لقاء راديو حزب التحرير / ولاية سوريا مع أحد المشرفين على مجلة الوعي
2016/08/29م
مواضيع متميزة, مواضيع متميزة
18,397 زيارة
لقاء راديو حزب التحرير / ولاية سوريا مع أحد المشرفين على مجلة الوعي
ذو القعدة 1437هـ – آب/أغسطس 2016م
1) بداية هل بإمكانكم أن تعطونا لمحة عامة عن مجلة الوعي، نشأتها، أهدافها، محتوياتها؟
في البداية، نقابلُ سرورَكم بمزيدِ سرورٍ منا على اللقاءِ بكم، ونحنُ نلتقي بكم ونلتقي معكم على الأهدافِ عينِها التي نقومُ عليها معاً، ويجمعنا فكرٌ وعملٌ وهمٌّ واحد. وفي الحقيقة، نحن وإياكم نكملُ بعضَنا بعضاً في العمل؛ لذلك نحن نشكركم على طلب اللقاء، ونتبادل الشعور بالسرور نفسه معكم.
أما بالنسبة إلى سؤالكم، فأنتم تعلمون أن حزب التحرير هو حزب سياسي يقوم على مبدأ الإسلام، وهو يسعى في مرحلة التفاعل التي يمر بها إلى القيام بالأعمال التي من شأنها أن تجعل الأمة تتبنى ما تبناهُ من أفكارٍ وأحكامٍ وآراءٍ شرعية، وتتبنى الهدفَ الذي وضعه لنفسه، وهذا يقتضي فيما يقتضيه، نشر ما تبناه الحزب بين المسلمين، ولما كان من أعمالِ الطريقةِ الشرعيةِ التي يسيرُ الحزبُ فيها، متأسيّاً بطريقةِ الرسول صلى الله عليه وسلم هي أعمالَ الثقافةِ الجماهيرية الجماعية. من هنا اقترحَ ثلةٌ من شبابِ الحزبِ الجامعيين في لبنانْ، سنة 1989م، على مسؤولِ الحزبِ هناك، وكان الأخ الكبير أبو محمود عبد الهادي فاعور، رحمه الله، أن يُصدروا مجلةً تعبّرُ عن رأيِ الحزبِ في مختلفِ القضايا المتصلةِ بعملِ الحزب، سواء في لبنان، أم في منطقةِ عملِهِ ككل، وقد جاءتِ الموافقةُ من الحزبِ آنذاك على المباشرة في هذا الاقتراح، وقدم المسؤولُ هناك التسهيلاتِ اللازمةَ له ورعاه.
2) ألم يكن في الحسبان أن الدولة اللبنانية لن تسمح بإصدار مجلة الوعي؟
كان الأخ الكبير أبو محمود عبد الهادي فاعور، رحمه الله، يقولُ ويرددُ دائماً: إن الشباب متحفزون دائماً إلى الأمام في العمل، وهم لم يعيشوا الظروفَ القاسيةَ جداً من ملاحقاتٍ واعتقالاتٍ وحالاتِ التضييقِ التي مر بها مَنْ قبلهم، لذلك هم لم يحملوا عُقدَها وتأثيراتِها السلبية؛ من أجل ذلك هم عندما يقترحونْ لا تكون حساباتُهم ولا تحسبّاتُهم الأمنيةُ كبيرة. من هذا المنطلق، كان رأي كثير من الشباب المسبق أن الدولة اللبنانية لن تسمح بإصدارها، وكان هو رحمه الله، مصرّاً على السير بهذا الاقتراح، رافضاً التوهمَ مردِّداً أنهم إذا أقفلوها فإننا نكون قد قمنا بما هو مطلوب منا شرعاً أن نقوم به؛ ورأى أن الاقتراح يستحق السير به، خاصة وأنها المجلة في حال أنشئت، ستكون لنا من أهم وسائل نشر الدعوة. فطلب من الشباب الذين أبدوا اندفاعاً شديداً في اتجاه إنشاء المجلة أن يقدموا علماً وخبراً إلى السلطات المختصة بإنشائها من قبل ثلة من الشباب الجامعي في لبنان، وحصلت على ترخيص من وزارة الإعلام سنة 1989 ولم يكن معلوماً لدى الدولة اللبنانية عندها أن هذه الثلة هي من شباب الحزب، فالحزب كان حينها محظوراً…
يمكن القول إن أبا محمود رحمه الله، كان عرَّاب المجلة والمشرفَ عليها والمسؤولَ الأولَ عنها، وبقي يديرها بنجاح طوال ستة عشر عاماً. وتحديداً من العدد الأول، حتى العدد 193. واللافت أن المجلة كانت بدأت قوية جريئة لافتة للنظر بمواضيعها الحساسة منذ العدد الأول.
