أعراض المسلمات في البوسنة: أين خليفة المسلمين؟ واإسلاماه واخليفتاه
1993/01/08م
المقالات
1,997 زيارة
فتيات البوسنة ـ الهرسك المسلمات ونساؤها يغتصبهنَّ جنود الصرب بشكل وحشي، ويتعاقب على اغتصابهنّ هؤلاء الجنود الوحوش واحد بعد الآخر حتى يتأكدوا من حملهنّ منهم، ويحبسونهن حتى لا يُسقطن الحمل كي يُنجبن من هؤلاء الوحوش الصرب. وقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية أن عدد من اغتصبهنّ وحوش الصرب من الفتيات والنساء المسلمات يزيد عن ثلاثين ألفاً. وهؤلاء المسلمات المُغتصَبات يستغِثْنَ بالمسلمين دولاً وحكوماتٍ وشعوباً لإنقاذهن من هؤلاء الصرب الوحوش، ولكن للأسف فلا مغيث ولا مجيب.
وأطفال أهل البوسنة المسلمين وأولادهم الذين فقدوا الآباء والأمهات، أو الذين أُبعدوا عن آبائهم وأمهاتهم، وأُخذوا لأوروبا الكافرة بحجة حمايتهم. هؤلاء الأطفال والأولاد توكل العناية بهم إلى الراهبات النصرانيات كي يلقنوهم العقيدة النصرانية، ويبعدوهم عن العقيدة الإسلامية، ليتحولوا إلى نصارى، ويتخلوا عن عقيدة الإسلام، كما أعلنت ذلك وسائل الإعلام العالمية.
وهؤلاء الأطفال والأولاد يستغيثون كذلك بدول وحكومات العالم الإسلامي وشعوبه لإنقاذهم من بين أيدي هؤلاء الكفار حتى لا يتحولوا إلى نصارى. لكن للأسف فبداً من أن يسارع حكام البلاد العربية والإسلامية إلى إغاثتهم وإنقاذهم والعمل على إيوائهم فإنهم أصدروا الأوامر التي تمنع حتى شعوبهم المسلمين من إيواء وإغاثة هؤلاء الأطفال المشردين الذين فقدوا الآباء والأمهات، أو الذين أُبعدوا عن آبائهم وأمهاتهم كي يَسلموا من قتل الصرب لهم.
وأهل فلسطين من الأطفال والأولاد والنساء والرجال الذين يُمعن فيهم اليهود، أذل خلق الله، قتلاً وجرحاً وسجناً وطرداً وتهديم بيوت ـ منتقمين بذلك من إذلال البشرية لهم على مَرِّ عصور التاريخ ـ أهل فلسطين أولئك كلهم يستغيثون بحكام البلاد العربية والإسلامية كي يساعدوهم ويقوموا معهم بما فرضه الله عليهم من محاربة الكيان اليهودي للقضاء عليه واقتلاعه من الأرض المقدسة، وتخليص المسلمين من جرائمه وآثامه الفظيعة. ولكن للأسف بدل أن يستجيب هؤلاء الحكام لهذه الاستغاثة جعلوا من دولهم حرساً لهذا الكيان اليهودي وحماة له من شعوبهم، وتسارعوا بنذالة واستسلام ـ استجابة لأوامر أميركا العدوة الكافرة ـ إلى التفاوض مع اليهود للصلح معهم، والتنازل لهم عن الأرض المقدسة.
والمسلمون في الهند يعتدي عليهم الهندوس الكفرة، ويهدمون مساجدهم في ايوديا وغيرها ويقتلون منهم المئات بل والآلاف. وهؤلاء المسلمون أيضاً يستغيثون بحكام المسلمين وشعوبهم لإنقاذ مساجدهم، وإيقاف تعدي الهندوس الوثنيين عليهم. ولكن للأسف فلا مغيث ولا مجيب.
وأهل الصومال يموت منهم يومياً المئات، وأحياناً الآلاف من شدة الجوع، ومن جراء التقاتل الآثم، والصراع الدامي بين قادة القبائل وزعمائها لفرض السيطرة، وتنفيذ لصراعات الدول الكافرة أميركا وبريطانيا وفرنسا التي تتصارع على فرض الهيمنة على الصومال والقرن الأفريقي. وهؤلاء الصوماليون الذين يموتون من شدة وطأة الجوع، ومن التقاتل الدامي بين قادتهم وزعمائهم يستغيثون أيضاً بدول وحكومات العالم العربي والإسلامي لإنقاذهم. ولكن للأسف لا مُغيث ولا مُجيب.
وغير ذلك من الأماكن التي يُعتدى فيها على المسلمين بشتى أنواع الاعتداءات فتستغيث كذلك بحكام المسلمين. ولكن للأسف لا مُغيث ولا مُجيب.
