قيمة الوعي السياسي في حياه الأمة (2)
2016/12/30م
المقالات
4,853 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
قيمة الوعي السياسي في حياه الأمة (2)
شايف صالح الشرادي – صنعاء
ذكرنا في العدد السابق أن «الوعي السياسي هو النظرة إلى العالم من زاوية خاصة، وهي زاوية العقيدة الإسلامية بالنسبة لنا كمسلمين، زاوية ((لا إله إلا الله محمد رسول الله)) روى البخاري ومسلم «عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله ألا الله وأن مُحمدًا رسُول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى» فهذا هو الوعي الإسلامي. وعند الحديث عن آثار وجود الوعي السياسي في حياة الأمة ذكرنا أربعة منها، ونحن هنا نريد أن نكمل ذكر هذه الآثار:
خامسًا: الوعي السياسي يركز مفهوم الولاء والبراء عند أبناء الأمة، ويحُول دون تبعيتهم للأعداء:
وجود الولاء والبراء يتناسب طرديًا مع وجود الوعي السياسي، فكلما قوي الوعي السياسي عند أبناء الأمة كانوا أكثر ولاءً لله ولرسوله وللمؤمنين، وتبرؤوا من أعدائهم؛ فلا يوالون إلا من يوالي الله ورسوله. كما أنهم يعادون من يعادي الله ورسوله، ويكون الولاء الذي يربطهم جميعًا هو الولاء للإسلام فقط، فالوعي السياسي ينبذ الولاءات الفاسدة جميعها من قلوب المسلمين؛ فيكون أكثر قدرة على تمييز أعدائهم من الكفار والعملاء والمنافقين الذين يلبسون ثوب الإسلام وهم يسعون إلى هدمه من الداخل خدمة لأسيادهم الكفار.
ووجود الوعي السياسي يجعل الولاء للإسلام مستمر لا يؤثر فيه الترغيب ولا الترهيب ولا فتنة المال السياسي القذر والإغراء بالمناصب الكبيرة، وهذا مثال في أشد فترات دولة الخلافة ضعفًا يبرهن على الوعي السياسي الذي ركز مفهوم الولاء والبراء عند ثلة من المؤمنين ولم تؤثر فيهم الإغراءت ولا التهديدات.
فعندما سعت بريطانيا وغيرها من دول الكفر لهدم الخلافة العثمانية وتمزيق أواصر الأمة، أرسلت هذه الدول المئات بل الآلاف من الجواسيس متسترين بشتى أنواع الحيل وأساليب الخداع، ومن هذه الأساليب الاتصال بالوجهاء من علماء أو مفكرين أو شيوخ قبائل، وإغراؤهم بكل سبل الإغراء الدنيوية الممكنة لتحريضهم على الخلافة الإسلامية، وتشجيعهم على شق عصا الطاعة والخروج على الدولة، فقد أرسلت بريطانيا مطلع عام 1330 هجرية وفدًا مؤلفًا من ثلاثة ضباط من المخابرات البريطانية برئاسة (هارولد يعقوب) إلى إمارة عسير التي بقيت على ولائها للخلافة الإسلامية، وكان أمراؤها وعلماؤهم على قدر كبير من الوعي بإطماع الدول النصرانية، التقى الوفد البريطاني بأمير عسير (حسن بن علي آل عائض) وأطلعوه على مهمتهم، وكانت تتلخص في الطلب منه الوقوف إلى جانب بريطانيا لإجلاء العثمانيين عن عسير، ووعدوه بمساعدته ماديًا وعسكريًا، وتكفلوا له إبقاء أسرته آل عائض حاكمًا على عسير جيلًا بعد جيلًا، وأن تكون لهم سفارة تمثلهم في كل ما يجري لمصلحة الطرفين، وأبدوا استعدادهم لإنذار الباب العالي بإخلاء عسير وتسليمها لأسرته.
عندما أدرك أمير عسير مهمة الوفد البريطاني استدعى أربعة من علماء عسير الأجلاء وهم الجهري، والزميلي وابن جعيلان والحفظي، وطلب منهم وضع كتاب موجَّه لحكومة بريطانيا ردًا على عرضها المذكور.