3) حينما صدرت مجلة الوعي كان النظام السوري موجوداً في لبنان، ألم يؤثر ذلك على وصول المجلة إلى الناس؟
من الناحية الأمنية، مرت المجلة منذ أول صدورها بظروف أمنية صعبة، فقد صدرت إبّان الوجود السوري العسكري الأمني القمعي في لبنان؛ فاعتمد القائمون على المجلة في بيعها على توزيعها على المكتبات بأنفسهم مباشرة من خارج مركز التوزيع العام، سواء في بيروت أم في طرابلس؛ لأن المخابرات السورية كانوا يفرضون على هذا المركز تزويدهم بنسخ عن كل ما يوزعونه، فهم كانوا يراقبون كل شيء، وقد لجأ الشباب إلى هذا الأسلوب من التوزيع خوفاً من منع المجلة ومن ملاحقتهم ومساءلتهم من قبل المخابرات السورية، التي كانت تسيطر على كل مرافق الحياة، وتحصي الأنفاس للشباب ولغيرهم. ولقد سألت المخابرات السورية عنها مراراً؛ وهذا ما ضيَّق انتشارها، وأدى إلى امتناع عدد كبير من المكتبات عن قبول بيعها. ولكنّ المجلة، والحمد لله، واعتماداً على نشاط الشباب في توزيعها، فقد انتشرت واشتهرت، وسأل الكثير عنها. ويذكر هنا أن المخابرات السورية صارت تلصق تهمة الانتماء إلى حزب التحرير على كل من كان يقبض عليه وفي حوزته المجلة. هذا كان في لبنان، ومن ثم امتد إلى كثير من البلدان التي يكون للشباب وجود فيها، وصارت من المضبوطات الأمنية الخطيرة عند اعتقالهم، ولم يقتصر الأمر على المجلة، بل تعداه إلى الكتب التي أصدرتها المجلة ككتاب (الدعوة إلى الإسلام). وصار من يعتقل من الشباب، وفي حوزته هذا الكتاب، يحكم بالسجن كذا سنة كما كان يحدث في تركيا.
والمجلة سرعان ما تخطت الحدود في الانتشار، وفي مشاركة شباب الحزب في مجال عمله الواسع في العالم في قراءتها وكتابة المقالات، وصارت متنفّساً لهم للكتابة. وفعلاً، كشفت المجلة عن وجود مستويات راقية في التفكير والكتابة لدى الكثير من الشباب؛ فكانت مناخاً مناسباً للشباب المقتدرين منهم، فبرز منهم المفكر، والسياسي، والإعلامي، والباحث، والفقيه، والشاعر، والهاضم لأفكار الدعوة… وهكذا غذّت المجلة نفسها بكتَّاب من جنسها وغذّتهم، وارتقت مع هؤلاء الكتَّاب من عليّ إلى أعلى…
والجدير ذكره في هذا المجال هنا، أن ما يصدر عن المجلة من كتابات، يُحرص فيه كل الحرص على أن تكون حصراً ضمن المتبنى، لذلك كان القائمون على المجلة وكتَّابها يراعون هذا الجانب من غير أيّ تساهل فيه، ومن هنا فإنّه كان إذا ما صدر أي رأي مخالف للمتبنى عن غير انتباه من كاتبه كان سرعان ما يصحح.
