وقائع سياسية:نقل السفارة الأميركية إلى القدس
1995/11/30م
المقالات
1,601 زيارة
علق الصحافي في إذاعة NBC على قرار مجلس الشيوخ بنقل السفارة الأميركية إلى القدس قائلاً: إن هذا اليوم يعتبر اليوم الذي ضيع فيه العرب القدس وقامت حنان عشراوي تطلق صواريخ التهم على المجلس واصفة النواب بأنهم إسرائيليون أكثر من الإسرائيليين أنفسهم.
فرح اليهود لهذا القرار خاصة أنه جاء في الوقت الذي احتفلت فيه دولة يهود بالذكرى 3000 لمدينة القدس اليهودية، واعتبروه اعترافاً في حقهم المطلق في القدس وكل تراب فلسطين، أما حكام العرب فبعضهم شجب والأغلبية خرست إلى الأبد.
وسواء اعترف الأميركان أو كل العالم لليهود بحقهم في القدس أم لم يعترفوا، فملاذ المسلم في ذلك ما جاء عن السميع الحكيم، فمدينة القدس كلها، وليست الشرقية كما يدعي حكام الغرب، ستعود للمسلمين لتعيش تحت راية الخلافة الراشدة وسيدخلها المسلمون كما دخولها مرات رافعي الرؤوس.
محاولة انقلاب مزعومة في الباكستان
كشف وكالات الأنباء عن فشل محاولة انقلاب مزعومة في الباكستان ثم على أثرها إلقاء القبض على أكثر من 30 ضابطاً من مختلف الأسلحة الباكستانية وقالت الوكالات أن هؤلاء الضباط كانوا متواطئين مع جماعتين إسلاميتين متطرفتين.
كردة فعل قامت وسائل الإعلام الغربية خاصة بشن حملة مسعورة على دور الإسلام وتغلغله في أوساط الجيش الباكستاني الذي لم يعد معظم ضباطه من خريجي المدارس والكليات الحربية الغربية، واتهموا ضياء الحق بأنه هو الذي فتح الأبواب على مصراعيها لكل فئات الشعب وخاصة الحركات الإسلامية حتى تمكنت هذه الأخيرة من التسلل إلى داخل المؤسسة العسكرية وحتى أعلى المستويات، وقامت بجعل الدين الإسلامي والجهاد أساساً لمفاهيم الجند.
وعلى إثر ذلك قامت الجماعة الإسلامية في باكستان بالتنديد بالحملة الإعلامية متهمة الحكومة الباكستانية بأنها تخط لضرب الحركات الإسلامية بخلق مبررات لا أساس لها من الصحة.
التعهد
قامت بعض الصحف اليهودية بنشر نص إعلان التعهد الذي تطلب فيه السلطات اليهودية من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم التوقيع عليه كشرط للإفراج عنهم، والنص كما يلي:
أ- أتعهد بأن أبتعد عن كل نشاط إرهابي وعنف وأحترم القانون، وأعلن أيضاً أنني أعلم بأن التوقيع على هذا السند هو شرط أساسي للإفراج عني، وأنني أعلن أن هذه الخطوة تمت إثر الاتفاقات التي وقعت بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
ب- نعم أتعهد بعدم الدخول إلى منطقة إسرائيل حتى نهاية فترة مدة حكمي الكاملة الذي فرض علي والمنتهي بتاريخ… إلا بتصريح خاص، وواضح لدي أنه إذا دخلت إلى منطقة إسرائيل سأعتقل من جديد، وأسجن حتى نهاية فترة حكمي الأصلي الذي فرض علي.
ياسر عرفات، رئيس الدولة الفلسطينية العظمى، يهان في مدينة نيويورك، وأي إهانة!!