اتفق العلماء الأربعة على نص الكتاب الموجه إلى حكومة بريطانيا ثم عرضوه على أمير عسير حسن بن علي آل عائض فأقرهُ وهذا نصه «… من حسن بن علي آل عائض وعلماء عسير إلى عظماء وقادة بريطانيا، السلام على من اتبع الهدى… وبعد، إن وفدكم قد عرض علينا الدنيا، وإنا نعرض عليكم الدنيا والآخرة، فإنا ندعوكم بدعوة الإسلام، أسلموا تسلموا من عذاب الله، وارفعوا الظلم عن عباد الله يرفعه الله عنكم، ولا يتخذ بعضكم بعضًا أربابًا من دون الله يؤتكم الله أجركم مرتين ويمددكم بأموال أكثر مما تأملون من استعماركم، فإنكم إن رجعتم إلى عقولكم، علمتم أن ما أنزلهُ الله تعالى على رسوله موسى وعيسى هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الحق من ربكم، وقد ختم الله به الرسالات، وإن عدتم إلى رشدكم عرفتم أن هذا ما شهدت به كتبكم، وإن أبيتم إلا الهوى والضلالة فعليكم ما على أهله، ولا رابط بيننا وبينكم، ولتذهب وفودكم إلى أمثالكم».
ولما سُلم الكتاب إلى هارولد يعقوب قرأه على زميليه أعضاء الوفد وملامح الذهول تعلو وجهه، فلما انتهى منه علق أحدهم قائلًا: «لو كان قادة العرب اليوم مثل هذا لما ظفرت بريطانيا بل ودول أوروبا كلها بقطعه أرض من بلادهم».
فالوعي السياسي يحول دون وجود عملاء لأعداء الإسلام من أبناء الأمة ينفذون مخططاتهم ويكونون أدوات لتنفيذ مشاريعهم الخبيثة.
سادسًا: الوعي السياسي يحول دون تنفيذ مخططات الدول الاستعمارية ويساعد على إفشالها:
لا يستطيع أعداء الإسلام تنفيذ مخطط واحد عندما تكون الأمة على قدر كبير من الوعي السياسي وعندما تكون القيادة السياسية لهم واعية سياسيًا وولاءُها لله ولرسوله وللمؤمنين، فوعي أهل الشام السياسي جعل ثورتهم إسلامية خالصة تكفر بالدول الاستعمارية وقوانينها الوضعية وديمقراطيتها العفنة ودولتها المدنية العلمانية التعددية وعملائها الفاسدين، سواء أكانوا في النظام أم المعارضة؛ ولذلك كان وعيهم السياسي حائلًا من تنفيذ مخططات الكفار وعملائهم، فرغم حجم التآمر الدولي الكبير عليهم من قبل دول الكفر وعملائهم على ثورتهم المباركة، وحربهم الشعواء على أهل الشام بكل أنواع الأسلحة الفتاكة في قتلهم وتدمير بلادهم وانتهاج سياسة الأرض المحروقة من قبل العدوان الروسي المجرم، وكذلك القتل الممنهج من قبل طاغية الشام ونيرونها المجرم وعصابته الدموية ومن إيران وأحزابها.
إلا أن أهل الشام لم تلِن لهم قناة، وقد أفشلوا كل المبادرات التي حاكتها رأس الكفر أميركا ونفذها عملاؤها والتي تسعى إلى إجهاض ثورة الشام وحرف مسارها، وهم قادرون بإذن الله أن يفشلوا كل المؤامرات والمخططات التي تحيكها أميركا وروسيا معًا كالهدن التي تجعل النظام المجرم يتنفس من جديد وتدب فيه حياة بعد موات، ومهما فعل بعض الخونة ممن يرتدون عباءة الإسلام من قبولهم بالمفاوضات لتثبيت النظام العلماني من جديد فإن الثورة الكاشفة الفاضحة للخونة والعملاء والمنافقين ستحرقهم فيتطايرون رمادًا يدوسه أهل الشام الأخيار. فوعيهم السياسي وإيمانهم الصادق بعودة الخلافة الراشدة في عقر دار الإسلام لا يتزعزع، ولا تستطيع أي قوة في الأرض أن تهزمهم، قال تعالى: ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ).
سابعًا: الوعي السياسي يساعد أبناء الأمة على حصر خلافاتهم في أمور فقهية، ويمنع تسرب ثقافة الآخرين إلى عقول المسلمين.
