بوليتكو: كيف أصبح ترامب رئيس حرب فجأة؟
نشرت مجلة “بوليتكو” الأميركية مقالًا لمحررها بليك هاونزهيل، يعلق فيه على التحوُّل في السياسة الأميركية المتعلقة بسوري. يقول الكاتب: “على مدار أسبوع دار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه دورة كاملة، من الإعلان عن إمكانية بقاء الديكتاتور القاتل في السلطة، إلى شن هجوم صاروخي ضد النظام، وبشكل محتمل التزام الولايات المتحدة في نزاع عسكري لم يتضح بعد مجاله وحجمه.
ويضيف هاونزهيل في مقاله، إن “التحول يسبب الدوار في الرأس من رجل اشتكى دائمًا خلال حملته الرئاسية من إنفاق تريليونات الدولارات، التي ضيعتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط على حروب لا مبرر لها، كما كان قد دعا سلفه باراك أوباما عام 2013م لئلا يقوم بهجوم عسكري (أحمق) ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه”. ويعلق الكاتب قائلًا إن “الرسائل من الإدارة الأميركية ظلت متناقضة، حيث تحدث وزير الخارجية ريكس تيلرسون عن عملية متدرجة، تقتضي أولًا هزيمة تنظيم الدولة، ومن ثم تحقيق الاستقرار في سوريا، والعمل بشكل جماعي مع شركائنا حول العالم في عملية ستؤدي إلى خروج الأسد، إلا أن مجلس الأمن القومي اجتمع فجأة ليقدم توصيات قرارات للرئيس، الذي اتصل من فلوريدا حيث أعلن قائلًا: “هذه الليلة أمرت بهجوم عسكري محدد على قاعدة جوية سورية انطلقت منها الهجمات الكيماوية”، وقال “إن الهجوم ضروري لمنع انتشار السلاح الكيماوي وتهديد الأمن القومي الأميركي”.
ويتساءل الكاتب عما استجد في الملف السوري؛ حيث قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي قبل أسبوع: “لم تعد أولويتنا الجلوس والتركيز على الإطاحة بالأسد”، فيما تحدث وزير الخارجية تيلرسون بلغة تشبه تلك التي يتحدث بها الروس عادة، قائلًا: “على المدى البعيد، فإن مصير الأسد يقرره الشعب السوري”، وقبل أشهر كان ترامب يؤكد أن تركيز الدبلوماسية الأميركية سيكون هزيمة تنظيم الدولة، وقال في مقابلة مع “رويترز”: “لو استمعت لهيلاري كلينتون، فستنتهي الأمور إلى حرب عالمية ثالثة”، وأضاف: “لم تعد تقاتل سوريا وحدها، فأنت تقاتل سوريا وروسيا وإيران، هل هذا صحيح؟ وروسيا هي دولة نووية، يعمل فيها السلاح النووي كمضاد للدول التي تتحدث”. فما الذي حدث؟
الوعي: أطلق الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت تعبير «المائة يوم الأولى» لفهم سياسات أي رئيس أميركي جديد؛ لأنه بحاجة لذلك الوقت ليكوِّن موقفًا واضحًا من القضايا والتحديات الرئيسية التي تجابه أميركا. فهل يأتي انقلاب ترامب على خطابه الشعبي والعفوي تجاه مجموعة من القضايا، كعلاقة أميركا بحلف الناتو وعلاقتها بأوروبا، وكذلك بمحميات دول الخليج، ثم تصعيده المفاجئ ضد روسيا وإيران و”بشار الحيوان” بحسب ما وصفه ترامب نفسه، هل جاء هذا الانقلاب في مواقفه لإدراكه ضرورة اعتماد سياسات الخداع والكذب التي سبقه إليها أسلافه كخيار استراتيجي لتمرير مشاريع أميركا في العالم، حيث يمثل التواطؤ مع روسيا وإيران والنظام السوري حجر الزاوية في السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة النفوذ الأوروبي، ولتفسيخ المسلمين، ولابتزاز دول الخليج وضمان استمرار عملية النهب لثروات المسلمين بذريعة التدخل لضمان أمن واستقرار المنطقة ومواجهة تحديات حلف الممانعة الكذوب!؟