في الحفل الموسيقي الذي أقامه رئيس بلدية نيويورك جوليانو على شرف وفود الدول المشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس الأمم المتحدة وقعت الواقعة، فلقد دعا رئيس البلدية كل الوفود لحضور الحفل باستثناء القائم مقام ياسر عرفات ووفده، غير أن عرفات تمكن بشكل أو بآخر من الحصول على أوراق الدعوة وتسلل إلى قاعة الحفل غير أن رئيس البلدية كان لله بالمرصاد حيث طلب منه ومن مرافقيه – أمام الأعين – مغادرة القاعة فوراً. وصرح رئيس البلدية عقب الحادث أمام الصحافة قائلاً بأنه غير مستعد للسماح لإرهابي يداه ملطختان بدماء الأميركان حضور حفل أقامه. وأدانت الإدارة الأميركية العملية قائلة بأن هذا لا يليق في حق زعيم الفلسطينيين، لكنها الديمقراطية والكل حر في سلوكه. فأي خزي هذا يا أبا عمار!!
أولسون: المخابرات الأميركية كانت وراء تفجير بناية الشرطة في أوكلاهوما سيتي
في لقاء تلفزيوني أجرته محطة BBC البريطانية مع رئيس إحدى الفرق العسكرية الأميركية اللاشرعية “أولسون” في منتصف شهر أكتوبر 95 قال هذا الأخير بأن المخابرات الأميركية كانت وراء تفجير بناية الشرطة في أوكلاهوما سيتي، قامت الحكومة الأميركية على إثرها باتهام المسلمين ثم الحركات والفرق المسلحة في أميركا، ثم استطرد قائلاً بأن الدولة والمخابرات هي التي تعتبر وراء الانقلابات والثورات الدموية في أغلب دول العالم حيث تقوم باغتيال الأشخاص وتدرب المرتزقة وتتاجر بالمخدرات وتستخدم كل الوسائل والأساليب الشريرة في مختلف بلاد العالم.
كما أضاف ألسون قائلاً بأنه يعادي الدولة الأميركية ولا يؤمن بالديمقراطية التي تتبجح بها لأنها ليست ديمقراطية حقه.
أبشع أنواع التعذيب في تونس
في بيان نشرته منظمة العفو الدولية في أواخر أكتوبر 1995 تعرضت فيه إلى الوضع الأمني في تونس متهمة الحكومة التونسية باستخدام أبشع أنواع التعذيب ضد المعارضين من الحركات الإسلامية وغيرها، كما أشارت إلى أن حكومة زين العابدين تدوس على الكرامة الإنسانية بالرغم من التنديدات المتكررة للمنظمة ومطالبة السلطات بالكف عن الأعمال الوحشية في حق الآلاف من رجال المعارضة التونسية التي زجت بهم في السجون.
الوجود العسكري الأميركي في الخليج
نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأسبوع الماضي تقريراً عن العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج اتخذ أبعاداً نوعية وكمية لا سابقة لها، ووفقاً لإحصائيات وزارة الدفاع الأميركية وقعت دول المجلس التعاون منذ العام 1990 على عقود عسكرية مع واشنطن تزيد قيمتها عن 72 مليار دولار تشكل شراء الأسلحة وبناء القواعد والمرافق العسكرية، ويلتقي المسؤولون الأميركيون والخبراء الاستراتيجيون على القول أن الأسلحة التي اشترتها دول الخليج مؤخراً تفيض عن احتياجاتها وإن قواتها غير قادرة على استيعابها. وقال ديفيد ماك المسؤول السابق عن شؤون الجزيرة العربية بوزارة الخارجية الأميركية إنه «لكي تبرر الحكومة الأميركية هذا الحشد العسكري لجأت إلى المبالغة بخطر العراق وإيران» وتحت غطاء تنفيذ حظر الطيران العراقي في جنوب العراق يوجد للولايات المتحدة 170 طائرة تابعة لسلاح الجو أو للبحرية، من مختلف الأنواع، معظمها منتشرٌ في قواعد جوية في السعودية معزولة عن المراكز السكنية، من دون أن تعترف أميركا أو السعودية رسمياً بهذا الوجود. وهناك تسعة آلاف جندي في المنطقة في قواعد برية معظمها في السعودية. ويرى الخبير الاستراتيجي “مايكل دون” الذي يحرر نشرة دورية عن الشؤون الاستراتيجية في الشرق الأوسط وشرقي آسيا، أن من الصعب تحديد عدد الجنود الأميركيين وخاصة بسبب المناورات المستمرة، لكن “مايكل دون” يضيف في حوار مع “جريدة السفير” أن الوجود الأميركي في المنقطة عبر اتفاقيات تخزين الأسلحة التي تفترض وجود قوات أميركية لصيانتها وتشغيلها، وغيرها من المهمات الخاصة، والمناورات المستمرة جعلت هذا الوجود غير الدائم رسمياً وجوداً ثابتاً من الناحية العملية.