وكذلك فإن تمويل المجلة كان ذاتياً، فالقائمون عليها، وهم قلّة، لا يأخذون بالغالب أجراً، لذلك كانت تموّل نفسها بنفسها، وتسترجع تكاليفها من بيعها، وكانت تباع بسعر قليل لقلة تكاليفها. حتى إن بعض الشباب المقتدرين مادياً كان يشتري الواحد منهم أعداداً كثيرة ويهديها لمعارفه أو معارف الشباب.
4) ما هي العوامل التي ساهمت في تطور الوعي ونجاحها؟
إن المجلة انطلقت بقوة بفعل عاملين اثنين:
أولاً، كان بفعل اهتمام المسؤول الأول عنها، وهو الأخ الكبير أبو محمود عبد الهادي فاعور، تغمَّده الله بأوسع الرحمات، فقد كان حريصاً جداً على إنجاحها لقناعته التامة بالدور الذي ستقوم به كإحدى وسائل حمل الدعوة المهمة، وإيصال رأي الحزب في مختلف القضايا السياسية والفكرية الحيّة، ولأنها تساهم مساهمة فعالة في الصراع الفكري التي يحاول الغرب أن يغزو فكر الأمة من خلالها، والكفاح السياسي ضد الأنظمة وما تقوم به من خيانات ضد الأمة، وكشف خطط الغرب الكافر المستعمر، وخاصة تلك التي تدور حول الكيد للإسلام ونهب خيرات الأمة، وتبني مصالح الأمة عن طريق التطرّق للأزمات والمشكلات التي تحاك للأمة من قبل الغرب وينفذها الحكام الخونة؛ وذلك بكشفها وإنزال حكم الله فيها، وإعطاء المعالجة الشرعية لها وربطها بالعقيدة، وكذلك ساعدت في إيجاد الثقافة المركزة وساهمت مساهمة فعالة في نشر ثقافة الحزب جماهيرياً… وهذا كله من صميم عمل الحزب بحسب طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وثانياً، كان بفعل اهتمام الشباب أنفسهم، فقد كادت أن تكون أول متنفّس لهم في الدعوة، فقد فتحت الباب واسعاً أمام بعضهم ليكتب فأبرزته كاتباً، ومع الوقت صارت تُنشر لبعضهم مقالات في الصحف والمجلات السياسية المشهورة الأخرى، بل أكثر من ذلك، صارت تصدر لكتَّاب من الشباب مقالات مسلسلة أصدرتها المجلة فيما بعد كتباً لها، أي أن هذه الكتب قد ولد معظمها من رحم المجلة… ومكّنت جميع الشباب من الاطلاع على ثقافة الحزب بشكل حي يتناول معالجة مختلف قضايا الأمة التي تحدث على أرض الواقع، وصار ما يطرح فيها من مواضيع هي مدار أحاديث الشباب مع الناس، وصار تأثّر بعض الناس بها واضحاً، فقد لفت نظري مرة أحد خطباء الجمعة أن موضوع خطبته كانت تتناول كلمة الوعي الأولى، التي تعالج عادة موضوعاً من أبرز المواضيع التي تهمّ الأمة. وقد تكرر حضوري بعدها عن قصد لخطبة هذا الشيخ فوجدته يحافظ على ذلك.
5) أين تُنشر مجلة الوعي، وكم عدد المتابعين لها تقريباً؟
وجدت المجلة وانتشرت حيث وجد الشباب؛ إذ كانت صناعتهم وبضاعتهم التي ترافقهم في نشاطاتهم؛ لذلك هي انتشرت بانتشارهم، ووجدت في كل مناطق عمل الحزب تقريباً، حتى إنها تُرجمت في الدول غير الناطقة باللغة العربية من بلاد المسلمين كباكستان أو إندونيسيا أو دول آسيا الوسطى. والقائمون على المجلة كثيراً ما اعتمدوا على نشر مقالات لكتَّاب من الشباب من هذه المناطق، ولا يزالون حيث كانت تترجم هذه المقالات إلى اللغة العربية، ومن ثم تنقّح وتنشر. ثم إن المجلة انتشرت بشكل أبعد وأوسع من كل ما ذكرنا، وذلك بعدما انتشرت وسائل الاتصال المختلفة فأصبح انتشارها عالمياً، وصار متاحاً لجميع الناس الاطلاع عليها.
