يهود وأميركان يشرفون على مناهج التربية في مصر
1993/07/09م
المقالات
2,185 زيارة
الباحثة المصرية (مايسة عبد الرحمن) أعدت دراسة عن تطوير مناهج الدراسة والتربية في مصر. وقد تطرقت في دراستها إلى «مركز تطوير المناهج» الذي أسسته الحكومة المصرية سنة 1990 بأموال معونة أميركية. وقد ذكرت كما ذكر غيرها كثيرٌ من المتتبعين أن هذا المركز يضم 29 مستشاراً أميركياً من الاختصاصيين الذين يعملون أصلاً في «مركز تطوير التعليم» في واشنطن. وبين هؤلاء المستشارين الأميركيين اثنان من اليهود. ومن بين هؤلاء المستشارين: د. جيرالد فيرس، د. بيتر نويمان، د. جون كابرود، د. ديفيد يتس، د. ايفرت كيتش، د. ليندا لامبرت، د. كارولينا.
وقد قام عدة من العلماء والكتاب في مصر يدقون ناقوس الخطر بعد أن لاحظوا أن «مركز تطوير المناهج» بإشراف المستشارين الأميركيين واليهود عمد إلى إعادة النظر في تدريس مادة التاريخ المصري ومادة الحضارة الإسلامية وتأثيرها في الغرب ومادة التربية الدينية وعلوم القرآن وعلوم السيرة النبوية. ففي منهج التاريخ قلّصوا تاريخ فترة الفتوحات الإسلامية ودور مصر الإسلامي وركزوا على تاريخ مصر القديم (الفرعوني) وحذفوا تدريس تاريخ الصراع العربي ـ اليهودي. وفي مادة الحضارة (الثقافة) الإسلامية وتأثيرها في الغرب حذفوا الجزء الأكبر ولم يُبقوا إلا على صفحات قليلة. وفي مادة علوم القرآن حذفوا تدريس الآيات التي تلعن اليهود أو تشير إلى عداوتهم ومكرهم. وفي مادة السيرة النبوية حذفوا تدريس حروب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود فحذفوا فتح خيبر وحذفوا غزو بني قريظة وبين قينقاع وبني النضير وكل ما يمت إلى عداوة اليهود بصلة. وفي التربية العامة للشعب يتدخل هذا المركز بتوجيه اليهود والأميركان لتوجيه المواد الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون والصحف بحيث تنسجم مع ما تقرر في منهج التعليم.
وقام وزير التعليم المصري الحال (حسين كامل بهاء الدين) في 25/05/93 ليدافع عن تطوير التعليم وعن الاستعانة بالمستشارين الأميركيين فكان مما قاله بأن حذف حروب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود تم سنة 1985 بينما المركز الحالي الذي يستعين بالخبراء الأميركيين تأسس سنة 1990. قال الوزير: «أما حذف غزوات الرسول انتصاراته على اليهود، بخاصة غزوات خيبر وبني قريظة وبني النضير، فالحقيقة أن هذه الغزوات لم ترد من قبل في كتب الدراسات الاجتماعية المعدة لصفوف الدراسة في التعليم الأساسي منذ طبعة 1985 وكان ذلك قبل إنشاء مركز تطوير المناهج بخمس سنوات». أي الحكومة المصرية كانت قد حذفت ذلك قبل تدخل الخبراء الأميركان واليهود. وتذرع الوزير بأن عمل هؤلاء الخبراء لا يزيد عن اقتراحات عن كيفية طباعة الكتب وحجم حروفها وأمكنة وضع الصور فيها. وردّ الدكتور مصطفى محمود على الوزير بقوله: «معقول يا سيادة الوزير؟ بنط إيه، وحروف إيه، وهل يدفع الأميركان 57 مليون دولار من أجل تغيير مقياس الصور وبنط الحروف ويحشدون كل هذه الأموال والدكتوروهات والخبرات من أجل هذا الهدف العبيط. الموضوع أكبر من ذلك بكثير، والمطلوب تغيير عقل أولادنا ومحو ذاكرتهم، ومحو فترات بعينها من تاريخهم».
ونحن هنا في «الوعي» ندق ناقوس الخطر في الأمة الإسلامية كلها. الخطر ليس يزحف على مصر وحدها، إنه يزحف على الأمة كلها. يأتي المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها ليدرسوا العلوم الإسلامية في الأزهر، فهل يسمح علماء الأزهر أن يصبح أزهرهم مركزاً لتزوير التاريخ الإسلامية وتحريف الدين الإسلامي إرضاءً لليهود والأميركان؟! (ولنا تجربة مع النظام المصري والنظام السعودي أثناء حرب الخليج حين تطوّع علماء السلاطين في البلدين لإصدار الفتاوى إرضاءً لبوش).
وإذا نجحت مصر في تزوير التاريخ وتحريف الدين فإن بقية الدول التي هي على أبواب الصلح (الخيانة) مع اليهود ستنحو النحو ذاته لتحقيق السلام الكامل مع العدو الغاصب.
1993-07-09