عندما يهبط الوعي السياسي يصبح المذهب عند أتباعه دينًا يرى أتباع المذاهب الأخرى على باطل؛ فتكون الأمة فريسة للثقافات الوافدة؛ فلا تميز بين العلم والثقافة، ولا بين الحضارة والمدنية، ولا بين الحكم والإدارة؛ فتتبدل غايتها ونمط عيشها، ويتحول ولاءُها، وتتخبط في سيرها وراء ثقافات الأمم الأخرى. أما عندما يكون الوعي السياسي موجودًا لدى أبنائها؛ فإن مفاهيمها تكون واضحة لا لبس فيها؛ فتدرك ما هي ثقافتها، وأين يكون الخلاف بين أبنائها. فالثقافة هي العمود الفقري لوجودها وبقائها؛ فعليها تبني الأمة حضارتها، وتتحدد أهدافها وغايتها، ويتميز نمط عيشها، وينصهر أفرادها في بوتقة واحدة؛ فتتميز عن غيرها من الأمم. والثقافة الإسلامية هي المعارف التي كانت العقيدة سببًا في بحثها، سواء أكانت هذه المعارف تتضمن العقيدة الإسلامية كعلم التوحيد، أم كانت مبنية عليها كالفقه والتفسير والحديث، أم كانت معارف يوجبها الاجتهاد في الإسلام كعلوم اللغة العربية ومصطلح الحديث وعلم الأصول، فهذه كلها ثقافة إسلامية، فهي الصانع لشخصية أفرادها، فهي التي تصوغ عقلية الفرد وطريقة حكمه على الأشياء والأقوال والأفعال، كما تصوغ ميوله وبالتالي تؤثر في عقليته ونفسيته وسلوكه. وحتى تحافظ الأمة على ثقافتها فلا تتسرب إليها ثقافات الآخرين، لابد أن تكون محفوظة في صدور أبنائها وفي سطور كتبها، وأن تكون للأمة دولة تحكمها وترعى شؤونها وفق ما ينبثق عن عقيدة هذه الثقافة من أحكام وقوانين. وعندما يكون أبناء الأمة على قدر كبير من الوعي السياسي فلا يمكن إن يقبلوا ثقافات الأمم الأخرى أو بعض قوانينها، ولا أن يسمحوا بتسربها إلى ثقافتهم. كما إن الوعي السياسي له دور كبير في أن تدرك الأمة الفرق بين القطعيات والظنيات، وأن الخلاف بينها يكون فقط في أمور فقهية فتستمر الأمة أمة واحدة قوية مرهوبة الجانب متميزة عن سائر الأمم.
ثامنًا: الوعي السياسي يولد في النفس حب القيادة، ويساعد على التحليل السياسي السليم:
عندما يكون المرء واعيًا سياسيًا، فإن حب القيادة تتولد في نفسه؛ فيطمح إلى قيادة الناس ليحدث بهم التغيير المنشود، وكذلك تتولد عنده القدرة على التحليل السليم للحوادث الجارية من زاوية خاصة هي زاوية العقيدة وإعطاء الرأي الصحيح الذي تطمئن إليه النفوس ويلمس الناس فيه صدق تحليلاته السياسية؛ فإنهم عند ذلك يضعون ثقتهم فيه وفي مشروعه الذي يدعوهم إلى حمله لحل كل مشاكل حياتهم؛ فيصبح قائدًا من قادة التغيير الصحيح الذي تتطلع إليه الأمة. وحزب التحرير بما يمتلكه من وعي سياسي قد ولد في نفوس أعضائه حب القيادة للناس من أجل إقامة الخلافة الراشدة التي تطبق شرع الله في الأرض؛ لتكون الحاكمية المطلقة فيها لله رب العالمين.
تاسعًا: الوعي السياسي يساعد الأمة في الوصول إلى النهضة الصحيحة بإقامة الخلافة الراشدة بشكل أسرع:
كلما زاد الوعي السياسي عند أبناء الأمة زاد إقبالهم على العمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ وذلك بمناصرة حزب التحرير، والحضور الكبير والكثيف في مؤتمراته وندواته ومسيراته كما هو حاصل في إندونيسيا وتونس وتركيا والشام وبنجلادش وباكستان وغيرها. فالإقبال كان في الماضي بالمئات، أما اليوم فبعشرات الآلاف في مؤتمرات الحزب ومسيراته. فبعد أن كانت الخلافة مستهجنة في الماضي قبل عشرات السنين أصبحت اليوم مطلب الأمة وأمل الخلاص من ظلم الرأسمالية وسائر الأنظمة الوضعية، وفي اليوم الذي يخيم الوعي السياسي على الأمة كلها بشكل عام ستقام الخلافة الراشدة من جديد، وستشرق الأرض بنور ربها، وإن ذلك اليوم ليس عنا ببعيد.