من هنا، تعد مجلة الوعي من أكثر المجلات انتشاراً في العالم. وأذكر أن الأخ الكريم أبا محمود، رحمه الله، طلب منا إن كان بالإمكان إرسال المقالات التي ستنشر في أحد الأعداد الخاصة قبل نشرها في المجلة وذلك للعمل على ترجمتها وإخراجها بنفس وقت إصدار العدد الخاص؛ وكان سبب هذا الطلب أن العدد الخاص عندهم يتأخر صدوره أشهراً بسبب كثرة مواضيعه وكبرها والعمل على ترجمتها. وقد حاولنا ذلك ولكن تبين لنا تعذر تحقيق هذا الطلب؛ لأن المقال الذي يمكن أن ينشر قد يؤجل، وقد يصحح أكثر من مرة… من هنا كان انتشار المجلة في كل مناطق عمل الحزب، ومتابعوها بالملايين.
6) من هم كُتّاب مجلة الوعي وكيف تتم صياغة محتويات المجلة؟
بالنسبة للكتّاب، فكتَّابها كثر وجلُّهم من الشباب بحيث يضيق المقام عن ذكرهم، ولا أرى مناسباً لأنك لا بد أن تنسى منهم أحداً. وما يجدر ذكره أنهم كتاب مجيدون يحسنون طرح مواضيعهم بشكل وافٍ وكافٍ، وهم سياسيون في الوقت نفسه؛ ولذلك تبتعد كتاباتهم عن الناحية النظرية البحتة إلى الكتابات التي تعالج الواقع معالجة جذرية عملية واقعية، وتمتاز هذه الكتابات بأنها كتابات هادفة وتربط معالجاتهم بالأصل الفكري العقائدي الذي تؤمن به، وتنقض الواقع كذلك نقضاً عميقاً ومبدئياً بحيث تبين زيف المعالجات في الأنظمة القائمة من خلال نقض الأساس الذي تقوم عليه، أي نقضه من الأساس. فهم في الحقيقة كتّاب المستقبل وهم في معالجاتهم تترسخ لديهم أحكام الإسلام، ويصبح حاضراً في ذهنهم مشروع الإسلام العظيم.
ومن المعلوم أن من دلائل نجاح الحزب هو وجود هذا الجيش من المفكرين السياسيين، الذين يَمْثُل مشروع الخلافة في عقولهم، وهم جاهزون ليكونوا أصحاب هذا المشروع العظيم، وشباب الحزب في كتاباتهم للمجلة يهيئون أنفسهم لكي يكونوا رجال دولة في دولة الخلافة، ويثبتون أنفسهم كرجال سياسيين.
أما عن محتوياتها، فقد تناولت مقالاتها مختلف المواضيع التي تهم دعوة الحزب، واتخذ هذا المنحى جانبين: الأول أنها كانت تعتمد على مقالات يبادر الشباب بكتابتها اجتهاداً منهم أنه يجب أن يكتب فيها، وهي بالإجمال تتناول موضوعات حساسة يتم التداول فيها على أرض الواقع، فينبري الشباب للكتابة فيها راسمين الخط المستقيم مقابل الخطوط العوج، التي يعمل الآخرون على إضلال الناس بها. والشباب الذين يقرؤون سرعان ما كانوا يحملون هذه الأفكار وينشرونها ويحاولون جاهدين أن يُبعدوا تأثير الكتابات المضلّلة عن الناس؛ ومن هنا كانت هذه المقالات أكبر معوان للشباب في دعوتهم.
والثاني أن القائمين على المجلة كانوا يطلبون من الشباب المجيدين الكتابةَ في بعض المواضيع التي يلزم الكتابة فيها. وهنا لا بد من لفت النظر إلى أنه كان يطلب إليهم بحسب تخصصاتهم، أي بحسب ما اشتهروا به من الإلمام بمواضيع أكثر من غيرها، وهناك شباب امتلكوا القدرة على الكتابة العميقة في أكثر من موضوع.
