الأنظمة العربية تقمع شعوبها وتفرض العلمانية وتحارب الإسلاميين
2017/11/17م
المقالات
12,910 زيارة
الأنظمة العربية تقمع شعوبها وتفرض العلمانية وتحارب الإسلاميين
تحدثت مجلة “إيكونوميست” البريطانية عن محاولة بعض الأنظمة العربية فرض الأجندة العلمانية على شعوبها، مشيرة إلى أن “هناك عددًا من القادة العرب مهتمون بخلق مجتمعات علمانية منفتحة، رغم أن إصلاحاتهم هذه لا تشمل المجال السياسي، فالإمارات العربية المتحدة خففت أولًا القيود الدينية والاجتماعية، في الوقت الذي قادت فيه حملة إقليمية ضد الحركات الإسلامية، وقام ولي العهد في أبو ظبي والحاكم الفعلي الشيخ محمد بن زايد، بالتزامن مع حربه للإسلاميين، ببناء الجامعات الغربية وقاعات الفن، وشجع النساء الإماراتيات على الخروج من العزلة الاجتماعية والانضمام للجيش، بمن فيهن ابنته، ورغم تبنيه التعددية، إلا أن القيود المشددة على المواطنة لا تزال موجودة”.
ويفيد التقرير بأن عبد الفتاح السيسي لم يحظر جماعة الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلامية في المنطقة فقط، بل انتقد “عدم تسامح” الأزهر، وهو أقدم جامعة في العالم الإسلامي، كما أغلق العديد من المساجد، ومنع المصريين من ذبح الأضاحي في بيوتهم أثناء العيد دون الحصول على رخصة، وحرم الشواطئ المخصصة للمحجبات، وحضر قداس الأقباط في الكنيسة، وعلق مسؤول مصري بحسب ما جاء في التقرير، قائلًا: “لقد أصبحنا مثل الأوروبيين”.
وتنوه المجلة إلى أن “أكثر التطورات المثيرة، وإن كانت في بدايتها، هي التحولات في الدولة المحافظة جدًا السعودية، حيث قام الأمير الشاب وولي العهد محمد بن سلمان بالحد من سلطة الشرطة الدينية، وعزل آلاف الأئمة، وأعلن عن مركز للاعتدال؛ من أجل تمحيص النصوص ورفض المزيف منها، وقد سمح للمرأة بقيادة السيارات إضافة إلى عزمه السماح لها بحضور المباريات في الملاعب الرياضية، كما شجعت الدولة النساء على دخول سوق العمل. ويريد الأمير الشاب بناء مدينة جديدة (نيوم)، التي صممت على ما يبدو لتشبه دبي، وفي الأفلام الترويجية ظهرت المرأة فيها بلا حجاب وتعج بالحفلات. فيما اعتبر ابن سلمان أن السعودية تعود للوضع الطبيعي الذي كانت عليه قبل الثورة الإيرانية”.
ويذهب تقرير الإيكونوميست إلى أن القادة العرب يتصرفون مثل مصطفى كمال أتاتورك، ديكتاتور تركيا في القرن العشرين، الذي ألغى الخلافة والشريعة، ومنع الزي التقليدي، في الوقت الذي كان يعزز فيه من تقوية سلطته، مشيرة إلى أنه من خلال رفع أجندة الحداثة، فإن الأمير محمد يقوم بتقليل قوة التحالف القديم، الذي أقامته عائلته منذ 250 عامًا مع شيوخ الوهابية، الذين فرضوا تفسيرًا محافظًا للإسلام، وبدوا كالذي يحكم البلاد إلى جانب العائلة. ويذكر التقرير أن الشيوخ الذين لم يدعموا الإصلاحات تعرضوا لتكميم الأفواه والسجن، كما تم اعتقال العشرات من الشخصيات العامة، بمن فيهم ليبراليون ممن انتقدوا سياسات الأمير، لافتًا إلى أن السيسي يقوم بتغذية النقد ضد الحركات الإسلامية، في الوقت الذي يمنع فيه حتى السخرية غير المباشرة لحكمه، كما قام بمنع مئات الصحف والمواقع على الإنترنت.
الوعي: إن كشف الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، لا سيما في مصر وممالك الخليج وإماراتها، عن وجهها العلماني القبيح وولائها السافر للغرب وحضارته ومصالحه، وعدائها الفاضح لشعوبها وللإسلام، يضع الأمة على المحك، ويلزمها باتخاذ موقف حاسم ضد هذه الأنظمة العدوانية المقززة، فتنقذ نفسها وبلادها ودينها. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25))
2017-11-17