فيصل الحسيني والاتحاد مع دولة اليهود
1992/08/01م
المقالات
1,703 زيارة
في 05/08/92 نشرت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية مقابلة مع فيصل الحسيني رئيس اللجنة التوجيهية للوفد الفلسطيني إلى مفاوضات (السلام) قال فيه: “إن الدولة الفلسطينية لن تكون إلا مرحلة انتقالية تقل عن عشر سنين قبل إقامة اتحاد كونفدرالي بين الأردن وفلسطين وإسرائيل”.
وأضاف أنه مستعد للقبول بـ”خطة ألون” التي تنص على إبقاء حزام من المستوطنات اليهودية الأمنية على طول نهر الأردن. وقال: “نقبل بهذه الخطة إذا بدأ أنه سيتم تبنِّيها ليس لدوافع إيديولوجية أو تاريخية، بل لأسباب أمنية فقط شرط ألا تكون هذه الأسباب متعارضة مع أمن الأردن والفلسطينيين”.
هذا الكلام ليس رأي فيصل الحسيني وحده بل هو ما تحلم به منظمة التحرير، وهو صيغة منقحة عند الدولة العلمانية. ويبدو أن أميركا الآن تُمنِّي (المنظمة) بدولة يتنشق فيها فيصل الحسيني “الهواء النقي” على حد تعبيره. ولكنه لن ينال أكثر من الحكم الذاتي تحت حكم اليهود.
وما دام ينادي من الآن باتحاد مع دولة اليهود بعد عشر سنين، فهذه المدة القصيرة ستمضي قبل أن يتركز الحكم الذاتي. إذاً فإن الانتقال سيكون من الحكم الذاتي إلى الاتحاد مباشرة دون الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة. الحسيني يسميها كونفدرالية مع أن إسرائيل وأميركا يريدانها فيدرالية. أي ستبقى جميع الأمور الأساسية بيد اليهود. وهذا يعني أن الحكم الذاتي سيستمر ويكون هو الوضع النهائي ولكن تحت اسم دولة اتحادية.
أما علاقة الأردن بهذه الدولة الاتحادية (اليهودية – الفلسطينية) فمن الصعب تقديرها من الآن. ذلك أن الأسرة الحاكمة من الصعب استمرارها، وقد يصبح جمهورية، وقد يجري تقسيمه، إذ أن أميركا الآن تعيد خلط الأوراق العالمية الموروثة عن الحرب العالمية الثانية، لتفزرها فرزاً يتناسب مع الصياغات الجديدة التي تساعدها على إحكام قبضتها على المصالح في العالم.
وما هي الحكمة من إعلانك الآن يا (سيّد) فيصل عن قبولك بالمستوطنات الأمنية؟ نحن نظن أن بيكر (أو غيره من وزرائه) طلب منك الإدلاء بهذا التصريح لتسهيل الأمور على بوش كي يمنح إسرائيل ضمانات القروض. إنك لم تعط هذا التصريح لمصلحة فلسطين وشعب فلسطين، إنك تعطيه لمصلحة بوش ومصلحة اليهود ومصلحتك الخاصة ليرضى عنك سيد البيت الأبيض وسيد اليهود ويثبتوك سيداً للحكم الذاتي، وذلك طبعاً بموافقة سيد منظمة التحرير الذي يطمع أن يصبح سيّد عمان عند سقوط الأسرة المالكة.
اللهم إنا نبرأ إليك من العملاء الخونة
1992-08-01