ديفيد هيرست: هذا هو الإرث الحقيقي لباراك أوباما
2017/03/05م
المقالات
2,546 زيارة
ديفيد هيرست: هذا هو الإرث الحقيقي لباراك أوباما
قال الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست: إن الإرث الذي خلفه الرئيس الأميركي بعد 8 سنوات من حكمه للبيت الأبيض كان عبارة عن خداع في غاية القسوة. وقال هيرست في مقاله الذي نشره موقع «ميدل إيست آي» إن دونالد ترامب لا يعتبر أكبر كابوس في تاريخ أميركا فحسب، لكنه إفراز للأوضاع التي أوجدها أوباما، ومن قبله كلينتون وبلير وكاميرون.
ووصف هيرست ترامب بالسائق الذي تنتابه حالة هيجان أثناء القيادة، وخلال 48 ساعة فقط ستسقط مفاتيح أقوى عربة في العالم في حضنه، وسينطلق بها في أوعر الطرق على الإطلاق مثل الشرق الأوسط والاحتباس الحراري والعلاقة مع الصين. وأضاف: «الأدهى والأمرُّ أن ترامب لا يعرف أين يتجه بهذه العربة». ولفت إلى أنه «مع اقتراب موعد العرض الافتتاحي للرحلة بمسالكها الوعرة بدأ كثير من الناس بالنظر إلى مسيرة أوباما والتي هي عبارة عن مزيج من مشاعر الأسى والحنين»، متسائلًا: «لكن فيم الأسى وإلام الحنين؟».
وقال هيرست إن فترة أوباما كانت «مصدر قسوة لملايين البشر الذين سمحوا لأنفسهم بتعليق آمالهم وأحلامهم بها، وكان أوباما مصدر الخداع فيها بعدما بشر الناس بالأفضل بعد فترة حكم جورج بوش لثمانية أعوام». وأشار إلى أن وعود أوباما لم يضعها أحد في فمه، بل هو من قالها ووعد العالم الإسلامي بمرحلة جديدة حين خاطب المسلمين من وسط القاهرة، ووعد بوقف المستوطنات (الإسرائيلية) في الضفة الغربية. لكن الأيام كشفت أن أوباما لم يكن الفاعل بل كان المفعول به، وهو من طرأ عليه تحول حين واجه المتنمرين الإقليميين واختار التنحي جانبًا، والمراقبة في موقع غير مسبوق في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية».
ونبَّه هيرست إلى أنه كان لدى أوباما الأدوات الكافية لمنع كل من إيران وروسيا من التدخل في سوريا ولكنه لم يلجأ إلى استخدامها مطلقًا، في الوقت الذي تدخل فيه بفعالية لمنع الثوار من الحصول على الأسلحة التي كانوا بأمس الحاجة إليها لوقف البراميل المتفجرة من السقوط فوق رؤوس الناس في المستشفيات والأسواق والمدارس.
وخلص هيرست إلى أن أوباما كان الرئيس الذي انهالت عليه الأوسمة حتى قبل أن يبدأ عمله، لكنه لم يفلح بتاتًا في استحقاق ما كان يكال له من مديح. وأضاف، صحيح أنه كان أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة؛ إلا أنه كان غير ذي صلة بحياة الأميركيين السود، تماماً كما كانت أول رئيسة وزراء بريطانية غير ذات صلة بالإناث البريطانيات.
الوعي: إن أميركا هي دولة رأسمالية بامتياز. لذلك فإن القيم الأخلاقية والإنسانية والروحية في آخر اهتماماتها. ولا عبرة البتة في كون الرئيس أسود أو أبيض، أستاذًا في الجامعة أم خريج ملاهٍ ليلية. فسياسات الدول تحددها الرؤية السياسية التي تقوم عليها وليس لون الشخص أو مهنته؛ لذلك ارتكبت إدارة أوباما كل الفظائع (أو ساهمت فيها، أو غضت النظر عنها) في الشرق الأوسط وغيره، طالما أن ذلك يحقق مصالح أميركا ويؤمن نفوذها، غير عابئة بالتكلفة الباهظة في مصائر ملايين الأبرياء جراء سياسات قميئة رعناء.
2017-03-05