أثر غياب الوعي السياسي في انحطاط الأمة وتمزقها:
لم تحلَّ بهذه الأمة المصائب والنكبات والمشاكل والأزمات والتفكك والانقسامات والقتل وسفك الدماء من أجل خدمة الكافر المستعمر وتحقيق أجندته إلا عندما غاب الوعي السياسي الذي جعل الأمة فريسة لأعدائها؛ فهدمت الخلافة، وحل بالأمة ما حل… ومن آثار الغباء السياسي:
1- الغباء السياسي يؤدي إلى الوقوع في العمالة والتبعية لأعداء الأمة:
عندما غاب الوعي السياسي في حياة المسلمين أصبحت الأمة كالرخلة (الأُنثى من أَولاد الضأْن) بيد الجزار يفعل بها ما يشاء؛ فأوجد العملاء عن طريق المنظمات الغربية في بلاد المسلمين، وهي بالآلاف، وأغلبها تحت غطاء إنساني، وفي داخلها السم الزعاف. فعن طريقها أوجد العملاء فأصبحوا كجيش جرار ينخر في جسم الأمة، ويروِّج لثقافة الكفار ومبادئهم الفاسدة، وهؤلاء يحاولون رسم صورة للغرب وثقافته على غير حقيقتها من أجل تضليل المسلمين لقذفهم في الهاوية، فهم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، وهم الأدوات التي تنفذ سياسات الكفر الإجرامية ومشاريعه الخبيثة. فعن طريق هؤلاء العملاء هدمت الخلافة وتمزق جسم الأمة وتم إقصاء الإسلام عن الحكم وحلت محلها العلمانية التي أوصلت الأمة إلى الحضيض، ولازال هؤلاء العملاء هم عبيد للكفر في تنفيذ أجندتهم وحراسة مصالحهم، ورأس حربة الغرب في حربهم على الإسلام والمسلمين، وسياج أمني لحراسه كيان يهود.
2- الغباء السياسي مدخل لتنفيذ مخططات الكفر ومشاريعهم:
عندما أوجد الكفار عملاء لهم من المسلمين يحملون مبادئهم، ويفكرون بحسب طريقتهم؛ كانوا شرًا مستطيرًا؛ فمزقوا الأمة، ونهبوا ثرواتها وقتلوا أبناءها، وحكموا بقوانين الكفر، ونفذوا مخططاته مستغلين غباء الأمة السياسي. ومن أبشع المخططات التي نفذوها كان هدم الخلافة الإسلامية:
أ- عندما كان ابن العلقمي عميلًا للتتار، وأمر بتسريح الجيش الذي كان بمئات الآلاف بحجة واهية حتى أصبح عشرة ألاف مستغلًا منصبه السياسي الكبير في دار الخلافة العباسية في بغداد، ثم دعا التتار وطلب منهم دخول بغداد عاصمة الخلافة؛ فجاؤوا بجيش جرار ولم يكن في استطاعة جيش الخلافة الصغير أن يرد عدوان التتار؛ فهدموا الخلافة العباسية، وقتلوا عددًا كبيرًا من المسلمين.
