الشريك الكامل!
1993/08/09م
المقالات
1,751 زيارة
مصطلح جديد حمله حكّام العرب وردّدوه وكأنهم تسلّحوا بأمضى سلاح في مواجهة اليهود، شعار جديد أُضيف إلى قاموس هؤلاء المليءِ بالصمود والتصدّي وبالسلام القائم على العدل، وبالأرض مقابل السلام، وقرار 338 إضافة إلى قرار 242. فلكل مرحلة شعار، وشعار هذه المرحلة هو «الشريك الكامل».
يلتقي (الأقطاب) العرب فرادى أو جماعات، ويخرجون بنتيجة ملخصها: الحرص على دور أميركا «كشريك كامل». وهي فعلاً شريك كامل ولكن لليهود، أليس بين إسرائيل وأميركا معاهدات عسكرية استراتيجية مشتركة. أليست أميركا الحليف الدائم والمخلص لليهود؟ نعم هذه هي الشراكة الكاملة طبقاً لوجهة النظر الأميركية.
ولكن لماذا الاستغراب؟ قد يُراد من المصطلح التعبير عن أن هناك شراكة خفية بين الحكام وأميركا وليس بين الشعوب وأميركا، وهذه الشراكة تعني تمديد فترة مكوثهم في السلطة، ولكن هذا الفهم لا ينطبق على وضعهم لأن الشريك له حق الاعتراض والتعديل والموافقة والممانعة، وهؤلاء لا يتمتعون بهذه الحقوق، إنهم يجتمعون عقب كل جولة لتقويم المفاوضات ويسألون أنفسهم: ماذا تريد الولايات المتحدة؟ هل تريد الاستمرار؟ فلنستمر إذن حسب رغبتها وحفاظاً على حسن سلوكنا تجاهها وحتى لا تواجهنا بالغضب والحرمان من نعيم السلطة، وجحيمها، خصوصاً وأنها تهددهم باستمرار بإهمال الطرف الذي ينكص على عقبيه، واعتباره كأنه غير موجود، واعتبار أن المفاوضات سوف تسير بمن حضر، تماماً كما جرت العادة في بعض البرلمانات العربية.
ترى متى يُحترم الإنسان في بلادنا ويُحترم عقله، وتحترم مشاعره وأفكاره وكرامته؟ ومتى يُقلع هؤلاء عن استهتارهم بكل البشر وبكل القيم؟
أما آن لهذه الأمة أن تشق طريقها نحو المجد بعد اقتلاع الحدود والسدود وإقامة شرع الله سبحانه وتعالى في الأرض؟
1993-08-09