ووفقاً لما ذكرته “الواشنطن بوست” من المتوقع أن يبلغ عدد المناورات العسكرية التي أجرتها أو ستجريها الولايات المتحدة مع القوات المتحالفة معها في منطقة الشرق الأوسط هذه السنة 60 مناورة عسكرية، يشارك فيها 50 ألف جندي أميركي.
ويشير الخبير دون إلى أن عدد السفن الحربية الأميركية في منطقة الخليج وصل في أيلول الماضي (بعد هروب حسين كامل إلى الأردن) إلى 43 سفينة، وهو أعلى رقم منذ حرب الخليج، ويصف دون الوجود الأميركي في السعودية بأنه “وجود كبير ولكن ببروفيل بسيط” بعكس الوجود الأميركي في إيران خلال عهد الشاه، ويتابع “لا ترى الجنود الأميركيين في شوارع الرياض، ولكنهم في الظهران، وفي قواعد جوية بعيدة عن المراكز السكنية، لتفادي خلق حساسيات ثقافية وسياسية، ولكي لا يكون وجودهم ذخيرة في أيدي المعارضة الإسلامية”.
وبالإضافة إلى الوجود العسكري البري يوجد للولايات المتحدة أكثر من 15 ألف بحار، في إطار جديد سمته الولايات المتحدة هذه السنة “الأسطول الخامس”، وهذه هي المرة الأولى التي تنظم واشنطن أسطولاً جديداً منذ الحرب العالمية الثانية. ومع أن التسمية لم تصاحبها بالضرورة زيادة لعدد السفن، إلا أنه مؤشر واضح على أن هذا الوجود البحري الكبير في الخليج منذ حرب الخليج سوف يبقى لوقت طويل ويصبح سمة ثابتة من سمات الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
وتحمل هذه السفن الأميركية معدات عسكرية إضافية لتسليح عشرة آلاف جندي في الحالات الطارئة، ومنذ انتهاء حرب الخليج سارعت واشنطن إلى التوقيع على اتفاقيات عسكرية عديدة مع دول الخليج كان من أبرزها اتفاقات مع الكويت وقطر لتخزين معدات عسكرية ثقيلة كافية لتسليح كتيبة أميركية في كل من البلدين. كما توصلت إلى اتفاق من حيث المبدأ، مع دولة الإمارات العربية المتحدة مماثل للاتفاق مع قطر والكويت. ويقول ديفي ماك إن المعدات المخزونة في أراضي هذه الدول وفي السفن الأميركية كافية لتزويد أي فرقة أميركية في أي مكان في العالم.
ومع أن أميركا لم توقع على اتفاق مماثل مع السعودية، إلا أن التدابير والإجراءات العسكرية بين البلدين هي أعمق وأوسع من ذلك بكثير. وكما يقول الخبير دون، فإن ما تقوم به أميركا في السعودية هو خلق وجود جوي قتالي بالغ الأهمية، حيث تركز على تخزين مختلف معدات الدعم البرية لوجود جوي كبير.
ووفقاً لنسخة من الاتفاق الأميركي مع قطر حصلت عليها الواشنطن بوست، فإن الاتفاق يعطي الولايات المتحدة حرية وصول كاملة لمطارات قطر الدولية ومرافئها وقواعدها العسكرية، كما أنه يعطي القوات الأميركية حق دخول قطر من دون جوازات سفر.
1995-11-30