ومن هذين الجانبين استطاعت المجلة أن تنطلق بثقة، وكانت من أكثر المجلات الهادفة، إن لم نقل أكثرها. وكانت منسجمة في التزامها وانتشارها مع الحزب، وكانت من أكثر المجلات ملاحقة من أنظمة الحكم التي يعمل فيها الشباب، وكانت من الأدلة الثابتة التي تدل على ارتباط الشباب بالحزب وإدانتهم من قبل هذه الأنظمة.
7) ما هي طبيعة المواضيع التي يتم نشرها في المجلة؟
من الصعب حصر المواضيع التي تناولتها المجلة، ولكن يمكن إجمالها بالقول لإنها تناولت المواضيع المتعلقة بعمل الحزب، والتي تحقق هدفه، ومن ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
نشرت مقالات تعرِّف بالحزب وتبيـِّن عمله وقواعد وأصول التفكير عنده وأفاضت في ذلك، ومن العناوين ذات العلاقة بهذا القسم، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق صفحات البحث في الإنترنت: (حزب التحرير حزب عالمي يسعى لتجديد الدين بإقامة الخلافة الراشدة الثانية)؛ عنوان آخر: (هذا هو حزب التحرير… جذوره في الأعماق، وفروعه في الآفاق)…
نشرت مقالات تناولت فيها وجوب حمل الدعوة لإقامة الدين بالعمل لإقامة الخلافة، وأصدرت كتاباً في هذا المجال بعنوان: (الدعوة إلى الإسلام). تم التركيز فيه على وجوب الحكم بما أنزل الله، ووجوب إقامة الخلافة، وأنه تاج الفروض، وبيان وجوب التقيد بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم…
نشرت كثيراً من المقالات التي تبيِّن حكم النصرة وأوْلته أهمية كبرى. ومن عناوين هذا القسم أيضاً: (النصرة فرض عظيم… أجره عظيم… والصد عنه صد عن إقامة الحكم بما أنزل الله)، فبينت الأحكام الشرعية المتعلقة بكل ذلك وأطلقت نداءات وصرخات لأهل القوة من أجل نصرة دينهم، على طريقة نصرة الأنصار الأوائل للرسول r، وذلك من مثل: (أين نصرة الأغيار للأخيار؟!)، وأيضاً: (نداء حار إلى أهل النصرة من الجيوش، ودور الجيوش في التغيير)، وأيضاً: (ثارت الأمة فمتى تثور جيوشها؟!)، عنوان آخر: (صرخة استنصار للأنصار). ونشرت على صفحاتها قصائد شعرية كتبها الشباب بحرقة ولوعة يدفعون بها أهل القوة لنصرة دينهم، من مثل قصيدة: (قم، كن كسعد نبيِّنا، يا سعدنا)، وأيضاً عنوان آخر: (لكلِّ غيورٍ يستجيبُ لنصرةٍ…). وتحت عنوان من عناوين المجلة الثابتة (فبهداهم اقتده)، عرضت المجلة سير الصحابة الذين نصروا الرسول صلى الله عليه وسلم كسعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وأسعد بن زرارة رضي الله عنهم أجمعين.
نشرت المجلة مقالات: “دور العلماء قبل قيام الخلافة وبعدها”، وحذرت من علماء السوء الذين يزينون باطل الحكام ويدعون المسلمين إلى طاعتهم باعتبار أنهم أولياء أمور لا تجوز مخالفتهم. ومن ذلك مقال بعنوان: (دور العلماء الريادي في ظل الخلافة واليوم) ووجهت أكثر من نداء وصرخة تستحث هممهم ليكونوا رواداً في هذه الدعوة، ومن ذلك: (نداء إلى العلماء).
