هكذا يَرعى حكامُ المسلمين
1993/06/09م
المقالات
1,917 زيارة
لا نتكلم هنا عن موقف حكام المسلمين من شعب البوسنة ـ الهرسك ولا عن موقفهم من قضية فلسطين… إننا نتكلم عن أمور بسيطة:
الجالية المغربية المسلمة في أوروبا تحوّل سنوياً إلى المغرب (1800) مليون دولار، ولولا هذه التحويلات لكان المغرب من أفقر دول العالم. فما هو الجزاء الذي تقدمه الدولة لأبنائها في المهجر؟
1- عند عودتهم إلى ارض الوطن على متن الخطوط الملكية المغربية فإن المغربي المسلم يدفع ثمن التذكرة من بر وكسيل إلى الدار البيضاء (22000) فرنك بلجيكي. أما غير المسلم وغير المغربي فإنه يحصل على التذكرة نفسها بـ (11500) فرنك بلجيكي. وأما المغربي الذي اكتسب الجنسية البلجيكية فإنهم يعرفونه من اسمه أنه من أصل مغربي فيرفضون إعطاءه بالسعر المخفض ويجبرونه على دفع (22000) وهناك اتفاقية مغربية ـ بلجيكية على هذا الأمر.
2- الذين يعودون بالسيارات يصلون إلى مدينة الجزيرة الخضراء (الأسبانية)، وهناك يلاقون العذاب المرّ، يمكثون ثلاثة أيام أو أربعة في انتظار الباخرة تحت حرارة الشمس وأمام الإهانة والاحتقار من طرف الأسبان. الحرارة داخل السيارة حوالي 50 درجة وخارج السيارة 35 درجة وعند الوصول إلى أرض المغرب (الدوانة) يمر الأجانب (أي غير المغاربة من الكفار) بسرعة وسهولة، أما المسلم المغربي فينتظر ساعات وساعات أمام تدقيق الجمارك والشرطة ومحاسبتهم وكأنه يوم الحساب. ومع هذا كله فلا بد من الرشوة علناً أحببت أم كرهت دون أن يخشوا رقيباً أو حسيباً.
3- إذا مات المسلم في أوروبا فلا بد أن تدفع أسرته مبلغ (90000) فرنك بلجيكي لكي تنقله إلى المغرب.
هذه بعض الملاحظات على حالة المسلمين مع حكامهم الحاليين. هؤلاء الحكام لا يهتمون ولا يفكرون دقيقة واحدة في شعوبهم. ولو كان للمسلمين خليفة يرعاهم بشرع الله لما عاشوا هذا الذل.
الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بكى حين وضعت له زوجته الطعام ليأكل. وسألتْ: ما يبكيك يا عمر؟ قال: (كيف لا أبكي وأنا مسؤول أمام الله عن هذه الأمة. كم من واحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
هو الآن جائع أو مريض أو عُريان أو ضائع أو انقطعت به السبل أو جاهل أو به كَرب، وأنا مسؤول عنه أمام الله، ولا أعلم أين هو حتى أوفي له فيما استخلفني الله فيه).
اللهم عجل لنا بدولة إسلامية خلافة راشدة تعزّ بها الإسلام والمسلمين وتذّل بها الكفر والكافرين، إنك على كل شيء قدير .
أبو أحمد ـ الدار البيضاء (المغرب)
1993-06-09