ب- وكذلك فإن خونة العرب والترك بزعامة اليهودي مصطفى كمال مجرم العصر قاموا بهدم الخلافة العثمانية في 28/ رجب / 1342 هجرية الموافق لـ 3/3/1924ميلادية؛ فكانت الفاجعة الكبرى، بل أم الفواجع كلها؛ فتمزق الجسم الواحد للأمة إلى كيانات سياسية عميلة لأعدائها، وتوقف العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وغاض حكم الإسلام، وتفشت الجرائم والذنوب العظام، وتسلط الكفار على خيرات المسلمين، وتوقف الجهاد في سبيل الله الذي كان طريقة نشر الإسلام في العالم، وحل محله القتال بين المسلمين إرضاءً لأعداء الإسلام وتنفيذًا لمخططاتهم بتمزيق النسيج الاجتماعي للأمة الواحدة باسم الطائفية وغيرها، فدخلت الأمة في دوامة من العنف. وقال أمير الشعراء في رثائها :
ضجَّت عليكِ مآذنُ ومنابرُ
|
وبكت عليك ممالكُ ونواحِ
|
الهندُ والهة ومصرُ حزينة
|
تبكي عليك بمدمعٍ سحاحٍ
|
والشامُ تسألُ والعراقُ وفارسُ
|
أمحا من الأرض الخلافةَ ماحٍ
|
3- الغباء السياسي سهل للكفار وعملائهم حربهم على الإسلام:
لقد أشعل الكفار وعملاؤهم حربًا شعواء على الإسلام والمسلمين فوصفوه بالإرهاب، وأوجدوا جماعات إجرامية لتشويه الإسلام ورايته والخلافة، بل وأوجدوا عن طريق بعض الجماعات الإسلامية ما يسمى بالإسلام المعتدل (المعدل)، ووصفوا الديمقراطية وهي منهاج كفر بالشورى، وقالوا عن الدولة العلمانية أنها دولة مدنية، وأنها لا تتعارض مع الإسلام بل إنه مرجعها ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا )
4- الغباء السياسي أدى إلى التفريط في قضايا الأمة:
لقد أوجدت الدول الغربية وعملاؤها جيل دينه الوطن، وقائده الحاكم العميل؛ حتى لا يهتموا بقضايا الأمة؛ ففرطت الأمة وحكامها بقضاياها كفلسطين والعراق وجنوب السودان وكشمير وقبرص وأفغانستان والسودان والشيشان وسوريا الشام. فضاعت بلاد المسلمين ونهبت ثرواتهم وتسلط الأعداء على خيراتهم.
الخلافة هي الحل الجذري لكل مشاكل المسلمين والعالم
إن الخلافة هي التي تعيد كل شيء إلى أصحابها. فهي البضاعة والصناعة، وهي دولة رعاية لا دولة جباية، وهي ملاذ الخائفين ومنارة الخير في ربوع العالم تحكم بالإسلام وتحمله رسالة نور وهدى إلى العالم بالدعوة والجهاد. وبالوعي السياسي يتبلور في أذهان الأمة مشروع الخلافة العظيم؛ فتقبل على حمله حملًا سياسيًا من أجل تطبيقه في كل شؤون الحياة.
إن حزب التحرير هو الحزب السياسي الواعي، وهو الحزب المبدئي الذي يمتلك مشروع أمل الأمة وخلاصها، إلا وهو مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهو صاحب الوعي السياسي الساعي بجدية لإيجاده في أبناء أمته ليحملوا مشروع الخلافة معه حملًا سياسيًا فيقيموا الخلافة الراشدة التي تطبق الإسلام في الداخل وتحمله رسالة نور وهدى إلى العالم كله بالدعوة والجهاد.
والخلاصة:
إن الوعي السياسي من الأهمية بمكان. فوجوده في أبناء الأمة بقوة يجعلها ترفض القوانين الوضعية كلها، ولا ترضى إلا بالاحتكام إلى شريعة الرحمن. ووجوده مانع من الوقوع في التبعية والعمالة لأعداء الإسلام، وحائل دون تنفيذ مخططات الكفار ودولهم، وفي مقدمتهم رأس الكفر الأميركان، وحامٍ لنسيج الأمة ووحدتها من التفكك والتمزق والانقسام. ومولد لحب القيادة في النفس التي تقود إلى التغيير الجذري والحكم بالإسلام، وطارد لمفاهيم الكفر التي تتسرب إلى عقول أبناء الأمة بمختلف التسميات والألوان، ومرسخ للولاء الفطري المشروع، وطارد للولاء الممنوع الذي صنعه شياطين الإنسان، ومنير طريق الوصول إلى إعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي توصل إلى النهضة الصحيحة الأركان. وما كان لهذا الوعي السياسي أن يوجد في الأمة لولا أن منّ علينا الله بنعمة وجود حزب التحرير القائد المقدام فهو حزب الأمة التقي النقي المخلص لله والصادق مع رسول الله سيد الأنام، وهو الحزب الذي لا تناقض أفعاله مع ما يقوله باللسان.
أيها المسلمون، ليس هناك طريقة للعزة والنصر والتمكين إلا بالخلافة. وليس هناك قائد صادق يمتلك مشروعها بالتفصيل إلا حزب التحرير… فاعملوا معنا لإقامتها من جديد بعزم أشد من الحديد، وبإرادة لا تلين. فيها نكون خير أمة، وبغيرها لا نكون.
2016-12-30