موقف الغرب من الإسلام ونظرته العدائية للخلافة ولحزب التحرير، وأنزلت كتيـَّـباً هدية منها لقرائها في أحد أعدادها الخاصة بعنوان: (في عيون الغرب: الإسلام… الخلافة… حزب التحرير…)، وأفاضت في نشر مقالات تحدثت فيها عن: (توقع الغربيين أن يغير المسلمون نظام العالم)، وأيضاً: (استراتيجية الغرب في بلاد المسلمين: خوف وطمع). ونشرت المجلة مقالات ميّزت فيها بين حكام الغرب وشعوبه، وأنه في الوقت الذي يكيد فيه الحكام للإسلام والمسلمين، يُقبل الغربيون على اعتناق الإسلام، حتى اعتبره حكام الغرب وسياسيوه ومفكروه أنه الدين الأسرع انتشاراً في العالم، ومن ذلك مقال بعنوان: (إقبال الغرب على اعتناق الإسلام: دلالاتٌ ومعان). وتصدت للحملة الغربية على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك مقال بعنوان: (من وراء، وما وراء حملة الإساءة إلى الإسلام وإلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟) وكشفت بمقالاتها تدخل الغرب في الثورات وركوب موجتها، ومن ذلك مقالة بعنوان: (الغرب يريد ركوب موجة الثورات)، وأخرى بعنوان: (آثار التدخل الغربي وخاصة في ليبيا).
ونشرت المجلة مقالات عن الحركات الإسلامية التي يسميها الغرب “الحركات الإسلامية المعتدلة”، والتي يريد الغرب أن يلعب لعبتها ويجعلها خرطوشته الأخيرة لمنع الإسلام من الوصول إلى الحكم. ومن المقالات التي نشرتها في ذلك: (خطر لعب الغرب بورقة الحركات الإسلامية المعتدلة لإبعاد الإسلام عن الحكم)، وحذَّر ناصحاً هذه الحركات بمقالات عديدة، ومن ذلك مقالة بعنوان: (أما آن للحركات الإسلامية التي تعترف بشرعية أنظمة الطاغوت أن تصحو؟!).
8) ألم تتناول مجلة الوعي الثورات في العالم الإسلامي عامة وفي سوريا خاصة؟
أسهبت المجلة في نشر مقالات عن الثورات وعن “ألاعيب الغرب لإجهاض الثورات المباركة”، وتناولت الثورات عامة، ومنها مقال بعنوان: (الثورات… تصحيح شعار ومسار) و(مفهوم التغيير الصحيح لشعار “الشعب يريد إسقاط النظام)، (نحو ترشيد ثورات المسلمين: القيم الرفيعة التي يجب أن تتحلى بها). وخصّت الثورة في سوريا بمزيد من المقالات لما ظهر فيها من إعلان صريح بأنها تهدف إلى إقامة الخلافة، ولما أبدى أعداء الإسلام والمسلمين من زعماء دول العالم الماكرين من تخوُّف صريح من إقامة الخلافة فيها، ولما تشهده من مكر وإجرام غير مسبوق… فنشرت المقالات الكثيرة التي تكشف عمق التآمر على هذه الثورة، وذلك من مثل: (أيها المسلمون في سوريا: الغرب يدق ناقوس الخطر خشية من إسلامية ثورتكم، فواجهوه بإقامة الخلافة)، وأيضاً عنوان آخر: (خارطة طريق في سوريا لإقامة الخلافة الراشدة)، وعنوان آخر: (هل يفاجئ أصحاب القوة في سوريا العالم بإعطاء النصرة، وتحويل الدولة إلى خلافة على منهاج النبوة)، وأنزلت القصائد وأنزلت للمسلمين كتيباً هدية يتحدث عن خيرية أهل الشام في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وسارت مع هذه الثورة خطوة خطوة معينة للحزب في سوريا في كشف التآمر والإجرام هناك.
