أَشَدُّ النَّاسِ بَـلَاءً النـَّبِيـُّونَ
ثـُـمَّ الصَّالِحُونَ (2)
– عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُرَدُّ دَعْوَةُ الْمَرِيضِ حَتَّى يَبْرَأَ».
– عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَتَبَسَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَ تَبَسَّمْتَ فَقَالَ: «عَجَبًا لِلْمُؤْمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السَّقَمِ، وَلَوْ كَانَ يَعْلَمُ مَا لَهُ فِي السَّقَمِ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ سَقِيمًا حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ». ثُمَّ تَبَسَّمَ ثَانِيَةً وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَ تَبَسَّمْتَ فَرَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ؟ قَالَ: «عَجِبْتُ مِنْ مَلَكَيْنِ نَزَلَا مِنَ السَّمَاءِ يَلْتَمِسَانِ عَبْدًا مُؤْمِنًا فِي مُصَلَّاهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فَلَمْ يَجِدَاهُ فِيهِ فَعَرَجَا إِلَى اللَّهِ فَقَالَا: يَا رَبِّ، عَبْدُكَ فُلَانٌ كُنَّا نَكْتُبُ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ كَذَا وَكَذَا فَوَجَدْنَاهُ قَدْ حَبَسْتَهُ فِي حِبَالِكَ فَلَمْ نَكْتُبْ لَهُ شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ، قَالَ اللَّهُ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي عَمَلَهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ وَلَا تُنْقِصُوا مِنْهُ شَيْئًا، فَعَلَيَّ أَجْرُ مَا حَبَسْتُهُ، وَلَهُ أَجْرُ مَا كَانَ يَعْمَلُ».
– عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ مَرِيضًا فَقَالَ: «مَا مِنْهُ عِرْقٌ إِلَّا وَهُوَ يَأْلَمُ مِنْهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ قَدْ أَتَاهُ آتٍ مِنْ رَبِّهِ فَبَشَّرَهُ أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ بَعْدَهُ عَذَابٌ». وَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ: أَجِدُنِي رَاغِبًا وَرَاهِبًا، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَجْمَعُهُمَا لِأَحَدٍ عِنْدَ هَذِهِ الْحَالِ إِلَّا أَعْطَاهُ مَا رَجَا وَأَمَّنَهُ مِمَّا يَخَافُ».
– سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى، سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى، مِرَارًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا».
– قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ، وَتَنَجُّزَ مَوْعُودِ اللَّهِ، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ، وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَدْخُلَ بَيْتَهُ».
– عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا ابْتَلَاهُمْ».
– حَدَّثَنَا خَوَّاتُ بْنُ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: مَرِضْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «صَحَّ جِسْمُكَ يَا خَوَّاتُ» قُلْتُ: وَجِسْمُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَصَحَّ. قَالَ: «أَوْفِ اللَّهَ بِمَا وَعَدْتَهُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَعَدْتُ اللَّهَ شَيْئًا قَالَ: «بَلَى مَا مِنْ مَرِيضٍ يَمْرَضُ إِلَّا وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِخَيْرٍ، فَفِ لِلَّهِ بِمَا وَعَدْتَهُ».
– عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا وَأَرَادَ أَنْ يُصَافِيَهُ صَبَّ عَلَيْهِ الْبَلَاءَ صَبًّا، وَثَجَّهُ عَلَيْهِ ثَجًّا، فَإِذَا دَعَا الْعَبْدُ قَالَ: يَا رَبَّاهُ قَالَ اللَّهُ: لَبَّيْكَ عَبْدِي، لَا تَسْأَلُنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ، إِمَّا أَنْ أُعَجِّلَهُ لَكَ، وَإِمَّا أَنْ أَدَّخِرَهُ لَكَ».
– عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: »عَجَبًا لِلْمُسْلِمِ إِذَا أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللَّهَ وَشَكَرَ، وَإِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ احْتَسَبَ وَصَبَرَ. إِنَّ الْمُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ».
– حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ: «إِنْ صَبَرْتِ فَلَكِ الْجَنَّةَ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكَ». قَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَلَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا.
– عَنْ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: »مَا أَصَابَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَكْبَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، حَتَّى ذَكَرَ الشَّوْكَةَ، إِلَّا لِإِحْدَى خَصْلَتَيْنِ: إِلَّا لِيَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الذُّنُوبِ ذَنْبًا لَمْ يَكُنْ لِيُغْفَرَ لَهُ إِلَّا بِمِثْلِ ذَلِكَ، أَوْ يَبْلُغَ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ كَرَامَةً لَمْ يَكُنْ لِيَبْلُغَهَا إِلَّا بِمِثْلِ ذَلِكَ».