جانباً من جوانب الدولة الرومانية.
تعليق: فإلى هؤلاء الضالين من نصارى تركوا دين المسيح (ص) إرضاءً لشهواتهم، وإلى المضبوعين بالثقافة اليونانية الرومانية العفنة التي غلبناها في عقر دارها بالسيف والقلم منذ ألف وأربعمائة عام، نتوجه بالدعوة ليتوبوا إلى الله، وينضموا إلينا في المطالبة بمملكة الله سبحانه بدل مملكة الشعب أو الديمقراطية أو البرلمان أو ما شابه ذلك من الحيل التي يحتالون بها على الناس ليخفوا وراء وجوههم الناعمة وابتساماتهم العريضة وجهاً أميركياً بشعاً كما يقول الفلم المشهور.
ونختتم بقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) [المائدة: 17]، وقوله: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا @ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) [النساء: 157 ـ 158]. وقوله: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ @ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [المائدة: 116 ـ 117].
وقوله: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ @ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ) [المائدة 28 ـ 83].
فليسمعوا إذن: (قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 64]. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق: 37].
صيدا ـ عبد الله أبو الهيجا
1988-09-05