وتحدثت مقالاتها عن الفضائيات ووسائل الإعلام كسلاح له دوره في إخماد الثورات، فأنزلت مقالات كثيرة في ذلك ومنها: (الفضائيات ومحاولة حرف الثورات عن مطلب الإسلام) و(دور الفضائيات في تحريك أو إخماد الثورات)…
وتكلمت عن حكام المسلمين الذين وصفتهم بأنهم مفروضون من الغرب، مرفوضون من الأمة. وأفاضت أيما إفاضة في كشفهم وتعريتهم، فنشرت مقالات كثيرة، من عناوينها: (إجرام حكام المسلمين استمرار لإجرام الاستعمار الغرب) وأيضاً: (حكام البلاد الإسلامية: ولاة أمور تجب طاعتهم، أم حكام جبريون تجب إطاحتهم)، وأيضاً: (حكام البلاد الإسلامية نمط واحد في عمالتهم للغرب وخيانتهم للأمة)، وأيضاً عنوان آخر: (أموال حكام المسلمين في بنوك الغرب).
وتكلمت عن (توريث الحكم في بلاد المسلمين)، وأنزلت قصائد في ذلك، ومنها قصيدة بعنوان: (وخبث الغرب قد صنع العميلا).
9) كم كتاباً أصدرتم للمجلة، وما هي هذه الكتب؟
لقد أصدرت المجلة عدداً من الكتب تدل عناوينها على أهمية مواضيعها، وهذه الكتب هي بالترتيب:
1- (التلويث الفكري والإعلامي) للدكتور عايد شعراوي رحمه الله.
2- (نقض القانون المدني) للشيخ أحمد الداعور رحمه الله.
3- (الدعوة إلى الإسلام) للأخ أحمد المحمود.
4- (نظام النقد الدولي: نظرة تاريخية ومعالجة جذرية) للشيخ فتحي سليم رحمه الله.
5- (الخلافة الراشدة الموعودة والتحديات) للأخ حمد طبيب.
6- (دولة الخلافة وما يسمى بـ “الأقليات”) للأخ ياسين بن علي.
وهنا يُلفت النظر أن ما تحتويه المجلة من موضوعات متقاربة ومكملة لبعضها، يمكن لكثير من كتَّاب المجلة مستفيدين منها أن يُصدروا منها أكثر من كتاب؛ فمثلاً المقالات المختلفة التي تتناول الغرب وتدخله في حياة المسلمين يمكن الاستفادة مما فيها وإصدار كتاب منها، والمقالات التي تناولت الثورات من مختلف الجوانب، يمكن كذلك الاستفادة منها في إصدار كتاب يتعلق بالثورات. وهناك مقالات متسلسلة تتناول موضوعاً واحداً يمكن إصدار كتاب منها كموضوع (الرعاية الصحية في دولة الخلافة) الذي نشر على سبع حلقات متسلسلة… وغيرها الكثير.
10) هل لكم علاقه برابطة الوعي في طرابلس؟
العلاقة هي في الاسم فقط، مع أنهما وجدتا في البلد نفسه (لبنان)، ومن قبل طلاب، وفي الظروف نفسها، أثناء الوجود السوري العسكري والمخابراتي القمعي، ولكن لا ارتباط يجمعهما سوى أن كلاً منهما يعمل مع الحزب بأسلوبه، ولكن في مجال مختلف. والمجلة انطلقت من شباب للحزب من بيروت، بينما الرابطة انطلقت من شباب للحزب من طرابلس.