ولا غرابة في ذلك فجميع هؤلاء الحكام في البلاد الإسلامية، ومنها العربية دون استثناء قد بَعُدوا عن الإسلام والالتزام بأحكامه، وليس ذلك فقط بل صاروا يرون فيه العدوَّ المخيف، والخطر المرعب على حكمهم وكراسيِّهم، بل وعلى حياتهم الدنسة، ففقدوا بذلك عزة المؤمنين ونخوتهم، وهانت عليهم كراماتهم، ففقدوا الإحساس، وقبلوا بالدنيَّة والصَّغَار، مما أطمع فيهم كل طامع، فأسقطتهم الدول من حسابها، ولم تَعُد تحسب لهم أي حساب، رغم كثرة عَدَدِ شُعوبهم، وكثرة عُدَدِهم، وكثرة ما يملكون من أموال وثروات، ورغم كونهم في خير بقاع الأرض موقعاً. وقد قبلوا أن يكونوا أدوات مسخرة لأميركا لفرض هيمنتها على بلاد المسلمين، والتحكم في ثرواتها، وطرق مواصلاتها، أو لبريطانيا أو لفرنسا. وقد نصَّبوا أنفسهم ـ لمحاربة الله ورسوله، ومحاربة عودة الإسلام إلى الحكم، وللتصدي لحَمَلَةِ دعوة الإسلام الذين يعملون لإقامة الخلافة، وإعادة الحكم بما أنزل الله للقضاء عليهم، واستئصال شأفتهم. وفتح المجال للمستأجرين لمحاربة الإسلام، وحملة دعوته، وللفساق ودعاة الإفساد والتحلل، ولحملة الأفكار الفاسدة والكافرة، ولعملاء الغرب دعاة الحضارة الغربية الكافرة رغم أن هذه الحضارة الغربية قد بان عُوارُها، وظهر فسادُها، وأزكمت رائحة نتنها الأنوف.
لذلك لم يكن مُستغرباً أن يكون البند الرئيس في اجتماع وزراء داخلية الدول العربية الذي عقد في تونس من الرابع من هذا الشهر هو بند التعاون بين هذه الكيانات الكرتونية للوقوف أمام عودة الإسلام إلى الحكم، والتصدي لحملة الدعوة الإسلامية، الذين يعملون لإعادة الحكم بما أنزل الله. وقد تقدمت حكومات مصر والجزائر وتونس بخطة مشتركة للتصدي لحملة الدعوة الإسلامية، ولمحاربة عودة الحكم بما أنزل الله لإقرارها ووضعها موضع التنفيذ المشترك. قاتلهم الله أنى يؤفكون.
أيها المسلمون:
إن السكوت على هؤلاء الحكام، وإبقائهم في مراكز الحكم هو مشاركة لهم في الإثم، وإن ترك محاولة إرغامهم على إغاثة هؤلاء المستغيثين هو إثم أيضاً، إلا أن درجات الإثم هذه تتفاوت، فإثم الجيوش أكبر من إثم بقية الشعب، لأن الشعوب في البلاد العربية والإسلامية مغلوبة على أمرها من هؤلاء الحكام الظلمة المتسلطين. أما الجيوش فلديها المقدرة على إرغام هؤلاء الحكام على الحكم بما أنزل الله، وعلى توحيد البلاد الإسلامية في دولة واحدة، وعلى إغاثة هؤلاء المستغيثين، بل عندهم المقدرة على تغيير هؤلاء الحكام، وتخليص الأمة من ظلمهم وتسلطهم، ونصرة حملة الدعوة لإقامة الخلافة، وتنصيب خليفة للمسلمين يحم فيهم بما أنزل الله.
ولو كان للمسلمين دولة خلافة، ولو كان لهم خليفة لتوجهت جميع تلك الاستغاثات إلى الخليفة، ولما ذهبت تلك النداءات أدراج الرياح، ولما تأخرت النجدة لحظة واحدة، كما حصل أيام الخليفة المعتصم حين استغاثت به امرأة من المسلمين من عمورية اعتدى عليها علج من علوج الروم، صائحة وامعتصماه. فلم تكد تصل تلك الاستغاثة مسامع المعتصم حتى استجاب لصرختها، ولبى نداءها فأرسل جيشاً من المسلمين أوله عندها وآخره عنده، فغزا به الروم، فانكأهم نكاية عظيمة، وشتت جموعهم، وفتح عمورية بالسيف، وقتل منهم ثلاثين ألف مقاتل، وسبا مثلهم.
وأنتم اليوم أيها المسلمون قادرون على أن تعملوا كما عمل الخليفة المعتصم وأكثر. فعندكم المقدرة لو التزمتم حكم الله أن تعيدوا حكم الإسلام إلى الأرض،وأن تقضوا على هيمنة أميركا وبريطانيا وفرنسا من جميع بلاد المسلمين. كما عندكم المقدرة لا على مجرد إعادة من أبعدهم الكيان اليهودي إلى مرج الزهور من أرض لبنان، بل على القضاء على هذا الكيان اليهودي الجرثومة. كما أن عندكم المقدرة لأن تحموا مسلمي البوسنة ـ الهرسك من وحشية الصرب، بل وتلقين الصرب درساً ينسيهم وساوس الشيطان.
فهيا أيها المسلمون فأقيموا خلافتكم، ونصِّبوا خليفة لكم، وأعيدوا حكم الله إلى الأرض حتى تتوجه جميع النداءات إلى الخليفة، مجلجلة بـ: وإسلاماه، واخليفتاه. فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
18 من رجب الفرد 1413 هـ
11 من كانون الثاني 1993م.
1993-01-08