في غرفة تحقيق عربيّة
1992/07/31م
المقالات
1,858 زيارة
أيمن القادري
لا تسألوا عنّي وعنْ زوّاري لا تسهروا للكشف عن أسراري
لا ترقُبوني في الليالي خلسةً متلفّعين ببُرقعٍ وسِتار
لا تسألوا عنّي فإني مسلمٌ وحقيقتي أنِفَتْ من الأسوار
أوَ ليس يُحرقُكمْ صفاءُ عقيدتي وتوشُّحي بحمائلِ الثوّار
أوَ ليس يُحرقُكمْ تلاوةُ مُصحفي في جوبِ ليلٍ بدرُه مُتواري
“أنا مسلمٌ” هَذي هُويّةُ مجرمٍ تترصَّدونَ خُطاه كلَّ نهار
أنا من جنودِ محمّدٍ ورجاله فلتكتبوا التقرير للأحبار!!
يوماً أكونُ (مهاجريّا) منتفيّ يقضي الليالي في ظلامِ (الغار)
وأكونُ يوماً مع (بلالٍ) في اللظى فأرى بعيني الدمعَ مع (عمّار)
فلتكتبوا بدمي على أوراقكم أسماءَ مَنْ في الليل همْ زُوّاري
هم (ثائرُ) و(مجاهُد) و(مقاتلُ) وجميعهم من أُسرةِ الأبرار
@ @ @
لا تسألوا جاري وأهل عشيرتي عن مولدي أو تخبُروا تيّاري
فحقيقتي ليست كتاباً مغلقا أطويه في خوفٍ عن الأبصار
في سجنكم أنا قد وُلدْتُ وإخواني قُتلوا هناك بتُهمة “الإسفار”[1]
لله صَلَّوْا في ظلام سجونكم فرآهم السَّجان… يا للعار!!
ضُبطوا بهذا الجُرْمِ فاعترفوا به فأُحيلت الأوراق للجزَّار
@ @ @
“أنا مسلم” أبطاقةٌ حزبيّةٌ تَهوي بحامِلها لقعر النّار
إن كان (تيّارا) فقولوا جارفٌ سيزُيلكم في قوّةِ الإعصار
“أنا مسلم” بدمي سأغمسُ ريشتي بعد اعتقالِ الحبر والأسفار
وعلى جدار السجن سوف أخطُّها وعلى حبالِ مشانق الأحرار
“أنا مسلم” هذي فحسبُ هويّتي فلتكتبوا التقرير… للأحبار
[1] الإسفار لها معنيان: الأول الإظهار والثاني تأخير صلاة الفجر حتّى تتَّضح الرؤية.
1992-07-31