11) ما هي الصعوبات التي تواجهكم، سواء في النشر أو في غيره؟
لا يوجد عمل من غير صعوبات، ومع الإرادة والصبر يمكن تذليل أكبر الصعوبات، والصعوبات كانت تتجلى بالوضع الأمني سابقاً، أما عن الصعوبات المتعلقة بالعمل، فإنه بالرغم من صغر الكادر العامل على إصدار المجلة، واضطرارهم لحل المشاكل التي تواجههم بمفردهم إلا أنها تبقى مشاكل مقدور عليها. والذي يقلل من مشاكلها أن لها كتّاباً كثيرين من الشباب، ويكتبون من غير أجر ولا منَّة، ويبتغون الأجر من الله، ويلبون طلبها بالكتابة في أي موضوع تطلبه؛ وكذلك فإن العاملين على إصدارها هم متطوعون في العمل من غير أجر. وهذا يجعلها بعيدة عن أية مشاكل مادية قد تعترضها. والذي يساعد على التقليل من مشاكلها كذلك هو تفاعل الشباب معها، إذ إنها تغذي فكرهم أولاً، فهم أول المستفيدين منها؛ لذلك كانوا مهتمين بها ينتظرون
إصدارها أولاً بأول، وإذا تأخرت عليهم بسبب ازدحام الأعمال عند القائمين عليها – وهذا يكون طارئاً – تراهم يسألون عنها…
12) هل ترون أن الوعي حققت هدفها؟
إن مجلة الوعي هي جزء من عمل الحزب، وهي تساهم معه في تحقيق أهدافه. وفي هذا المجال كان للمجلة إسهامها الواسع في إيصال رأي الحزب إلى مدى أبعد؛ لذلك يمكن القول إنها لن تحقق أهدافها حتى يحقق الحزب أهدافه. وهي من الوسائل الفعالة والناجعة لدى الحزب. وهنا لا بد من القول: إنه بالرغم من تطور وسائل الاتصالات، وشغف الناس بها وانصرافهم إليها… إلا أن المجلة استطاعت أن تحافظ على مستواها وتبقى مرغوبة من الشباب نظراً لما يطرحه كتابها من مواضيع مهمة ومعالجتها بشكل جذري مما لا يوجد في مكان آخر، بل إن القراء يبحثون عنها في وسائل الاتصال الأخرى نفسها التي نتحدث عنها؛ وبمعنى آخر بقيت المجلة رائدة في مضمارها، ولا يُستغنى عنها.
13) كانت الوعي في أول نشأتها تعرف الجمهور على كتاب تختاره وتعطي لمحة عامة موجزة عنه، فلماذا توقفت عن هكذا أمر؟
عرضت المجلة كثيراً من الأبواب التي كانت تراها مفيدة للعمل، ومع الوقت تخلّت عنها لأبواب أخرى رأتها لازمة، وهذا لا يعني أنها تركته لأنه غير مفيد، بل لأنها قد تكون رأت أن هناك ما هو ألزم منه، ولو عدنا إلى الوراء واستعرضنا شريط الأبواب التي تخلت عنها لغيرها، منذ أول صدورها إلى اليوم، لوجدنا أنها كثيرة. والمجلة أخذت على نفسها الالتزام بعدد محدود من الصفحات حتى لا يمل القارئ من كثرة مواضيعها؛ وهي تجدد نفسها بهذا الشكل وتحاول أن تقدم الأفضل. وحتى في هذا السؤال قد تجد هذا الباب مهم، وغيرك قد يراه أهم؛ والله أعلم.
14) هل من كلمة توجهونها لمتابعي مجلتكم خاصة وللمسلمين عامة؟
نعم، إننا نتوجه إلى الشباب أن يولوا جميعاً مجلة الوعي اهتماماً يوازي أهميتها لجهة:
أولاً، دوام قراءتها باعتبار أن مواضيعها تواكب الأحداث وتعالج الوقائع، وتلتزم بالمتبنى؛ فموضوعاتها، إذا قرئت بتمعن، تساعد كما قلنا في إيجاد الثقافة المركزة…
ثانياً: دوام تزويدها من كتَّاب الشباب بمقالاتهم التي يكتبونها حول الأحداث الجارية، وأن ترتقي هذه المقالات لأن تكون ذات حرفية عالية، إن كان من ناحية التقيد بأصول البحث، أو من ناحية ضبط النصوص بشكل يكون خالياً من الأخطاء ما أمكن، أو من ناحية دوام الالتزام بالمتبنى، وأن يوثقوا كلامهم بالاستشهاد بالنصوص، أو يحولوها إلى المصادر والمراجع التي يتم الاستشهاد منها وأن يراجعوا مقالاتهم وتنقيحها قبل إرسالها…
ثالثاً: توزيعها على معارفهم قدر المستطاع، ونشر مقالاتها على وسائل التواصل ما أمكن؛ لأنَّ نشرها إنما هو نشر لثقافة الحزب، ورسمٌ للخط المستقيم إلى جانب الخطوط العوجاء الأخرى، فهي في هذا المجال تساهم في إيجاد الثقافة الجماعية…
وجزاكم الله خيراً